
خلال ” كونجرس الأرشيف الدولي 2023″ قادة فكر يناقشون العمل الارشيفي
خلال " كونجرس الأرشيف الدولي 2023" قادة فكر يناقشون العمل الارشيفي
استعرض عدد من الخبراء وقادة الفكر خلال جلسات ورش العمل والجلسات العلمية التي نظمت اليوم ضمن فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف أبوظبي 2023 مجموعة من المواضيع العلمية المهمة التي تهدف الى تقديم تجربة معرفية وبحث مختلف الجوانب الخاصة بالعمل الارشيفي.
وخلال جلسة تحت عنوان العمل المشترك تم مناقشة "الحلول المبتكرة في مجال الأرشيف" وكيفية نسخ الماضي المكتوب بالكامل وتحويله إلى نصوص وتم خلال الجلسة تقديم دراسة حالة حول نظام تقنية الذكاء الاصطناعي للتعرف التلقائي على النصوص في الأرشيف كما تم مناقشة الأرشيف المفتوح المترابط كمنصة رقمية لتطبيق المفاهيم الجديدة على السجلات.
وناقش المشاركون فى جلسة بعنوان "الإبداع في الحفاظ على التراث الرقمي" المسؤولية عن ضمان الاستدامة للسجلات مع تزايد أعدادها الرقمية التي يتلقاها الأرشيف والمكتبة الوطنية.
فيما ناقشت الجلسة الثالثة المستوى الذي تم التوصل إليه خلال الأربع سنوات الماضية من الارشفة مستعرضين موضوع "الارشيف كاداة " وكيفية منح الثقة في الأرشفة المستدامة للوثائق الإلكترونية على المدى البعيد وتم من خلالها عرض التجربة الجزائرية تحت عنوان الأرشيف من القيمة الإثباتية إلى الضرورة الاجتماعية.
وناقشت احدي الجلسات موضوع "الذاكرة المشتركة والتعاون" وتم حوار حول تأثير اتفاقية فيينا لعام 1983 على أرشيفات الدول الصغير النامية وأرشيفات أفزيفيا الاستوائية والفرنسية ومناقشة الذاكرة المشتركة وما وراء الأرشيفات المهاجرة والعمل على اتاحة الوصول إليها من أجل الغد .
كما ناقشت احدى الجلسات موضوعا تحت عنوان " التراث والثقافة " تم خلالها عرض دراسة بعنوان " التعبير الثقافي والفني من خلال مسح اثري في الهند كما تم مناقشة حماية الأرشفة للقرى التقليدية وتم طرح حل صيني للحفاظ على ذاكرة القرى.
وخلال الجلسة الأخيرة تم مناقشة "الأدوات والأنظمة" وأهمية الأرشيف لتفسير الأدوات الرقمية للاكتشاف والتعليق فيما تم مناقشة تحديد تنسيق الملف ودور المجتمع فيه اضافة الى مناقشة تنفيذ استراتيجية حزمة الرموز غير القابلة للاستبدال لحفظ السجلات الإلكترونية على المدى الطويل.
المقطع في عددها الثاني.. تسلط الضوء على باقة من المواضع التاريخية والثقافية والاجتماعية في الإمارات
زودت مواضيعها بالصور التاريخية وبرمز الاستجابة السريع
"المقطع" في عددها الثاني تسلط الضوء على باقة من المواضع التاريخية والثقافية والاجتماعية في الإمارات
صدر العدد الثاني "خريف 2023" من مجلة المقطع الفصلية عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، والتي تهتم المجلة بالشأن التاريخي الثقافي وبالمواضيع المتنوعة التي تحرص على تقديم تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وتراثها بطابع ثقافي اجتماعي يهمّ القارئ، ويمدّه بالمعلومات المُلهمة؛ وقد بدأ عددها الجديد بشخصية العدد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم-رحمه الله- وهو من الشخصيات الاستثنائية التي لا تُنسى بما صنعه من أمجاد لوطنه وشعبه، إذ تحدّى الظروف القاسية بعزيمة لا تعرف المستحيل، وهذه دبي اليوم تذكر بكل حب وإكبار باني نهضتها الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي شارك المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إنجازات باهرة.
