من المملكة المتحدة ومصر وسنغافورا الأرشيف والمكتبة الوطنية يستقي أفضل المعايير وأرقى الممارسات للمكتبة الوطنية الإماراتية
من المملكة المتحدة ومصر وسنغافورا
الأرشيف والمكتبة الوطنية يستقي أفضل المعايير وأرقى الممارسات للمكتبة الوطنية الإماراتية
اختتم الأرشيف والمكتبة الوطنية جولة في أشهر المكتبات العالمية في المملكة المتحدة وسنغافورا وجمهورية مصر العربية، وذلك بهدف محاكاتها في مكتبة الإمارات الوطنية التي يجري التخطيط لإنشائها وإثراء مزاياها لتكون مرجعاً وطنياً ومركزاً ثقافياً ومعلوماتياً يحفظ تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبرز تطورها العلمي والحضاري على غرار كبرى المكتبات العالمية.
من مكتبة برمنغهام.. كانت البداية
استهل وفد من الأرشيف والمكتبة الوطنية برئاسة سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام بالإنابة رحلته إلى كبريات المكتبات في المملكة المتحدة، بزيارة بمكتبة برمنغهام التي تعتبر أكبر مكتبة عامة في المملكة المتحدة، ولها من مكانة مرموقة على خارطة المكتبات المميزة في العالم، وهي تتألف من 41 طابق وتستقطب ثلاث ملايين زائر سنوياً، وقد اطلع الوفد فيها على أفضل الممارسات المكتبية، وعلى السياسات والاستراتيجيات، والبنية التحتية الرقمية، واستفاد من التجارب المتقدمة والآليات المتطورة والمميزة المتبعة فيها.
وتفقد الوفد في مكتبة برمنغهام مركز الطفل ومكتبة الموسيقى، ومركز الأعمال ومركز التعلّم، ومكتبة الإعارة ومكتبة المراجع، وغرفة شكسبير والمقهى الداخلي والخارجي.
وتمتاز مكتبة برمنغهام بمبناها الصديق للبيئة، وبشكله الخارجي المميز، وبقاعاته المستديرة المترابطة والمتداخلة التي توفر الضوء الطبيعي والتهوية، وبانسجام المبنى مع طابع مدينة برمنغهام الصناعي.
وقد التقى وفد الأرشيف والمكتبة الوطنية أثناء زيارته الرسمية لمكتبة برمنغهام داون بيومونت رئيسة مكتبة برمنغهام لشؤون الخدمات، وعضو مجلس مدينة برمنغهام، حيث دار اللقاء حول مزايا التصميم الهندسي المثالي للمكتبات الكبرى، وأفضل الممارسات والتطبيقات، وسبل تعزيز الحلول المكتبية، وأحدث الخدمات الرقمية في المكتبات الكبرى.
وزار الوفد أيضاً مكتبة جامعة برمنغهام وبحث مع كل من البروفيسور آدم تيكل نائب رئيس جامعة برمنغهام، والدكتور طارق على نائب رئيس الجامعة للشؤون الاستراتيجية- دور مكتبة جامعة برمنغهام في توفير مصادر المعلومات التي تفيد الباحثين، وتدعم المناهج الدراسية، وأهم المزايا والخدمات المتطورة في المكتبة والتسهيلات التي تقدمها لروادها، وتفقد الوفد أثناء زيارته مركز المخطوطات في جامعة برمنغهام للتعرف على أفضل الممارسات في ترميم وحفظ المخطوطات، واطلع على أقدم مخطوطة من القرآن الكريم ومخطوطات أخرى نادرة.
ومن جامعة برمنغهام توجّه الوفد إلى المكتبة البريطانية في لندن، -والتي تعد المكتبة الوطنية للمملكة المتحدة- وذلك للاستفادة من تجربتها فيما تقدمه من خدمات للقراء والمثقفين ولروادها بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم؛ حيث كان في استقبالهم أعضاء المكتب التنفيذي للمكتبة، وقد تجول الوفد في قاعات القراءة، وبين المعارض التخصصية والفنية الدائمة؛ وفي ركن المخطوطات العربية والإسلامية؛ حيث اطلعوا على أساليب حفظ المقتنيات بأنواعها وعرضها، وقواعد إتاحتها، واستمعوا إلى شرح عام عن البنية التحتية الرقمية للمكتبة الكبرى، وعن آليات البحث المتاحة فيها، واطلع الوفد أيضاً على السياسات والإجراءات الخاصة بالإتاحة والإعارة، وعلى العمليات الفنية لإدارة المجموعات التي تمتلكها المكتبة من الكتب المطبوعة والرقمية وغيرها.
وتأتي أهمية المكتبة البريطانية بأسلوبها المميز في إدارة محتوياتها التي يزيد عددها على 150 مليون عنصر من المطبوعات والمخطوطات، والمواد الرقمية، والأعمال الفنية، والوسائط المتعددة بأنواعها، والدوريات والتسجيلات الصوتية، وهذه المقتنيات من مختلف أنحاء العالم، ويعود بعضها إلى ألفي عام قبل الميلاد، وتجذب هذه المكتبة أكثر من مليون زائر سنوياً، وهذه المزايا الباهرة جعلتها مع مكتبة الكونجرس الأمريكية أكبر مكتبتين في العالم.
وفي نهاية الجولة أشاد الوفد بالدور الذي تؤديه المكتبة البريطانية محلياً وعالمياً؛ إذ تعدّ بثراء محتواها مقصد كبار الباحثين والمكتبيين من مختلف أنحاء العالم، وقد أبدى الوفد تفاؤله بأن تستفيد المكتبة الوطنية الإماراتية المزمع إنشاؤها من التجارب المميزة للمكتبة البريطانية، وذلك من أجل توفير متطلبات البحث وآلياته للأجيال القادمة في الإمارات والمنطقة العربية.
وزار الوفد متحف "بيت ريفرز" في لندن، والذي تربطه اتفاقية حصرية بالأرشيف والمكتبة الوطنية، يستطيع بموجبها إتاحة مجموعة ويلفرد ثيسيجر "مبارك بن لندن" للباحثين الذين يرغبون باستخدامها في بحوثهم.
مكتبة الإسكندرية.. المنارة الحضارية والثقافية في مصر
ومن المملكة المتحدة إلى مصر، حيث قام الوفد بزيارة مكتبة الإسكندرية، وكان في استقبالهم الدكتور شريف رياض رئيس قطاع العلاقات الخارجية والإعلام، وقد اطلع الوفد على الهيكل الإداري والتنظيمي للمكتبة، وتجول بين أروقتها، واطلع على مقتنياتها، وتفقد متحف المخطوطات والكتب النادرة، وأشاد بدورها كمنارة ثقافية وحضارية.
ومما تميزت به مكتبة الإسكندرية مكتبة الطفل، ومتحف الآثار الذي يضم آثاراً لموقع المكتبة القديم، وقطعاً أثرية تعود للحضارات البيزنطية والفرعونية، ومتحف المخطوطات الذي يضم وثائق ومجموعات نادرة من الكتب، بالإضافة إلى متحف الرئيس الراحل أنور السادات.
وأسفر اهتمام مكتبة الإسكندرية بأصحاب الهمم عن إنشاء مكتبة طه حسين التي تهتم بذوي الإعاقات البصرية؛ فتوفر لهم البرامج المكتوبة إلى مسموعة.
وتشهد مكتبة الإسكندرية على عظمة الحضارة المصرية، وعلى عراقة تاريخ مصر وثرائها الثقافي، وأن مكتبة الإسكندرية من أهم مراكز البحث عبر التاريخ.
وأشاد الوفد بمكتبة الإسكندرية -التي تأتي في عصر ثورة المعلومات وتقنيات الاتصال- كمنارة وإشعاع ثقافي، تحفظ للحضارة الإنسانية تألقها، وبأنها مشروع حضاري مصري يعيد للأذهان دور المكتبة القديم في الحفاظ على الثقافة الإنسانية، وبتجربتها المميزة في الإثراء الثقافي.
