06-08-2019

Banner Image

تفاصيل الأخبار

مسار التنقل

الثلاثاء 06 أغسطس ,2019

لأرشيف الوطني يشارك في الاحتفالات باليوبيل الذهبي لكورنيش أبوظبي<

بالكلمة والصورة .. وثّق تطور الكورنيش في ظل اهتمام القيادة الحكيمة

الأرشيف الوطني يشارك في الاحتفالات باليوبيل الذهبي لكورنيش أبوظبي



شارك الأرشيف الوطني بمعرض للصور التاريخية في الاحتفالات التي أقيمت احتفاء باليوبيل الذهبي لكورنيش أبوظبي، وقد ضمّ المعرض عدداً كبيراً من الصور الفوتوغرافية التي توثق اهتمام القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- بهذا الجزء المهم من مدينة أبوظبي، والاهتمام المستمر الذي يلقاه كورنيش أبوظبي من القيادة الحكيمة، ويبرهن هذا المعرض على دور الأرشيف الوطني في توثيق مراحل تطور الكورنيش، وقد أتاح للزوار فرصة الاطلاع على صفحات من الماضي والحاضر في تأسيس الكورنيش وتطوره، والذي يحكي جانباً مهماً من سيرة تطور مدينة أبوظبي.

وقد لقي معرض الأرشيف الوطني الذي أقيم في منطقة الكورنيش، والذي أقيم احتفاء باليوبيل الذهبي للكورنيش إقبالاً مميزاً من الزوار الذين اطلعوا على واقع منطقة الكورنيش قديماً قبل أن ينصبّ عليها اهتمام المغفور له –بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورصد المعرض بالصورة لمسات المؤسس والباني التي جعلت من منطقة الكورنيش واجهة جمالية للمدينة، ومتنفساً لسكانها على مدار العام، وأعاد المعرض ذكرى النافورة القديمة والمتنزه الذي يحيط بها، وقد كانت من أبرز معالم الكورنيش.

وعن مشاركة الأرشيف الوطني بهذه الاحتفالات باليوبيل الذهبي لكورنيش أبوظبي، قال سعادة الدكتور عبد الله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني: تأتي مشاركة الأرشيف الوطني بمعرض للصور في هذه الاحتفالية العزيزة على نفوسنا جميعاً ليقدم الأرشيف الوطني للزوار صورة واضحة تحكي سيرة وطن وعزيمة قائد، فمنطقة كورنيش أبوظبي جزء من جزيرة أبوظبي، وقد كانت أبوظبي بأسرها كما كانت منطقة الكورنيش، ولكن حين قيّض الله لها القائد الخالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- ونالت نصيباً من حكمته وجهوده المخلصة تحولتْ من بحر ورمال وقليل من العشش إلى حاضرة تحاكي أكثر شواطئ مدن العالم تقدماً، وقد استطاعت منطقة الكورنيش بما بلغته من تقدم وجمال أن تحصد المركز الأول في مسابقات عالمية.

وأضاف سعادته: يوثق الأرشيف الوطني لتطور منطقة الكورنيش بالصورة والكلمة أيضاً، فمن يريد أن يتتبع تاريخ هذه المنطقة وتطورها سيجد في سجل وقائع دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي يوميات زايد (1966- 2004) الصادرين عن الأرشيف الوطني خطوات ومراحل تطور الكورنيش وازدهاره، ولا يزال الأرشيف الوطني يرصد الاهتمام الكبير الذي يلقاه الكورنيش خاصة وتلقاه مدينة أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام على يد قيادتنا الحكيمة.

هذا وقد وثق الأرشيف الوطني مراحل تطور منطقة الكورنيش في سجلات وقائع دولة الإمارات وفي مجلدات (يوميات زايد) كالآتي:

تطوّر كورنيش أبوظبي .. في ظل اهتمام القيادة الحكيمة

يعدّ الكورنيش اليوم أحد أهم المعالم وأجملها في مدينة أبوظبي، وهو ثمرة حركة التطوير والإعمار التي شهدتها المدينة، وبدأت على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الذي حدد المعالم الرئيسية الهامة للتشكيل الأمثل للمدينة، وفي السادس من أغسطس عام 1969 افتتح الشيخ زايد الكورنيش الجديد في أبوظبي، ويعد الكورنيش من المشروعات التجميلية والحيوية الهامة الكبرى التي أمر – رحمه الله- بتنفيذها، وقد بلغت كلفة إنشائه مليونين وستمائة ألف دينار حينذاك.