ولما صدر العدد الجديد من "المقطع" بالتزامن مع فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف الذي نظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية واستضافته أبوظبي في الفترة من 9-13 أكتوبر2023 تحت شعار إثراء مجتمعات المعرفة؛ فإن المجلة قد أبدت اهتمامها بهذا الحدث الأرشيفي العالمي الذي ركز عليه سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، رئيس التحرير في افتتاحية العدد، فأكد أهمية المؤتمر الذي سلط الضوء على المحاور التالية: السلام والتسامح، والمعرفة المستدامة والكوكب المستدام: الأرشيف والسجلات وتغير المناخ، والتقنيات الناشئة: السجلات والحلول الإلكترونية، والثقة والأدلة، والإتاحة والذكريات.
وتطرقت المجلة بالتفصيل إلى أهمية كونجرس المجلس الدولي للأرشيف وما يسفر عنه بالنسبة لحفظ الذاكرة الإنسانية، وإلى الشريك الإعلامي "وكالة أنباء الإمارات" والمتحدث الرسمي "الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند"، وما قاله كبار الشخصيات عن هذا الحدث الأرشيفي الكبير.
وقدمت المجلة باقة من المواضيع التاريخية؛ فاستعرضت صفحات من تاريخ قصر الحصن ومنزلته في تاريخ الإمارات؛ حيث يعدّ هذا القصر أعرق وأقدم بناء تاريخي قائم في أبوظبي. وفي رحلة استكشافية اصطحبت المجلة قراءها في رحاب أبوظبي العاصمة الساحرة. وزودتهم بتجربة الشاعر الإماراتي سالم الجمري الفريدة، وعرفتهم ببيت الحكمة في الشارقة: النموذج العالمي لمكتبات المستقبل.
ويحكي العدد الثاني من المقطع قصة صورة التقطت للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- أثناء افتتاح ميناء زايد عام 1972م، ويتحدث عن أول قوانين حماية الأسرة التي وضعها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قبل خمسة عقود.
وسلط ملف العدد الضوء على الإمارات العاصمة العالمية لتقارب الشعوب وقبول الآخر، وعلى النهج الإنساني والحرية الدينية في الإمارات، وعلى "سانت جوزيف" أعرق كنيسة في الإمارات في العصر الحديث والتي ترجع فكرة إنشائها إلى عام 1962م، وعلى دير السينية في أم القيوين.
وفي ميادين الرياضة استعرضت "المقطع" ما حققه فريق المانشستر سيتي من بطولات في ظل توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة.
وضمت المجلة باقة من المواضيع مثل: القهوة الضيافة التقليدية التي تحولت إلى ثقافة وصناعة مربحة، والسيارات التي دخلت الإمارات في العقود الأولى من القرن العشرين وانتشرت في خمسينياته، والبارود ومن سبق إلى استخدامه، ومن قصص الشعوب حكت المجلة قصة الحرب بين إسبانيا وفرنسا ونهايتها الطريفة، واهتمت المجلة بموضوع نقل وترجمة التراث البدوي الإماراتي في القرن العشرين، وقد استمدت هذا الموضوع من الدراسات والأبحاث الخاصة في مؤتمر الترجمة الدولي الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية سنوياً، وفي مجال الفن التشكيلي أكدت "المقطع" أن أعمال التشكيليين الإماراتيين وفيّة لمعالم التراث الإماراتي، وعرفت المجلة بعدد من إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية، مثل: كتاب "أبوظبي" مشاهدات بعثة دار الهلال المصرية في إمارة أبوظبي قبيل قيام الاتحاد، وكتاب (البيئة الاجتماعية والسياسية وأثرها في قيام دولة الإمارات)، وكتاب (جندي في شبه الجزيرة العربية).
واختتمت "المقطع" عددها الثاني بمقال عنوانه "نجوم خمسة..." لمديرة تحريرها ندى الزرعوني.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا العدد زاخر بالصور الفوتوغرافية التي تعد من الوثائق التاريخية المهمة والتي تعود لأرشيف الصور في الأرشيف والمكتبة الوطنية، والكثير من المواضيع قد زودت برمز الاستجابة السريعة QR التي تتيح للقارئ مشاهدة بعض الفيديوهات النادرة، ومعرفة المزيد من المعلومات.
رئيسة المجلس الدولي للأرشيف : الإمارات وجهة عالمية لاستشراف المستقبل
رئيسة المجلس الدولي للأرشيف : الإمارات وجهة عالمية لاستشراف المستقبل
أكدت جوزيه كيربس رئيسة المجلس الدولي للأرشيف أن كونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023 ، يوفر منصة معرفية لاستشراف مستقبل القطاع الأرشيفي في العالم والتحديات والفرص المتاحة أمامه، مشيرة إلى أن دولة الإمارات وجهة عالمية لاستشراف المستقبل واستثمار الفرص من أجل تحقيق الازدهار والتنمية في مختلف القطاعات.