فريق آخر من الأرشيف والمكتبة الوطنية.. إلى سنغافورا
وعلى صعيد موازٍ قام وفد آخر من الأرشيف والمكتبة الوطنية بزيارة الأرشيف والمكتبة الوطنية السنغافورية؛ حيث التقى بمدير الأرشيف الوطني السيدة جوليا تشي، ونائب مدير المكتبة الوطنية السيدة جينيفر كوانغ، واطلع الوفد على استراتيجيات المكتبة والأرشيف، والمرافق والخدمات وأبرز الممارسات المتطورة، وأساليب الحفظ والإتاحة والإعارة التي يمكن الاستفادة منها في المكتبة الوطنية الإماراتية.
وتجدر الإشارة إلى أن المكتبة السنغافورية التي تم افتتاحها عام 1845م قد أنشئت لتكون داعماً وسنداً لحقل التعليم، وتضم ثروة ثقافية فريدة من بلدان وثقافات من كل أنحاء العالم، وتتضمن هذه الثروة التي تم رقمنتها صوراً وكتباً، ومخطوطات وخرائط، وتسجيلات سمعية ومجموعة أفلام.. وغيرها، وتعمل المكتبة بلا انقطاع منذ تأسيسها على تلبية متطلبات مستخدميها، ومما يميز المكتبة هو ذلك النظام الخاص بإعادة الكتب المستعارة؛ إذ لا يشترط إعادة الكتاب المستعار إلى نفس المكتبة التي تمت استعارته منها، ولكن يمكن إعادته إلى أقرب مكتبة، أو إعادته بشكل آلي عبر أجهزة إلكترونية وضعت لهذا الغرض في عدة مناطق.
وحول هذه الجولة قال سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة: إن الدور الحيوي المعاصر الذي تؤديه المكتبة الوطنية -وهي تؤرشف التراث الفكري للوطن، وتحافظ عليه- جعلها ليست مجرد حاضن للكتاب وليست موئلاً للقراء والباحثين فحسب، وهذا ما لمسناه في كبريات المكتبات في العالم، حين توجهنا إليها لكي نتعرف على أحدث المعايير وأرقى الممارسات فيها؛ إذ إن الأرشيف والمكتبة الوطنية -وهو يفخر بما لديه من سجلات ووثائق تاريخية متنوعة توثق ذاكرة الوطن، وبما فيه من مجموعات الكتب بأنواعها الورقية والإلكترونية، وبما يقتنيه من مكتبات خاصة تمتاز بقيمة محتواها- يتطلع إلى مكتبة وطنية خضراء صديقة للبيئة، في واحد من المباني الذكية العصرية المتطورة؛ يعتمد على البنية التحتية الذكية التي تراعي احتياجات المستخدمين في تسهيل الإعارة، وتلبي رغباتهم في توفير مساحات للقراءة المريحة.
وأضاف سعادته: إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة -ونحن ندرك أهمية القراءة في نشر المعرفة، وتطور المجتمعات وبناء الحضارة- نعتزم إنشاء مكتبة وطنية تحاكي كبريات المكتبات في العالم في توفيرها للمعلومة، وفي تصميمها وفضاءاتها الحيوية المريحة المخصصة للقراءة، والكفيلة بتلبية احتياجات متطلبات روادها على اختلاف مشاربهم.
وبناء على ذلك قمنا بجولة بين ثلاث دولة -المملكة المتحدة ومصر وسنغافورا- لكي نستقطب أحدث الممارسات وأرقى المعايير في العمل المكتبي؛ تأكيداً على الدور الكبير والمتنوع الذي تؤديه المكتبة الوطنية.
وأضاف: ففي المكتبة البريطانية ركزنا في وسائل توفير المصادر والمراجع النادرة، والخدمات المميزة التي تقدمها لروادها، وبتجربتها الرائدة، ولذلك فإنها ستكون في الكثير من الجوانب والمجالات موئلاً للمكتبة الوطنية الإماراتية؛ إذ إننا نعمل من أجل مكتبة وطنية في أبوظبي تتسم بالاستدامة في نشر المعارف والثقافة الوطنية والعربية والعالمية، وتجمع بين الأصالة والحداثة، الأصالة في انتمائها الإماراتي، والحداثة في التقنيات والوسائل والأنظمة التي تستخدمها حتى يصل فيها المستفيدون إلى مصادر المعرفة بيسر وسهولة، ويحققوا الفائدة العلمية والمعرفية في أجواء تبعث في النفس المتعة والراحة، مع الحفاظ على سمات المكتبة الوطنية ووظائفها القيادية والريادية على صعيد المكتبات في الدولة، وأداء دورها في مجال التخطيط وضبط الإنتاج الفكري، والإشراف والرقابة، وأداء مهامها على صعيد الببليوغرافيا الوطنية.
وقال سعادته: إن مكتبة سنغافورا تمثل بتاريخها العريق، وتجاربها الناجحة في مختلف المجالات المكتبية الكثير، ويمكننا الاعتماد على تجاربها في الإعارة وفي الاستفادة من بنيتها الرقمية، ومساعيها الحثيثة لأتمتة المكتبة كاملة.
وخلص سعادة مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة إلى أن التجارب الناجحة هي التي لا تبدأ من الصفر، وإنما تستفيد من تجارب الآخرين، وتنطلق من حيث وصلوا نحو المستقبل بما يحمله من تطور وتقدم متسارعين، وهذا ما تعتمده دولة الإمارات وهي تضع الخطط الاستراتيجية لخمسين عاماً مقبلة.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري الذاكرة الوطنية بالصور التاريخية على خرائط جوجل
الأرشيف والمكتبة الوطنية يثري الذاكرة الوطنية بالصور التاريخية على خرائط جوجل
بادر الأرشيف والمكتبة الوطنية إلى تعزيز الذاكرة الوطنية بإثراء ملف الأعمال على موقع خرائط جوجل بالكثير من الصور الفوتوغرافية التاريخية، والصور الاحترافية القديمة والحديثة للحصون والأبراج والقلاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ترمز ببعدها التاريخي إلى شموخ الماضي وعظمته، وإبداع الإنسان الإماراتي في مجال العمارة التقليدية. ويأتي اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بنشر هذه الصور انطلاقاً من كونها جزءاً من التراث العمراني الذي تركه الآباء والأجداد، ومن الهوية العمرانية والتاريخ الوطني، ومن حرصه على استخدام البرامج والتقنيات من أجل إثراء ذاكرة الوطن.
وفي الوقت الذي أضحت فيه خدمة خرائط جوجل شيئاً أساسياً لدى الناس من أجل معرفة الأمكنة التي يقصدونها وتفاصيلها، والطرق التي تؤدي إليها، فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية عمد إلى تغذية المعلومات على خرائط جوجل بالصور التي تعزز معرفة مستخدمي الإنترنت بأهم الأماكن التاريخية في دولة الإمارات. ويمتلك الأرشيف والمكتبة الوطنية مجموعات من تلك الصور التي جرى التقاطها مؤخراً بعدسات محترفة.
وتوضح هذه المبادرة مدى اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالمكان بكل فضاءاته المختلفة، وامتداداته في الجذور العميقة، وبوصف الطرز العمرانية ورموزها من أهم العناصر المميزة للمكان، ولاسيما أن جزءاً كبيراً من عبقرية المكان تتجسد في الفن المعماري.
ويعدّ الأرشيف والمكتبة الوطنية من المؤسسات السباقة في حفظ ذاكرة الوطن وإتاحتها بما يجعلها تصل إلى المستفيدين منها داخل الدولة وخارجها، مع حرصه على أن يكون ما ينشره على الشبكة العنكبوتية حاملاً لشعاره الذي يحفظ له حقوق النشر والملكية.