حتى خمسينيات القرن الماضي ظلت منطقة كورنيش أبوظبي بدائية، وتذكر سجلات  وقائع الإمارات التي يوثقها الأرشيف الوطني أنه حين تسلم الشيخ زايد مقاليد الحكم في أبوظبي عام 1966م، أصدر أمراً بتعيين استشاريين لتطوير المخططات لتطوير المدينة، فقدموا مخططاً جديداً للتطوير على أن يتمّ ردم جزء من الشاطئ من جانب فندق الشيراتون (حالياً) ليكون أكثر استقامة، ومنذ ذلك الحين توالى الاستشاريون الذين أخذوا يقدمون الخطة تلو الخطة، وأخذ كورنيش أبوظبي يتطور على ضوء رؤى القائد المؤسس وتطلعاته.

وحوالي عام 1970 وجه الشيخ زايد إلى دائرة الأشغال بإنشاء كاسر الأمواج في نهاية شارع الكورنيش، ويمتد كاسر الأمواج كلسان طويل داخل البحر، وقد أُسس بهدف كسر أمواج البحر العالية والسيطرة عليها ومنع امتدادها إلى الحدائق المختلفة على منطقة الشاطئ والتحكم بها.

وتجسيداً لرؤى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وتوجيهاته انطلق العمل  بمشروع الكورنيش الذي يمتد حينذاك من شارع الخليج العربي إلى ميناء زايد في  أواخر عام 2001م، وأكملت بلدية أبوظبي الجزء الأكبر من مشاريع البنية التحتية لمشروع الكورنيش بتكلفة بلغت 750 مليون درهماً.

بدأت المرحلة التمهيدية لكورنيش أبوظبي في مارس 2004 بتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان  رئيس الدولة –حفظه الله- وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وفي عام 2006 واحتفالاً بالعيد الوطني الخامس والثلاثين تم تمديد شارع الكورنيش الجديد من نفق الشيراتون وحتى ميناء زايد، إلى جانب بعض الأعمال التجميلية والتحسينات في منطقة الكورنيش.

الكورنيش .. حديثاً

وفي السادس من نوفمبر 2018 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بجولة في مشروع "ع البحر" الترفيهي على كورنيش أبوظبي اطلع خلالها على مرافقه و خدماته المتنوعة، وتعرّف سموه على تجهيزات و مكونات المشروع الذي يضم (20) مطعماً ومقهى ومتاجر عالمية، إضافة إلى مجموعة من الأنشطة الترفيهية والمراكز والمرافق العائلية والرياضية التي تدعم أسلوب الحياة الصحية منها ملاعب لكرة السلة، وكرة الطائرة الشاطئية، وكرة القدم الشاطئية وصالة ألعاب رياضية في الهواء الطلق، ومنطقة لعب للأطفال وغيرها من الفعاليات والأنشطة المجتمعية المتواصلة التي تثري ما توفره الوجهة من خدمات.

و قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أثناء الجولة: "إن اهتمام أبوظبي بالمشاريع السياحية والترفيهية يعدّ من أولوياتها لدفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة ودعم مستقبل هذا القطاع الحيوي الهام، مشيراً إلى أن أبوظبي تواصل ترسيخ حضورها القوي على صعيد صناعة سياحة الترفيه لتصبح وجهة مفضلة ومقصداً عالمياً للسياح.