وقالت في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" بمناسبة انطلاق أعمال كونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023 غدا، إن هذا الحدث العالمي البارز يزخر بأجندة متنوعة وثرية ومبتكرة بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم ، وهو ما يفسح المجال أمام نقاشات علمية ومتنوعة ، نخرج خلالها برؤية واضحة للفرص التي يزخر بها هذا القطاع وكذلك مستقبل مهنة الأرشفة وتحدياتها.
وأشارت إلى أنه انطلاقا من شعار كونجرس المجلس الدولي للأرشيف "إثراء مجتمعات المعرفة"، نحرص من خلال مجموعة من المحاور المهمة على تناول الرؤى والأفكار حول عدد من الموضوعات مثل الذكاء الاصطناعي ودوره في قطاع الأرشفة والسجلات.
وأضافت : “ أننا حريصون على التباحث حول دور الذكاء الاصطناعي في عملنا، وتعزيز العمل المشترك من أجل مستقبل مهنتنا” ، مشيرة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات التكنولوجية الحديثة قد تؤدي دورا مهما في حفظ الأرشيفات والسجلات وتوثيقها وهناك فرص كبيرة للاستفادة منها من أجل تطوير القطاع ودعمه.
وقالت رئيسة المجلس الدولي للأرشيف إن ما يزيد عن 5 آلاف مشارك من 135 دولة يجتمعون في أبوظبي خلال كونجرس المجلس الدولي للأرشيف، ما يشكل فرصة مهمة للجميع يجب استثمارها من أجل إحداث تغييرات إيجابية في القطاع الأرشيفي.
وأكدت أهمية تنظيم "هاكاثون المجلس الدولي للأرشيف" ضمن فعاليات الكونجرس ، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تمنح المجال لطلبة المدارس والجامعات من أجل طرح أفكار إبداعية مبتكرة في قطاع الأرشفة وكذلك الاستفادة من خبرات نخبة من الخبراء والمتخصصين الذين ستولون مسؤولية إدارة هذه المسابقات.
وأشادت بإقامة منتدى شباب كونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023 وذلك ضمن هذا الحدث العالمي البارز ، مؤكدة أن الشباب هو وقود الاستدامة وأساس تطوير العمل في القطاعات كافة، ومنها قطاع الأرشفة وتوفر هذه المنصة لهم الفرصة من أجل طرح رؤيتهم لمستقبل هذا القطاع والآليات والسبل المتاحة لتعزيز العمل به.
ولفتت إلى أن المجلس الدولي للأرشيف (ICA) تأسس عام 1948، وهو منظمةً تُعنى بتعزيز سبل حفظ الأرشيف، وإتاحة إمكانية الوصول إليه في جميع أنحاء العالم ، ويتعاون المجلس مع منظمة اليونسكو ومؤسسة «بلو شيلد» وغيرها من المنظمات الدولية غير الحكومية لتقديم الدورات التدريبية وتطوير المعايير، وتوعية الجمهور بأهمية السجلات الوثائقية، ويعالج المجلس قضايا مهمة، مثل الحفظ الدائم للسجلات الرقمية المعقدة، والتقنيات المطلوبة لإتاحة السجلات الدقيقة بصورة أوسع للغايات التعليمية، والمعايير والاشتراطات القانونية التي تُنظّم عملية الحفظ.
وأشادت بالاستعدادات المتميزة لدولة الإمارات لاستضافة الدورة الحالية من كونجرس المجلس الدولي للأرشيف التي تعقد للمرة الأولى في دولة عربية ، مشيرة إلى أن فوز الدولة باستضافة تنظيم الكونجرس بإجماع تصويت أعضاء الجمعية العمومية للمجلس الدولي للأرشيف خلال الاجتماع الذي عقد في العاصمة الكورية سيؤول عام 2016 ، جاءت تجسيدا للثقة في قدرة دولة الإمارات على تنظيم نسخة استثنائية من هذا الحدث الدولي البارز.