وركز الأرشيف والمكتبة الوطنية في دعم موقع خرائط غوغل بصور لمقره في أبوظبي، ولمبنى الحفظ والترميم التابع له، ولمكتبة الإمارات التي تختص بالمصادر والمراجع المتعلقة بتاريخ وتراث الإمارات خاصة ومنطقة الخليج عامة.
وتتنوع الصور التي أثرى بها الأرشيف والمكتبة الوطنية خرائط جوجل، فهي من جميع إمارات الدولة، وأبرزها: قصر الحصن، وحصن المقطع في أبوظبي، وقلعة مزيرعة في ليوا، وقلاع المربعة والجاهلي والعانكة في العين، ومتحف أم القيوين (قلعة آل علي)، ودوار الساعة في دبي، وقلعة مسافي في رأس الخيمة، وحصن الشارقة.. وغيرها.
وتعد هذه الخطوة بداية انطلاق مشروع وطني سوف يواصل الأرشيف والمكتبة الوطنية تعزيزه بالصور الاحترافية الحديثة، وبالخرائط والصور التاريخية التي يستمدها من أرشيف الصور والأرشيف الرئاسي فيه.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يتلقى عدداً كبيراً من الكتب المتنوعة من وزارة الخارجية
الأرشيف والمكتبة الوطنية يتلقى عدداً كبيراً من الكتب المتنوعة من وزارة الخارجية
تلقى الأرشيف والمكتبة الوطنية من وزارة الخارجية والتعاون الدولي عدداً كبيراً من الكتب المتنوعة باللغة العربية ولغات أخرى؛ وكانت الوزارة قد حصلت على هذه الكمية الكبيرة من الكتب من سفارات دولة الإمارات العربية المتحدة في الخارج، بعدما أبدت السفارات رغبتها في حفظها لدى الأرشيف والمكتبة الوطنية لكي تكون في متناول الباحثين والأكاديميين وعامة الناس.
وقد تسلّم الأرشيف والمكتبة الوطنية ما يقارب (130) صندوقاً كبيراً، أتاح بعضها في مكتبة الإمارات، وأودع بعضها الآخر في مستودعاته الخاصة بالمكتبة الوطنية المزمع إنشاؤها في المستقبل القريب.
وعن هذه المبادرة قال حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف والمكتبة الوطنية: إن هذه المجموعات من الكتب تعدّ إثراء لمكتبة الإمارات وللمكتبة الوطنية، وزيادة في تنوع ما فيها من مصادر ومراجع لكي تتميز بمقتنياتها، وبدورها في تلبية احتياجات روادها.
وأضاف: إن الكتب هي الأوعية الأساسية للمعلومات التي تسهم بشكل أساسي في ترسيخ الاقتصاد المعرفي لبلوغ المستقبل والحفاظ على مسيرة التقدم، وهذا ما تتطلع إليه دولة الإمارات.
وأعرب عن بالغ شكره لسفارات دولة الإمارات التي بادرت إلى حفظ هذه الكتب المتنوعة والثمينة في الأرشيف والمكتبة الوطنية، ولوزارة الخارجية والتعاون الدولي التي أشرفت على تقييم الكتب وفرزها، وقدمتها للأرشيف والمكتبة الوطنية.
وأكد أن هذه الخطوة هي بادرة ثقة مهمة بالأرشيف والمكتبة الوطنية الذي يحرص على أن تكون المكتبة الوطنية مرجعاً وطنياً ومركزاً ثقافياً ومعلوماتياً يحفظ تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبرز تطورها العلمي والحضاري على غرار المكتبات العالمية الحاضنة للتراث الإنساني.
وناشد الحميري جميع الجهات والشخصيات الوطنية داخل الإمارات وخارجها إلى إيداع ما لديهم من مجموعات كتب في الأرشيف والمكتبة الوطنية الذي سيكون حريصاً على كافة المجموعات التي يتلقاها وسيضعها في المكان المناسب بمكتبة الإمارات في الوقت الحاضر أو في المكتبة الوطنية مستقبلاً لكي تكون متاحة في متناول القراء والباحثين والمستفيدين من رواد المعرفة.
الجدير بالذكر أن الكتب التي تلقاها الأرشيف والمكتبة الوطنية من وزارة الخارجية والتعاون الدولي قد اتسمت بتنوع موضوعاتها؛ فكان من أهمها: شيوخ الإمارات وأبرز قادتها وفي مقدمتهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله،
وفي التاريخ والهوية الوطنية، وفي فنون الأدب والشعر والفقه الإسلامي، وفي الترجمة والاقتصاد، وبعض الموضوعات المهمة ذات العلاقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

الأرشيف والمكتبة الوطنية و”ألف للتعليم” يوقعان مذكرة تفاهم
بهدف دعم التعلُّم القائم على الابتكارات التقنية الحديثة
الأرشيف والمكتبة الوطنية و"ألف للتعليم" يوقعان مذكرة تفاهم
وقع الأرشيف والمكتبة الوطنية مع شركة ألف للتعليم مذكرة تفاهم تهدف إلى دعم وإثراء المنصة بالمواد العلمية الوطنية التي تسهم في تعزيز الولاء والانتماء للوطن، وترسيخ الهوية الوطنية لدى أجيال الطلبة، وبناء مجتمع معرفي يعتز بهويته وتاريخه العريق، وتمتين العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، وتعزيز آفاق التعاون في حقل التعليم، والتكامل في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وقع المذكرة من جانب الأرشيف والمكتبة الوطنية سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام بالإنابة، ومن جانب شركة ألف للتعليم السيد جيفري ألفونسو الرئيس التنفيذي، بحضور عدد من مديري الإدارات والمسؤولين في كلتا المؤسستين.
وبهذه المناسبة، قال سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة: تؤسس هذه المذكرة لعلاقات مستقبلية متميزة في إطار تعزيز تجربة تفاعلية للطلبة مع المعلومات التي تعنى بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها العريق؛ وخاصة أننا نتطلع بأمل كبير إلى الدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية بوصفه شريكاً استراتيجياً في التنشئة الوطنية السليمة. ومن هذا المنطلق قام الأرشيف والمكتبة الوطنية بتزويد منصة ألف بإصداراته ومواده التعليمية التي تسهم في تعزيز الانتماء للوطن والولاء لقيادته الحكيمة لدى أجيال الطلبة، وترسيخ الهوية الوطنية ومبادئ المواطنة الصالحة في نفوسهم.
وأكد سعادته أهمية هذه المذكرة لما يتسم به الجانبان من حرص على سير العملية التعليمية وفق رؤية الجهات المعنية بالتربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذين يحرصون على إدراج ذاكرة الوطن في نطاق المنظومة التعليمية.
وشكر سعادته إدارة شركة ألف للتعليم وجميع المعنيين فيه على حسن التعاون، والتنسيق من أجل توقيع هذه المذكرة التي تصبّ في مصلحة الجانبين، وأشاد بالدور الذي تؤديه ألف للتعليم من أجل تطوير التجربة التعليمية للطلبة، وجعل عملية التعليم تفاعلية وممتعة.
وقالت د. عائشة اليماحي، مستشارة مجلس إدارة شركة ألف للتعليم: "يشرفنا في شركة ألف للتعليم عقد مذكرة التفاهم مع الأرشيف والمكتبة الوطنية لتمثل إطاراً للتعاون بيننا في مختلف المجالات التي يتميز فيها كلا الطرفين، بما في ذلك رقمنة الموارد المعرفية وتوظيف الابتكارات التقنية لتسهيل وصول المتعلمين للمحتوى والأدوات التعليمية. ويعكس هذه التعاون رؤيتنا المشتركة لدفع عجلة التعلُّم القائم على الابتكارات التقنية الحديثة، والمساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية في التحول نحو منظومة معرفية رقمية أكثر مرونة وشمولية، بما يواكب التغيرات العالمية المتسارعة في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المشهد التعليمي.