واليوم يمتد كورنيش أبوظبي على مسافة 8 كيلو متر بمحاذاة الواجهة البحرية، وتمّ تأسيس الكورنيش في أبوظبي ليكون حامياً للمدينة من مدّ البحر، وها هو الكورنيش بفضل الاهتمام الذي تلقاه مدينة أبوظبي قد أصبح أحد أهم المعالم الجمالية والحضارية للمدينة ومتنفساً لسكانها على مدار العام، وقد غدت المتنزهات التي تنتشر على امتداد شارع الكورنيش من أفضل الأماكن الترويحية داخل المدينة، وقد صار الكورنيش أيضاً مسرحاً لأهم الفعاليات من سباقات التجديف، والقوارب، والزوارق الشراعية، إلى المهرجانات الكبرى، والمسابقات والكرنفالات، والفعاليات الكبرى والمسيرات، والاحتفالات الوطنية.

الكورنيش .. جمال وازدهار دائم

توثق مجلدات (يوميات زايد) الصادرة عن الأرشيف الوطني أنه في التاسع من مارس 1975طلب الشيخ زايد مشاهدة تصميمات مشروع حماية كورنيش العاصمة والجزء الشمالي من جزيرة أبوظبي، وأجرى سموه بعض التعديلات على المشروع بحيث يمتد كاسر الأمواج الذي يبدأ من أمام فندق هيلتون بموازاة الكورنيش حتى منتصفه تقريباً، ثم يلتقي به كاسر آخر من المنتصف يبدأ من الجزيرة الصناعية ليسمح بمرور السفن إلى داخل منطقة الخور التي ستنشأ بين الكاسر والكورنيش، ثم يمتد كاسر أمواج آخر من منطقة ميناء زايد يصل حتى الطرف الشرقي للجزيرة الصناعية. وطلب سموه ألا تقل عرض الفتحة بين طرفي الكاسرين عن 200 متر.

وفي 22 مارس 1977 وجه – رحمه الله- بتخصيص موقع على الكورنيش لإقامة مبنى جديد لبلدية العاصمة، وفي 26سبتمبر 1977 تفقد ترميم سور الكورنيش، وفي 16أغسطس 1983 اطلع على التصاميم الخاصة بتطوير وتحسين كورنيش أبوظبي، وفي 4 يونيو 1987 وافق على التصميمات النهائية للمرحلة الثانية من مشروع تجميل كورنيش مدينة أبوظبي، وفي 15 ديسمبر 1997اطلع الشيخ زايد على نماذج من تصاميم مشروع تجميل شارع كورنيش أبوظبي، وفي الخامس من ديسمبر 2001 شهد الشيخ زايد المسيرة التراثية التي نظمها بيت التراث الشعبي في أبوظبي في إطار احتفالات الدولة باليوم الوطني الثلاثين على الكورنيش وكاسر الأمواج في أبوظبي، وفي السادس من سبتمبر 2004 قام الشيخ زايد بجولة تفقدية اطلع فيها على سير العمل في المرحلة الثانية من مشروع تطوير كورنيش أبوظبي،

وفي 16ديسمبر1997 اطلع الشيخ زايد على نماذج من تصاميم مشروع تجميل شارع الكورنيش (المرحلة الأولى)، التي تمتد من مدخل ديوان الرئاسة مسافة أربعة كيلومترات إلى حديقة الكورنيش، واطلع على التصميم الخاص بإقامة نفق عند مدخل قصر البحر على شارع الكورنيش ـ القرم، وتحويله إلى طريق من دون تقاطعات، إذ يتم بناء جسرين علويين على الشارع. وقد أقرّ التصاميم وأمر بالبدء بتنفيذها فوراً.

وفي 17 أغسطس 1983قام الشيخ زايد بجولة بحرية تفقدية أمام شواطئ مدينة أبوظبي اطلع فيها على التصاميم الخاصة بتطوير وتحسين كورنيش العاصمة، وفي15مارس1987 وافق الشيخ زايد على التصميمات النهائية للمرحلة الثانية من مشروع تجميل كورنيش مدينة أبوظبي.

وفي 17 أكتوبر 2001 ترأس صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي - الاجتماع الأسبوعي الاعتيادي الذي عقده المجلس بديوان سموه، واطلع في الاجتماع على عدد من المشاريع الحديثة والمخططات والخرائط المتعلقة بهذه المشاريع؛ إذ اطلع على مشروع التوسعة الجديدة من المرحلة الثانية لكورنيش أبوظبي.