وأعربت عن ثقتها بأن يشكل كونجرس المجلس الدولي للأرشيف – أبوظبي 2023، نقطة انطلاق نحو مسار العمل بقطاع الأرشفة والسجلات والتأكيد على أهمية دوره المهم الداعم للجهود العالمية المبذولة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
يشار إلى أن الدورة الحالية من كونجرس المجلس الدولي للأرشيف أبوظبي 2023، تعقد تحت شعار "إثراء مجتمعات المعرفة"، ويتخللها العديد من الفعاليات في إطار البرنامج العلمي، إلى جانب هاكاثون كونجرس المجلس الدولي للأرشيف، ومنتدى شباب كونجرس المجلس الدولي للأرشيف.
وتعد دولة الإمارات أولى دول المنطقة التي تستضيف هذا الحدث العالمي، وتعتبر الدورة الحالية من كونجرس المجلس الدولي للأرشيف في أبوظبي الأكبر على الإطلاق في تاريخ هذا الحدث، وتوفر منصةً ديناميكية للحوار والتواصل بين كوكبةٍ من خبراء القطاع الأرشيفي وقادة الفكر من مختلف أنحاء العالم.
“كونجرس المجلس الدولي للأرشيف” .. منصة عالمية لبناء المعرفة المستدامة
"كونجرس المجلس الدولي للأرشيف" .. منصة عالمية لبناء المعرفة المستدامة
أكثر من خمسة آلاف مشارك من 135 دولة و 60 جهة عارضة.
- يسلط الضوء على التكنولوجيا الحديثة في قطاع الأرشيف مثل الذكاء الاصطناعي والوثائق والسجلات الرقمية .
- يركز على المعرفة المستدامة وأهمية تبني ممارسات مسؤولة بيئيا في قطاع الأرشيف.
يشكل "كونجرس المجلس الدولي للأرشيف – أبوظبي 2023" الذي يعقد في أبوظبي خلال الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر الجاري منصة دولية لبناء المعرفة المستدامة خاصة مع تناول الحدث للعمل المناخي وأهمية تبني ممارسات مسؤولة بيئيا في قطاع الأرشيف .
ويركز الكونجرس على تطوير الارشفة وتوثيق السياسات المعرفية إقليميا ودوليا واستشراف مستقبله في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم في المجالات كافة ويعد منصة مثالية لتسريع وتيرة تطور قطاع الارشيف محلياً وإقليمياً وعالمياً لتبادل التجارب الناجحة والخبرات المتراكمة بين العاملين في هذا القطاع المهم عبر استضافة نخبة من قادة قطاع الارشيف والخبراء والأكاديميين.
ويعقد الحدث تحت شعار “إثراء مجتمعات المعرفة” ويستعرض تجارب وخبرات نخبة من المؤسسات والجهات المحلية المعنية بمجال الأرشيف ليسلط الضوء على أهمية التواصل والتعاون في مجال الأرشفة والتوثيق على الصعيدين الوطني والعالمي.
ويناقش الكونجرس الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية ويجمع تحت مظلّته أكثر من خمسة آلاف مشارك من نحو 135 دولة مُمثَّلة في الكونجرس إضافة إلى 60 جهة عارضة ... خمسة محاور هي ، “ الثقة والأدلة”، و"التقنيات الناشئة - السجلات والحلول الإلكترونية"، و"الإتاحة والذكريات"، و"المعرفة المستدامة والكوكب المستدام.. الأرشيف وتغير المناخ"، و"السلام والتسامح" يعكس قدرتها على تعزيز الثقافة والتراث العالمي وترسيخ حضورها الفاعل على الساحة الدولية.
ويوفر الكونجرس فرصة استثنائية للمشاركين للاطلاع على أحدث التطورات والممارسات في مجال الأرشفة والتوثيق، وتطوير وتحسين أساليب الحفظ والوصول إلى المعلومات، وتعزيز الشراكات والعلاقات الدولية واستضافة هذا الحدث خير دليل على التزام الإمارات بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز قطاع الأرشيف.
ويسهم الكونجرس عبر محاوره في مدّ جسور التفاهم وتعزيز الحوار بين الثقافات المتنوعة، وفي والتأكيد على أهمية التسامح والسلام بصفتهما قيماً أساسية في المجتمع كما يجسد أهمية الأرشيف كأداةً تعليمية قيمة للأجيال الشابة، تُسهم في نقل قصص التسامح وبناء الوعي حول أهمية السلام والتعايش السلمي، وقد يُشكّل الأرشيف وسيلة للتواصل بين الثقافات المختلفة ما يُعزّز التفاهم.