وأضافت: إن أهمية هذه الشراكات بالنسبة لألف للتعليم تتمثل في إتاحة التنسيق وتبادل الخبرات مع المؤسسات الرائدة، وتسليط الضوء على الميزات المبتكرة لمنتجاتنا الذكية، ومن أبرزها منصة ألف التعليمية، ونتطلع لتوسيع نطاق تعاوننا مع الأرشيف والمكتبة الوطنية إيماناً منا بأهمية تضافر الجهود في توفير البيئة التعليمية والمعرفية الداعمة للحقبة المقبلة من مسيرة التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال جيفري ألفونسو، الرئيس التنفيذي لشركة ألف للتعليم: "يسعدنا توقيع الاتفاقية مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، والمضي قُدُماً في تعزيز آفاق التعاون الثنائي تماشياً مع حرصنا على توطيد أواصر الشراكة مع الجهات والمؤسسات ضمن مُختلف القطاعات، في سبيل مشاركة خبراتنا في رقمنة التعلُّم، وتوسيع نطاق المستفيدين من حلولنا الذكية. وسنواصل في "ألف" التزامنا بالمواءمة بين استراتيجياتنا ومشاريعنا والرؤى الوطنية، خاصةً في القطاع التعليمي باعتباره ركيزة أساسية للنماء والتقدم، والقوة الدافعة للتحول نحو مستقبلٍ أكثر استدامة، تواصل فيه دولة الإمارات ترسيخ تفوقها في كافة المجالات، وترسيخ حضورها كحاضنةٍ للعلم والمعرفة، ونموذجٍ متفرد في تبني أحدث ابتكارات التعلُّم، وتوظيف التقنيات الحديثة لتعزيز كفاءة الخدمات وجودة الحياة.
وبموجب هذه المذكرة، فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد قام بتزويد كل من منصة "ألف" ومنصة "أبجديات" بالمواد العلمية الوطنية التي تشمل مجموعة من الإصدارات القرائية المعدّة للأطفال من إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية، والإبداعات الوطنية المتمثلة بقصص الأطفال لكل من مشروع (زايد 100 حكاية) ومشروع (كتّاب الخمسين)، والمحاضرات الوطنية، والأفلام الوثائقية المسجلة للأرشيف والمكتبة الوطنية، وأفلام أخرى كرتونية للأطفال، والنسخة الإلكترونية من الكتيب التعليمي (وطني الإمارات): باللغتين العربية والإنجليزية.

ماجستير إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف يحصل على اعتماد هيئة الاعتماد الأكاديمي
ماجستير إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف يحصل على اعتماد هيئة الاعتماد الأكاديمي
حصل برنامج ماجستير إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف بجامعة السوربون أبوظبي والذي أنشئ بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، على الاعتماد من هيئة الاعتماد الأكاديمي لوزارة التربية والتعليم، ما يؤكد ضمان جودته في المحتوى والتدريس، ويؤكد تحقيق المعايير الأكاديمية المطلوبة فيه.
ويهدف هذا البرنامج الأكاديمي التخصصي العالي لتأهيل المنتسبين بالمهارات اللازمة للارتقاء بالمنظومة الأرشيفية، وانسجاماً مع التطور الذي يشهده عصرنا الحالي في مجال الأرشفة والتوثيق وبرامج الذكاء الاصطناعي وغيره من العلوم التقنية، ويعدّ هذا البرنامج تتويجاً لتسلسل البرامج الدراسية التي يتعاون بها الأرشيف والمكتبة الوطنية مع جامعة السوربون أبوظبي؛ إذ جاء برنامج الشهادة المهنية في إدارة الوثائق والأرشيف الذي تم إعداده لتأهيل موظفي الأرشيفات الحكومية وتعزيز معارفهم، وتلاه بكالوريوس إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف لخريجي الثانوية العامة، وقد أثبت البرنامجان نجاحهما ما شجع على استحداث برنامج الماجستير في مجال الأرشفة.
وعن اعتماد برنامج ماجستير إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف، قال سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة: يستمد هذا التخصص قيمته وأهميته من مكانة الأرشيف والسجلات والدراسات التاريخية، ومن قيمة التاريخ العريق الذي تمتاز به دولة الإمارات، وكون برنامج الماجستير يرفد الطلبة بمعرفة نظرية ومنهجية متعمقة، وبتجربة تعليمية يكتسبها من خلال التدريب والخبرات، والبحث العلمي، وذلك كله يتيح الفرصة للطلبة لتطبيق مهاراتهم المكتسبة والمتميزة في بيئة العمل.
وأضاف سعادته: انطلاقاً من أهمية حفظ رصيدنا الوثائقي للأجيال وفق أرقى المعايير وأفضل الممارسات تم استحداث هذا التخصص الأكاديمي العالي في جامعة السوربون- أبوظبي، وهي واحدة من أعرق الجامعات في العالم، وهي بدورها ستعزز إمكانية البحث العلمي البنّاء في هذا المجال، وإمكانية مواكبة التكنولوجيا الحديثة وتسخيرها لإدارة الملفات والوثائق التاريخية في مختلف مراحلها.
وأعرب مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية عن سعادته بتحقيق برنامج ماجستير إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف الاعتماد الأكاديمي الذي يثبت ضمان جودته في المحتوى والتدريس، ويؤكد تحقيق المعايير الأكاديمية المطلوبة فيه، وأبدى تفاؤله بأن هذا التخصص سيحظى في المرحلة القادمة باهتمام المزيد من الطلبة الذين يتطلعون إلى الدراسة الأكاديمية العليا المعتمدة التي تسير وفق سياسات وإجراءات علمية وأكاديمية.
وأكد أن ما جعل هذا التخصص العلمي جديراً بتحقيق هذا الاعتماد هو التعاون والتنسيق البناء والمثمر بين الأرشيف والمكتبة الوطنية وجامعة السوربون- أبوظبي، التي نتمنى لها مزيداً من النجاح والازدهار.
وتجدر الإشارة إلى أن باب التسجيل في برنامج الماجستير للعام المقبل مفتوح لغاية 10 أغسطس 2022م.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يشيد بالتجارب المميزة لدى المكتبة البريطانية
الأرشيف والمكتبة الوطنية يشيد بالتجارب المميزة لدى المكتبة البريطانية
قام وفد رسمي من الأرشيف والمكتبة الوطنية برئاسة عبد الله ماجد آل علي المدير العام بالإنابة بزيارة المكتبة البريطانية في لندن، والتي تعد المكتبة الوطنية للمملكة المتحدة، وذلك للاستفادة من تجربتها فيما تقدمه من خدمات للقراء والمثقفين ولروادها بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم.
وقد كان في استقبالهم أعضاء المكتب التنفيذي للمكتبة، وقد تجول الوفد في قاعات القراءة، وبين المعارض التخصصية والفنية الدائمة؛ وفي ركن المخطوطات العربية والإسلامية؛ حيث اطلعوا على أساليب حفظ المقتنيات بأنواعها وعرضها، وقواعد إتاحتها واستمعوا إلى شرح عام عن البنية التحتية الرقمية للمكتبة الكبرى، وتفقدوا الخدمات التي تقدمها المكتبة لروادها، وآليات البحث المتاحة فيها، واطلع الوفد أيضاً على السياسات والإجراءات الخاصة بالإتاحة والإعارة، وعلى العمليات الفنية لإدارة المجموعات التي تمتلكها المكتبة من الكتب المطبوعة والرقمية وغيرها.
وفي نهاية الجولة أشاد سعادة عبد الله ماجد آل علي بالدور الذي تؤديه المكتبة البريطانية محلياً وعالمياً؛ إذ تعدّ بثراء محتواها مقصد كبار الباحثين والمكتبيين من مختلف أنحاء العالم، وقد أبدى تفاؤله بأن تستفيد المكتبة الوطنية الإماراتية المزمع إنشاؤها من التجارب المميزة للمكتبة البريطانية، وذلك من أجل توفير متطلبات البحث وآلياته للأجيال القادمة في الإمارات والمنطقة العربية.