وتقول (وقائع الإمارات) أنه في7 يناير 1980 بدأت دائرة الأشغال بأبوظبي إنشاء سور من الألمونيوم حول الكورنيش، وفي 27يونيو 1981 اعتمدت بلدية أبوظبي مبلغ 20 مليون درهم لتجميل كورنيش أبوظبي في المنطقة بين فندق الشيراتون ودوار الساعة.

وفي 25يونيو1990 وقع معالي الشيخ محمد بن بطي آل حامد ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس دائرة البلدية وتخطيط المدن ـ على اتفاقيتين مع مكتبين استشاريين لتصميم المرحلة الثانية من تجميل كورنيش أبوظبي، وفي 2 أغسطس 1990فرغت بلدية أبوظبي من إعداد التصاميم النهائية لمشروعي حديقة التراث الشعبي، والمرحلة الثانية لتجميل الكورنيش بتكلفة كلية للمشروعين تبلغ نحو60 مليون درهم، وفي 9 ديسمبر 1992 أوضح معالي الشيخ محمد بن بطي آل حامد ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس دائرة بلدية أبوظبي وتخطيط المدن ـ أن كورنيش أبوظبي الجديد الذي بدأ العمل فيه عام 1990 سيتم إنجازه العام الحالي، وأنه يشكل إنجازاً حضارياً رائعاً، وتبلغ تكلفته 190 مليون درهم، وفي 21 سبتمبر 1995شهد سعادة الدكتور سالم مسري الظاهري مدير عام الهيئة الاتحادية للبيئة حفل انطلاق حملة لتنظيف كورنيش أبوظبي، نظمته جمعية أصدقاء البيئة بالتعاون مع بلدية أبوظبي، بمشاركة مجموعات من طلبة مدارس أبوظبي، وشركات البترول، وشرطة أبوظبي.

في الثامن من فبراير 2005 قال سعادة النقيب مهندس حسين أحمد الحارثي مدير هندسة المرور في إدارة المرور والترخيص بأبوظبي - عقب افتتاح المرحلة الأولى من مشروع تطوير كورنيش أبوظبي الجديد بطول 4.5 كيلومترات، والطريق المروري بين شارعي الخليج العربي، والسلام – بأن افتتاح طريق الكورنيش أسهم بنسبة 85% في انسيابية وسهولة الحركة المرورية عن الطريق القديم من وإلى المدينة.

في 28 مايو 2005 شارك 120 طالباً من مختلف المراحل التعليمية من مدارس أبوظبي في الحملة الواسعة التي تنظمها هيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها، بالتعاون مع شركة الخدمات البترولية (إسناد) لتنظيف كورنيش أبوظبي من المخلفات، وتنظيف ميناء الصيادين بميناء زايد، وميناء البطين من المخلفات الموجودة في قاع البحر.

الكورنيش يحصد جائزة عالمية

تقول سجلات وقائع الإمارات أنه في 23مايو 2001 حصل مشروع كورنيش أبوظبي -الذي قامت بلدية أبوظبي وتخطيط المدن بتنفيذه- على جائزة عالمية من الاتحاد الدولي للطرق باعتباره التصميم الأفضل من بين العديد من مشروعات الهندسة المدنية المشاركة من مختلف دول العالم، وقدم الجائزة لوفد دائرة بلدية أبوظبي أثناء انعقاد المؤتمر الأمريكي الإقليمي للطرق الذي عقد في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية السيد جيرالد لي شيا مدير اتحاد الطرق، عضو الهيئة التنفيذية لاتحاد الطرق العالمية.

يمثل الكورنيش حالياً واحدة من أجمل الواجهات البحرية الساحرة التي تطلّ على الخليج العرب وفيها تلتقي صفرة الرمال بزرقة الماء وخضرة أشجار الحدائق  لتشكل لوحة طبيعية بديعة رسمها وخططها رجال آمنوا بحب الوطن وأخلصوا في العمل من أجل رفعته واستدامة جماله وازدهاره.