كما يستعرض دور تقنيات الحديثة في قطاع الأرشيف مثل الذكاء الاصطناعي و يسلط الضوء على الوثائق والسجلات الرقمية، وأهمية أن تكون موثوقة وآمنة ومستدامة
كما يناقش محور التغير المناخي بالتركيز على المعرفة المستدامة التي تمثل إحدى الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، وقوةً دافعة لتحقيق مستهدفاتها، لاسيما الهدف المتمثل في العمل المناخي، والذي يتطلب تبني ممارسات مسؤولة بيئياً وفي قطاع الأرشيف ويعد منصةً للتعاون الدولي واستكشاف سبل تخفيف وطأة التغير المناخي وتداعياته على المجموعات الأرشيفية وبرامج الحفظ والوصول إلى الوثائق .
ويسلط الضوء على الأهمية غير المسبوقة للمعلومات الموثَّقة والمستندة إلى الأدلة في ظل تنامي ظاهرة الأخبار الزائفة والتحديات التي تلقي بظلالها على قيمة الأرشيف .
وتكتسب هذه الدورة أهمية خاصة في ظل تنامي الاستثمارات في مجالات إدارة المجموعات الأرشيفية وحفظ السجلات الرقمية والبرمجة العامة في منطقة الشرق الأوسط.
وينظم الكونجرس للمرة الأولى "هاكاثون الأرشفة" ويشمل المدارس والجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك للمرة الأولى وستمنح المسابقة جوائز مُجزية بقيمة 20 ألف دولار أمريكي لفريق الجامعة الفائز و10 آلاف دولار أمريكي لفريق المدرسة الثانوية الفائز.
وتضم قائمة المتحدثين الرئيسيين كوكبةً من كبار الشخصيات من أبرزهم فخامة فرانسوا أولاند الرئيس السابق للجمهورية الفرنسية و معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، والشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، وكولين شوجان رئيسة الأرشيف الأمريكي وجيف جيمس رئيس الأرشيف البريطاني وإيان ويلسون الرئيس الأسبق للمجلس الدولي للأرشيف والأرشيف الكندي وحمد المطيري مدير إدارة الأرشيفات في الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وتعد وكالة انباء الإمارات " وام " الشريك الإعلامي الاستراتيجي في كونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023.
كانت دولة الامارات قد فازت باستضافة الكونجرس المجلس الدولي للأرشيف بتصويت أعضاء الجمعية العمومية للمجلس بالاجماع اثناء اجتماعها ضمن فعاليات الكونجرس في سيؤول بكوريا الجنوبية عام 2016..تتويجا لجهود الأرشيف والمكتبة الوطنية .
وتأسس المجلس الدولي للأرشيف (ICA) عام 1948، وهو منظمةً تُعنى بتعزيز سبل حفظ الأرشيف، وإتاحة إمكانية الوصول إليه في جميع أنحاء العالم.
ويتعاون المجلس مع منظمة اليونسكو ومؤسسة "بلو شيلد" وغيرها من المنظمات الدولية غير الحكومية لتقديم الدورات التدريبية وتطوير المعايير، وتوعية الجمهور بأهمية السجلات الوثائقية ويعالج المجلس قضايا مهمة، مثل الحفظ الدائم للسجلات الرقمية المعقدة، والتقنيات المطلوبة لإتاحة السجلات الدقيقة بصورة أوسع للغايات التعليمية، والمعايير والاشتراطات القانونية التي تُنظّم عملية الحفظ.

الأرشيف الوطني يثري مكتبة الإمارات بعدد من الموسوعات الكبرى الشاملة والمتخصصة
موسوعات عريقة وحديثة، ثقافية ومتخصصة.. تحفل بالمعلومات الدقيقة والموثقة
الأرشيف الوطني يثري مكتبة الإمارات بعدد من الموسوعات الكبرى الشاملة والمتخصصة
تضع مكتبة الإمارات في الأرشيف الوطني في متناول روادها عدداً من دوائر المعارف والموسوعات المهمة الشاملة والمتخصصة الغنية بالمعارف، وتأتي في مقدمة هذه الموسوعات: (موسوعة زايد)، و(الموسوعة الفلسطينية) الصادرة حديثاً، وموسوعة (خريدة القصر وجريدة العصر)، والموسوعة (العربية العالمية) وغيرها.