وقال سعادته: لم تعد المكتبة مجرد حاضن للكتاب وليست موئلاً للقراء والباحثين فحسب، وهذا ما يؤكده الدور الكبير والمتنوع الذي تؤديه المكتبة البريطانية على صعيد توفير المصادر والمراجع النادرة، والخدمات المميزة التي تقدمها لروادها، وبتجربتها الرائدة، ولذلك فإنها ستكون في الكثير من الجوانب والمجالات منهلاً للمكتبة الوطنية الإماراتية؛ إذ إننا نعمل من أجل مكتبة وطنية في أبوظبي تتسم بالاستدامة في نشر المعارف والثقافة الوطنية والعربية والعالمية، وتجمع بين الأصالة والحداثة، الأصالة في انتمائها الإماراتي، والحداثة في التقنيات والوسائل والأنظمة التي تستخدمها حتى يصل فيها المستفيدون إلى مصادر المعرفة بيسر وسهولة، ويحققوا الفائدة العلمية والمعرفية في أجواء تبعث في النفس المتعة والراحة، مع الحفاظ على سمات المكتبة الوطنية ووظائفها القيادية والريادية على صعيد المكتبات في الدولة، وأداء دورها في مجال التخطيط وضبط الإنتاج الفكري، والإشراف والرقابة، وأداء مهامها على صعيد الببليوغرافيا الوطنية.
الجدير بالذكر أن زيارة وفد الأرشيف والمكتبة الوطنية للمكتبة البريطانية جاء انطلاقاً من الأهمية الكبرى لأسلوبها المميز في إدارة محتوياتها التي تزيد عددها على 150 مليون عنصر من المطبوعات والمخطوطات، والمواد الرقمية، والأعمال الفنية، والوسائط المتعددة بأنواعها، والدوريات والتسجيلات الصوتية، وهذه المقتنيات من مختلف أنحاء العالم، ويعود بعضها إلى ألفي عام قبل الميلاد، وتجذب هذه المكتبة أكثر من مليون زائر سنوياً، وهذه المزايا الباهرة ما جعلها مع مكتبة الكونجرس الأمريكية أكبر مكتبتين في العالم.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يطلع على أحدث الآليات والممارسات في مكتبة برمنغهام
بهدف الاطلاع على أحدث التجارب والآليات المتبعة في كبريات المكتبات في العالم
الأرشيف والمكتبة الوطنية يطلع على أحدث الآليات والممارسات في مكتبة برمنغهام
زار وفد من الأرشيف والمكتبة الوطنية برئاسة سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام بالإنابة مكتبة برمنغهام بهدف الاطلاع على أفضل الممارسات في المكتبة، وعلى السياسات والاستراتيجيات، والبنية التحتية الرقمية للمكتبة، وذلك لما لهذه المكتبة من مكانة مميزة على خارطة كبريات المكتبات في العالم، وتأتي هذه الزيارة في مطلع زيارة الوفد للمملكة المتحدة بهدف الاستفادة من التجارب المتقدمة والآليات المتطورة والمميزة المتبعة في المكتبات الكبرى عالمياً في المملكة المتحدة، ومحاكاتها في المكتبة الوطنية الإماراتية التي يتم الاستعداد لتشييدها.
وقد التقى وفد الأرشيف والمكتبة الوطنية أثناء زيارته الرسمية داون بيومونت رئيسة مكتبة برمنغهام لشؤون الخدمات، وعضو مجلس مدينة برمنغهام، حيث دار اللقاء حول مزايا التصميم الهندسي المثالي للمكتبات الكبرى، وأفضل الممارسات والتطبيقات، وسبل تعزيز الحلول المكتبية، وأحدث الخدمات الرقمية في المكتبات الكبرى.
وحول هذه الزيارة للمملكة المتحدة قال سعادة عبد الله ماجد آل علي: يتطلع الأرشيف والمكتبة الوطنية إلى إنشاء مكتبة وطنية إماراتية تكون مرجعاً وطنياً ومركزاً ثقافياً ومعلوماتياً يحفظ تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبرز تطورها العلمي والحضاري على غرار كبرى المكتبات العالمية الحاضنة للتراث الإنساني، وهذا ما جعلنا نتوجه نحو كبريات المكتبات في العالم لكي نتعرف على أحدث المعايير وأرقى الممارسات فيها، وكانت ضمن أولوياتنا زيارة المكتبات الكبرى في المملكة المتحدة لما لها من مكانة عالمية؛ فالمكتبة الوطنية للمملكة المتحدة هي واحدة من أكبر المكتبات وأكثرها ثراء وحداثة في العالم.
وأضاف: إن من يتأمل المكتبات الكبرى في العاصمة لندن يجدها مصدراً لأنوار الثقافة التي تُبددُ الضباب، وتجذب القراء، وتنشر المعرفة، وذلك بما تمتاز به من مبان خضراء وذكية، وتصميم راقٍ وخدمات عالية الجودة.
وقال سعادته: إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة -ونحن ندرك أهمية القراءة في نشر المعرفة، وتطور المجتمعات وبناء الحضارة- نعتزم إنشاء مكتبة وطنية تحاكي كبريات المكتبات في العالم في توفيرها للمعلومة، وفي تصميمها وفضاءاتها الحيوية المريحة المخصصة للقراءة، والكفيلة بتلبية احتياجات متطلبات روادها.
وأشار إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية -وهو يفخر بما لديه من سجلات ووثائق تاريخية متنوعة توثق ذاكرة الوطن، وبما فيه من مجموعات الكتب بأنواعها الورقية والإلكترونية، وبما يقتنيه من مكتبات خاصة تمتاز بقيمة محتواها- يتطلع إلى مكتبة وطنية خضراء صديقة للبيئة، في واحد من المباني الذكية المتطورة يعتمد على البنية التحتية الذكية التي تراعي احتياجات المستخدمين في تسهيل الإعارة، وتلبي رغباتهم في توفير مساحات للقراءة المريحة، وذلك بناء على أحدث الممارسات المتبعة في كبريات المكتبات في العالم.
وفي ختام الزيارة ثمن سعادته عالياً جهود إدارة مكتبة برمنغهام على حسن استقبالهم وتعاونهم، وعلى ما قدموه من معلومات قيّمة إلى وفد الأرشيف والمكتبة الوطنية، وقد تم الهدايا والدروع التذكارية بين الطرفين.
وتجدر الإشارة إلى أن الزيارة الرسمية لوفد الأرشيف والمكتبة الوطنية إلى المملكة المتحدة تتضمن زيارة مكتبة المتحف البريطاني، والمكتبة البريطانية، مكتبة أكسفورد.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يعقد ندوته الخامسة في موسمه الثقافي 2022
ناقش دور الأدب والفنون الشعبية في توثيق تاريخ الوطن
الأرشيف والمكتبة الوطنية يعقد ندوته الخامسة في موسمه الثقافي 2022
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوته الخامسة "إصدارات أدبية.. تسجل تاريخ الوطن" ضمن موسمه الثقافي 2022 شارك فيها عدد من كبار الكتّاب والباحثين والمؤلفين، ناقشوا فيها العلاقة الوثيقة بين الأدب والتاريخ والتوثيق، فالأدب يلعب دوراً مهماً في التاريخ، ويعتمد عليه المؤرخون كمصدر أساسي من مصادر التعرّف على تفاصيل فترة تاريخية معينة، وتحدث بعض المشاركين عن تجربته البحثية والكتابية في توثيق تاريخ الوطن.
عقدت الندوة في قاعة الشيخ خليفة بن زايد بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية بحضور سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة، ومشاركة كل من سعادة الدكتور عبد العزيز مسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، والباحث والكاتب علي أحمد الكندي، والباحث والكاتب عبد الله المهيري، والأستاذة شيخة الجابري مستشار إعلامي في مؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي، وأدار الندوة الدكتور هزاع النقبي رئيس قسم الأرشيفات الحكومية في الأرشيف والمكتبة الوطنية.
أكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم في بداية الندوة أهمية الرواية التاريخية ودورها الكبير في توثيق تاريخ الوطن، ودور بعض المؤرخين، والمرويات الشفهية، والشعر -بحضوره الواسع في المجالس بمختلف أنواعها- في تسجيل جوانب من تاريخ الوطن.
واستعرض تجربة معهد الشارقة للتراث في نشر الكتب المتخصصة بالتراث الثقافي المحلي والخليجي والعربي والعالمي، واهتمامه بجودة الكتاب شكلاً ومضموناً بما يجذب القارئ وهواة اقتناء الكتب، مشيراً إلى أن الكثير من إصدارات المعهد لها أهميتها في كشف صفحات مهمة في تاريخ الإمارات وتراثها.
وأكد المسلم أهمية تفريغ الكتّاب والباحثين للإنجاز العلمي، وليواصلوا عملهم في مجال توثيق ذاكرة الوطن، وهم الذين تتزايد مهاراتهم وإمكاناتهم بمرور الزمن وزيادة البحث، ويثرون بإنجازاتهم الوطنية الجادة الأوساط الثقافية والمكتبات الوطنية.
وتحدث الباحث والمؤلف علي أحمد الكندي المرر عن التكريم الذي حظي به من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- على البحوث والدراسات التي أصدرها له الأرشيف والمكتبة الوطنية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022حول تاريخ منطقة الظفرة وتراثها، وأعرب عن سعادته وفخره بمقابلة صاحب السمو رئيس الدولة واستلام سموه لكتابه: (الموارد: موارد الماء التاريخية في منطقة الظفرة)؛ مشيراً إلى ما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام كبير للبحوث والدراسات التي تُعنى بتاريخ الوطن وتراثه.
واستعرض الباحث والمؤلف الكندي أهمية الأدب في توثيق ذاكرة الوطن، وقدم العديد من الأمثلة الحية من الشعر النبطي والفنون الشعبية التي كان لها دورها في التوثيق المكاني والزماني في ذاكرة الإمارات، موضحاً أنه استفاد كثيراً في مؤلفاته من الأنواع الأدبية والفنون الشعبية، ومثال ذلك مما ورد في شعر عبد الله بن سليّم الفلاسي، ومما قاله راشد الخلاوي سنة 1590م، ومن شعر سعيد بن عتيج الهاملي، وأحمد بن بليد المرر، وتطرق الباحث إلى أهم الأحداث والدلائل المكانية التي وردت في قصائد الشعراء.
وأبحر الباحث والكاتب عبد الله المهيري في تجربته النموذجية، وهو ينجز كتابه "مهاجرون من الظفرة: هجرة بن زرّاف أنموذجاً" وقد أشار إلى أنه قد استهوته نصوص الهجرات القبلية المبعثرة في الكتابات المحلية والروايات الشفهية، فقرر أن يسجل كل ما يقف عليه من أخبار وأشعار الهجرات القبلية القديمة، وقد اجتمعت بين يديه مختارات ونصوص نادرة أشبعها بحثاً ودراسة من زوايا رصد تاريخية ووراثية من أجل فهم طبيعتها الديموغرافية وتفسير أسبابها، وتحديد اتجاهاتها، وبيان أصول أصحابها، وأشار إلى أنه قد استفاد من مشروع الجينوم البشري الإماراتي الإنثروبولوجي، فجمع في دراسته بين منهجين بحثيين هما: المنهج النظري والمنهج العلمي التطبيقي الذي يعتمد على اختبارات الحمض النووي وتطبيقاته.
واستعرضت الأستاذة شيخة الجابري تجربتها الشخصية في مؤلفاتها التراثية، وفي مقدمتها كتاب: (زينة وأزياء المرأة في دولة الأمارات العربية المتحدة)، وكتاب: (يقول المتوصف)، وتطرقت إلى العديد من الأمثلة التي توضح دور الشعر والأدب في توثيق الأماكن الإماراتية والمناطق كما عرفها أهل الإمارات.
وأشادت الجابري بكتاب (وين الطروش) وبما فيه من معلومات موثقة يؤرخ بها لذاكرة المكان والترحال في بادية الإمارات، وناشدت الأرشيف والمكتبة الوطنية بتخصيص مكان للعاملين في مجال توثيق التراث والتاريخ، وبالإسراع في نقل الروايات الشفهية ضمن مشروعه (جمع التاريخ الشفاهي وحفظه) حتى لا نفقد شيئاً من تاريخنا وتراثنا، وتحويل ما أمكن منه إلى المناهج الدراسية لكي تتناقله الأجيال وتفخر به.
واختتمت الندوة بكلمة لسعادة مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة شكر فيها جميع المشاركين وأشاد بما جاؤوا به من أفكار حية ومفيدة، وأكد أنه بعد تأهيل مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية سوف يكون هناك مكاناً مخصصاً للباحثين الإماراتيين في التاريخ والتراث، وأن الأرشيف والمكتبة الوطنية سوف يعمل على رعاية الباحثين والمهتمين بالتاريخ والتراث، وسيهتم بتاريخ الإمارات البحري، وسيعمل على بعث الحياة في الفنون الشعبية الإماراتية لما فيها من توثيق تاريخي، ولأنها تبعث البهجة في النفوس.، وسيهتم أيضاً بمناطق الإمارات الأخرى على غرار اهتمامه بمنطقة الظفرة؛ لأن لكل منطقة تاريخ وتراث هو جزء من تاريخ الوطن، وينبغي أن يتم حفظه في الأرشيف والمكتبة الوطنية للأجيال.
واختتمت الندوة بتكريم الأرشيف والمكتبة الوطنية للمشاركين، بشهادات تقدير ودروع تذكارية.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يطلق خطته الاستراتيجية 2022-2025
استعرض الأداء في الخطة الاستراتيجية السابقة والتطلعات المنشودة في الخطة المستقبلية
الأرشيف والمكتبة الوطنية يطلق خطته الاستراتيجية 2022-2025
أكد سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة أهمية ثراء الخطة الاستراتيجية الطموحة 2022-2025حتى تكون منسجمة مع تطلعات القيادة الرشيدة بأن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة في الصف الأول بين الدول المتقدمة عالمياً.
جاء ذلك في الاجتماع الذي حضره جميع موظفي الأرشيف والمكتبة الوطنية، وتم فيه إطلاق الخطة الاستراتيجية 2022-2025، واستعراض الأداء الذي أسفرت عنه الخطة الاستراتيجية السابقة أيضاً.
هذا وقد افتتح سعادة المدير العام الاجتماع بكلمة بدأها بقول صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله: "إن الاستعداد للمستقبل وامتلاك أدواته... هو بعدٌ استراتيجي لدولة الإمارات"، وأشار فيها إلى أهمية اللقاء من أجل رسم خريطة المستقبل في هذه المرحلة المهمة من عمر الأرشيف والمكتبة الوطنية الذي تأسس عام 1968 بتوجيه من المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وقال سعادته: إن أول ما يتبدى لنا في المرحلة المقبلة هو إنجاز المكتبة الوطنية التي أرادها سيدي سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، مرجعاً وطنياً ومركزاً ثقافياً ومعلوماتياً يحفظ تراث دولة الإمارات العربية المتحدة ويبرز تطورها العلمي والحضاري على غرار كبرى المكتبات العالمية الحاضنة للتراث الإنساني.
وأبدى آل علي تفاؤله بتشييد مكتبة وطنية متطورة تليق بدولة الإمارات العربية المتحدة، وشكر سعادته جميع موظفي الأرشيف والمكتبة الوطنية ومركز الحفظ والترميم التابع له، على جهودهم البناءة وإنجازهم الباهر ومقترحاتهم التي ترتقي بالعمل الأرشيفي والمكتبي، وقد بدأت هذه الجهود تتجسد بما يلاقيه الأرشيف والمكتبة الوطنية من اهتمام على الصعيد المحلي والعربي والعالمي، وقد أضحى مؤسسة حيوية لأبناء المجتمع بمختلف شرائحهم وجنسياتهم؛ موضحاً أهمية الشراكات الاستراتيجية التي توفر التكامل في العمل والإنجاز.
وشهد الحفل تكريم الإدارات المميزة في الأرشيف والمكتبة الوطنية؛ حيث قام سعادة المدير العام بالإنابة بتكريم إدارة التواصل المؤسسي والمجتمعي، وإدارة الأرشيفات، وكرّم أيضاً جميع الأقسام المميزة بأدائها في الخطة الاستراتيجية السابقة.
وأثناء الاجتماع قامت كل واحدة من إدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية بتقديم عرض موجز لإنجازها في الخطة الاستراتيجية السابقة، ومشاريعها المستقبلية وتطلعاتها في الخطة الاستراتيجية المقبلة2022- 2025.
وتم عرض تسجيل مرئي لدراسة أفضل الممارسات التي اتبعها الأرشيف والمكتبة الوطنية من أجل تحقيق نتائج أداء عالية.

الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم فعاليات متخصصة في حفظ الوثائق وجردها
في إطار مواصلة جهوده في تنظيم أرشيفات الجهات الحكومية
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم فعاليات متخصصة في حفظ الوثائق وجردها
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية دورة تدريبية افتراضية بعنوان: "إعداد خطة حفظ الوثائق في الجهات الحكومية"، وورشة تدريبية أخرى بعنوان: " جرد الوثائق في الجهات الحكومية"، وذلك في إطار مواصلة خدماته التثقيفية المتخصصة التي يقدمها، والمتابعة الحثيثة لمشاريع تنظيم أرشيفات الجهات الحكومية وتطويرها في الدولة، وتمكينها من تطبيق متطلبات القانون رقم 7 لسنة 2008 بشأن الأرشيف والمكتبة والوطنية وتعديلاته ولائحته التنفيذية، والمقاييس العالمية في مجال إدارة الوثائق والأرشيف.
هذا وقد استهدفت الدورة التدريبية بشأن "إعداد خطة حفظ الوثائق في الجهات الحكومية" تعريف الجهات الحكومية بماهية خطة حفظ الملفات والهدف منها وكيفية إعدادها.
وركز خبير الأرشفة أحمد موجب الذي حاضر في الدورة، في أهمية التوفيق بين خطة حفظ الملفات ومواد اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2008 بشأن الأرشيف والمكتبة والوطنية؛ لا سيما المادة 34 والمادة 36؛ إذ تعدّ الوسيلة التي تحدد مُدد حفظ الوثائق والملفات في الجهات الحكومية في مختلف مراحلها العمرية، في المكاتب بالنسبة للوثائق الجارية، وفي قاعات حفظ الوثائق الوسيطة، وتحدد من خلالها كذلك المصير النهائي لها الإتلاف أو الحفظ الدائم في الأرشيف والمكتبة الوطنية.
هذا وقد شهدت هذه الدورة -التي شارك فيها عدد كبير من المهنيين والمهتمين- عرض خطة حفظ الوثائق المشتركة التي أعدها الأرشيف والمكتبة الوطنية لتحديد مُدد استبقاء الوثائق المتعلقة بالوظائف التالية: الموارد البشرية، والشؤون المالية، والشؤون القانونية، والمعلومات المؤسسية، والتطوير الإداري، والعلاقات العامة والاتصال الحكومي، والخدمات المساندة.
كما قدم الأرشيف والمكتبة الوطنية ورشة عمل متعلقة بموضوع "جرد الوثائق في الجهات الحكومية" استهدفت صقل خبرات الأرشيفيين، وتأهيلهم لتنظيم أرشيفات الجهات الحكومية وفق التشريعات المعتمدة بالدولة، والمعايير الدولية.
وقد ركزت هذه الورشة التي حاضر فيها خبير الأرشفة أحمد موجب في تدريب موظفي الديوان الأميري بإمارة عجمان على آلية جرد الوثاق في مختلف مواقع الحفظ وفي المكاتب امتثالا إلى متطلبات القانون رقم 7 لسنة 2008 بشأن الأرشيف والمكتبة والوطنية وتعديلاته ولائحته التنفيذية، بغرض التعرف عليها وعلى مواقع حفظها لتسهيل الوصول إليها عند الحاجة.
وأكدت الورشة -التي حظيت بمتابعة المختصين من موظفي الديوان الأميري بإمارة عجمان- أهمية تحديد الملفات المنتهية الصلاحية للإدارات، وتحويلها للحفظ الدائم أو إتلافها بما يتفق مع متطلبات الأرشيف والمكتبة الوطنية.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعد لعقد ندوته الخامسة في موسمه الثقافي 2022
يناقش فيها: كيف وثقت الإصدارات الأدبية تاريخ الإمارات وتراثها
الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعد لعقد ندوته الخامسة في موسمه الثقافي 2022
يستعد الأرشيف والمكتبة الوطنية لعقد ندوته الخامسة في موسمه الثقافي 2022 تحت شعار "إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن" بمقره في 22 يونيو الجاري، بحضور الجمهور مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
وتسلط الندوة الضوء على العلاقة الوثيقة بين الأدب والتاريخ والتوثيق، فالأدب يلعب دائماً دوراً مهماً في التاريخ؛ إذ يعتمد عليه المؤرخون كمصدر أساسي من مصادر التعرّف على فترة تاريخية معينة، نظراً لما يرصده الأديب من أحوال عصره؛ ما جعل للأدب دوره الكبير في رصد وتوثيق ملامح أهم الأحداث التي تمر بها الشعوب والدول.
وتركز الندوة في الدور الذي أداه الأدب شعراً ونثراً في التوثيق للإنسان والمكان على أرض الإمارات، والذي تحفظه بعض الإصدارات التاريخية والأدبية، وهذا ما يزيدها أهمية إذ تبرز الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة وأبنائها في المشهد الثقافي وتخلّده للأجيال القادمة من أجل ربطهم بموروثهم وتقاليدهم العريقة.
ويأتي اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بموضوع هذه الندوة انطلاقاً من دوره الحالي في توثيق ذاكرة الوطن، والذي سيتعزز في المرحلة المقبلة التي ستشهد تأسيس المكتبة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي سيحفظ فيها تاريخ الإمارات وتراثها الأدبي والثقافي والفكري، وذلك إيماناً من الأرشيف والمكتبة الوطنية بأن الأدب الذي يروي تاريخ الشعوب هو الذي يستحق الخلود والبقاء؛ إذ يعدّ جزءاً مهماً من ذاكرة الوطن ومن نبض هويته، وقد وجد الكثير من الشعوب تاريخهم في الفضاء الأدبي، وأعجبهم ذلك لما يضفيه الطابع الأدبي من سحر على المادة الجديرة بالحفظ لتبقى كالمرآة التي تعكس الماضي بتفاصيله التي تلامس وجدان القارئ.
هذا وقد وثقت الكثير من إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية الأماكن والوقائع والمجريات التاريخية من حيث حدوثها زمانياً ومكانياً، وأيد المؤرخون والباحثون ما جاء في كتبهم بالشواهد الأدبية، فكان للمكان أو للحدث وصنّاعه أو للزمان بُعدُه الأدبي الذي أضفاه الحسّ الوطني ممزوجاً بالأحاسيس الإنسانية الصادقة.
يشارك في الندوة الجديدة خبراء ومختصون لهم مؤلفاتهم وبحوثهم الإبداعية والمبتكرة، ولهم مكانتهم الأدبية، ومن أبرزهم: الدكتور عبد العزيز مسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، والمدير الإقليمي للمنظمة الدولية للفن الشعبي، وعضو فريق المشروع الثقافي لصاحب السمو حاكم الشارقة، وقد برع سعادته كشاعر نبطي، ثم توجه إلى الأعمال الميدانية لجمع التراث الإماراتي وتوثيقه، وله أكثر من ثلاثين إصداراً، إضافة إلى مشاركاته في الدوريات والمجلات، وهو رئيس تحرير مجلة (الموروث) ورئيس تحرير مجلة (مراود)، وقد تُرجمت بعض أعماله إلى عدة لغات.
والباحث والمؤلف علي أحمد الكندي المرر الذي أصدر الكثير من الكتب في الشعر والأدب والتاريخ، وأسهم في توثيق تاريخ إمارة أبوظبي، معتمداً على المصادر القديمة، والوثائق والمخطوطات، والروايات الشفهية من كبار السن، والبحث الميداني، وقد احتفى الأرشيف والمكتبة الوطنية بتوقيع ثلاثة كتب أصدرها له عن تاريخ الظفرة وتراثها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في مايو الماضي.
والباحث والمؤلف عبد الله محمد المهيري الذي صدرت له كتب كثيرة في تاريخ الإمارات وتراثها وسيَر قادتها، وقد سلطت مؤلفاته الأدبية الضوء على ذاكرة الوطن، وقد تمّ توقيع كتابين له أصدرهما الأرشيف والمكتبة الوطنية في الدورة الماضية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
والشاعرة شيخة الجابري المستشار الإعلامي بمؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي، وكاتبة في صحيفة الاتحاد، ولها العديد من الإصدارات في الشعر والتراث الإماراتي، وقد شغلت مناصب كثيرة، وكانت لها إسهاماتها في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ومركز زايد للتراث والتاريخ، ومؤسسة التنمية الأسرية...وغيرها
ويدير الندوة الدكتور هزاع النقبي رئيس قسم الأرشيفات الحكومية في الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وقد حفل الأدب الإماراتي بتوثيق محطات مهمة من تاريخ الوطن الذي يدعو للفخر، إذ وجد فيه المبدعون الذين عاصروه منهلاً عذباً استمدوا منهم إبداعاتهم، وعلى جسور تحولات الواقع وتسارع وتيرة تطوره عبرت الكثير من الأعمال الأدبية التي لا يمكن حصرها، وتلقتها الأوساط الثقافية والمكتبات لكي تقدم لروادها والباحثين جوانب مهمة من تاريخ الوطن وتراثه.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرشيف الوطني سيعقد الندوة في قاعة الشيخ خليفة بن زايد بمقره في أبوظبي في تمام الساعة 12:00 ظهر يوم الأربعاء 22 يونيو الجاري، وسيبثها عبر منصة زووم، ويمكن متابعتها عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالأرشيف والمكتبة الوطنية.

الأرشيف والمكتبة الوطنية وجامعة السوربون يستعدان لاستقبال طلبة العام المقبل2022
التسجيل مفتوح أمام الراغبين بالدراسات المهنية والأكاديمية في التوثيق والأرشفة
الأرشيف والمكتبة الوطنية وجامعة السوربون يستعدان لاستقبال طلبة العام المقبل2022
يفتح الأرشيف والمكتبة الوطنية بالتعاون مع جامعة السوربون أبوظبي الباب أمام الراغبين بالتسجيل في برنامج البكالوريوس والشهادة المهنية التي تُعنى بإدارة الوثائق وعلوم الأرشيف، وبرنامج ماجستير إدارة السجلات والدراسات الأرشيفية، وذلك بهدف تنشئة جيل من الأكاديميين المؤهلين والقادرين على حفظ رصيد الإمارات الوثائقي للأجيال.
وبالتزامن مع ذلك يستعد الأرشيف والمكتبة الوطنية وجامعة السوربون أبوظبي للاحتفال في نهاية هذا العام الدراسي 2022 بتخريج الدفعة الأولى من طلبة بكالوريوس إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف المؤهلين للعمل على حفظ ذاكرة الوطن بجدارة؛ إذ تعد هذه الخطوة إنجازاً كبيراً على صعيد إثراء الأرشيفات بالمهارات العلمية والأكاديمية القادرة على حفظ الأرشيفات وما فيها من وثائق وسجلات تاريخية لدولة الإمارات.
وتأتي أهمية دراسة البكالوريوس في إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف من كونها تأهيل لمهنة الأرشيفي التي تندرج في إطار إدارة المعرفة بوصفها مصدر مهم للمعلومات التي تنمو وتتجدد بسرعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويضع برنامج البكالوريوس مهنة الأرشفة وإدارة الوثائق على مسار أكثر جدية والتزاماً، وهو السبيل للتأهيل العلمي للخبراء والمختصين في علم إدارة الوثائق والأرشيف، القادرين على تسخير المعرفة والمهارات التي يكتسبونها في هذا البرنامج الأكاديمي الكفيل بتطوير عملية الأرشفة الوطنية والارتقاء بها.
ولما كان الأرشيف والمكتبة الوطنية يتطلع في رؤيته إلى الريادة في تقديم خدمات أرشيفية ووثائقية وبحثية متميزة، فإن هذا لا يتحقق إلا برفد الأرشيفات بالكوادر المدربة عملياً والمؤهلة أكاديمياً لأداء هذه المهمة الجليلة التي من شأنها استمرار حفظ تاريخ وتراث الإمارات وتدوين حاضرها، وتستطيع السوربون أبوظبي الجامعة العريقة ذات السمعة العالمية في ميدانها الأكاديمي أن تؤهل الكوادر الشابة والعاملين في المنظومات الأرشيفية المشاركين في برامجها الأكاديمية لكي يؤدوا دورهم الوطني على أكمل وجه.
وبالنسبة لبرنامج الماجستير في إدارة السجلات والدراسات الأرشيفية فإنه يعد تتويجاً لتسلسل البرامج الدراسية التي يتعاون بها الأرشيف والمكتبة الوطنية مع جامعة السوربون أبوظبي، وهو برنامج أكاديمي رفيع لتأهيل المنتسبين بالمهارات اللازمة للارتقاء بالمنظومة الأرشيفية، وانسجاماً مع التطور الذي يشهده عصرنا الحالي في مجال الأرشفة والتوثيق.
ويعقد الأرشيف والمكتبة الوطنية أملاً كبيراً على هذا التخصص الذي يعد الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو يمنح الخريجين ثقة أكبر لدى دخولهم سوق العمل.
وتجدر الإشارة إلى أن باب التسجيل للعام الدراسي المقبل 2022-2023 مفتوح للمتقدمين لدراسة البكالوريوس حتى آخر شهر يوليو المقبل، وأما الراغبون بدراسة الماجستير فإنه يمكنهم التسجيل لغاية العاشر من أغسطس المقبل.
ويذكر أن برنامج الشهادة المهنية قد طرأ عليه تطوير مهم يتمثل بإمكانية عقد دورة خاصة للشهادة المهنية بعيداً عن مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية وعن مقر جامعة السوربون إذ تمّ طلب ذلك من جهة ما في أي إمارة من إمارات الدولة، وهذا يقتضي توفير المكان المناسب لعقد الدورة، وسيصل القائمون على الدورة وإدارتها إلى المكان المحدد، بدل من تكبّد الطلبة عناء السفر والوصول إلى السوربون في أبوظبي.
هذا وقد تم تصميم برنامج الشهادة المهنية بالتعاون بين الأرشيف والمكتبة الوطنية وجامعة السوربون أبوظبي باللغة العربية، وقد تخرّج من هذا البرنامج سبع دفعات أثبتوا نجاحهم وتميزهم في ميدان العمل، إذ تلقوا العلوم النظرية والعملية على يد خبراء ومهنيين دوليين، يوفرون مستويات تعليم قوية لوظائف في الأرشيف وإدارة السجلات، وباب التسجيل في الشهادة المهنية مفتوحاً دائماً.