ويأتي اهتمام مكتبة الإمارات في الأرشيف الوطني بالموسوعات الشاملة والمتخصصة انطلاقاً من كون هذه الموسوعات تقدم للباحث الحقائق والمعلومات الموثقة التي كتبها المتخصصون والخبراء، ولأنها توفر الوقت، وتمكّن من الوصول إلى الإجابات والاستفسارات الصحيحة الكافية والوافية في موضوعات معينة بيسر وسهولة عبر كشافات وفهارس الموسوعات المتخصصة.
وقد عملت (موسوعة زايد) على تقديم الكثير من المعلومات عن دولة الإمارات العربية المتحدة التي شهدت منذ قيامها تحولات بعيدة المدى بمعدلات قياسية وفي زمن قصير بالنسبة لأعمار الشعوب حتى صارت صرحاً حضارياً بفضل جهود القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وتعدّ الموسوعة الفلسطينية “بلستنيكا Palestinica” أهم عمل أكاديمي صدر عن فلسطين في (100) عام، وهي الأوسع من حيث البحث والتأريخ، عمل على إعدادها الدكتور محمد هاشم غوشة، وقد استغرق في إعدادها أكثر من اثني عشر عامًا، وقد أكد فيها عروبة فلسطين بالوثائق، وتمتاز الموسوعة بتنوع مصادرها ومراجعها، وتمتاز برصد الحياة اليومية في الحارات والاسواق والبيوت والمعامل والمزارع وغيرها من مظاهر الحياة، التي تدلل على أنه في فلسطين وفي القدس بشر وتاريخ وحضارة.
احتوت الموسوعة الفلسطينية (24) مجلداً موزعاً في سبعة آلاف صفحة، فيها آلاف الوثائق والصور والخرائط، والرسومات التوضيحية، وآلاف نماذج الأختام التي كانت تستخدم لتوقیع الاتفاقات والعقود، ومواد أرشيفية أولية تنشر للمرة الأولى.
وتضمنت الموسوعة أيضا نحو ثلاثة آلاف وثيقة عثمانية لعائلات فلسطينية، و1200 حجة وقف لعائلات أخرى تثبت أن من يملك الأرض هم الفلسطينيون، في حين احتوت ثماني مجلدات من الموسوعة على (12) ألف رسمة لمؤرخين أوروبيين خلال زياراتهم فلسطين.
وأما (الموسوعة العربية العالمية) فهي تقع في (30) مجلداً، وتعدّ عملاً موسوعياً تعليمياً وثقافياً، وهي مرتبة حسب الأحرف الأبجدية العربية، ومزودة بوسائل إيضاحية ملونة ورسوم وخرائط.
وتقتني مكتبة الإمارات أيضاً موسوعة (أعلام اليمن ومؤلفيه)، وقد أشرف على هذه الموسوعة الباحث والكاتب اليمني عبد الولي الشميري وهي تحتوي قرابة عشرين ألف من أعلام اليمن القدامى والمعاصرين في مختلف التخصصات، من الساسة والحكام، والقادة والعلماء، والمؤلفين والمبرزين في مجالات مختلفة. وقد استغرق العمل في هذه الموسوعة قرابة عقد ونصف وصدرت في نسخة إلكترونية وأخرى ورقية تجريبية، وتتألف النسخة الورقية الكاملة من (أعلام اليمن ومؤلفيه) من خمسة عشر مجلداً.
ومن الموسوعات القديمة في الأرشيف الوطني موسوعة (خريدة القصر وجريدة العصر) وهي تتألف من (21) مجلدًا، ترجم فيه مؤلفها عماد الدين الأصفهاني لشعراء عدة في القرنين الخامس والسادس الهجريين.
وتحتوي مكتبة الإمارات على عدد كبير من الموسوعات باللغة العربية والانجليزية مثل: الموسوعة التاريخية لشعوب الشرق الأدنى وحضاراته، والموسوعة الإماراتية الشاملة، وموسوعة المرأة الإماراتية، وموسوعة مملكة البحرين الشاملة، وموسوعة المملكة العربية السعودية، والموسوعة العمانية الشاملة، وموسوعة أعلام الخليج.
وقد صدرت عن الأرشيف الوطني موسوعة (المأمورة) وهي أكبر موسوعة عربية عن الإبل، وموسوعة (العاديات) أكبر موسوعة عربية عن الخيل.

لأرشيف الوطني يوثق عادات العيد وطقوسه في الماضي<
بالمقابلات التي يجريها التاريخ الشفاهي
الأرشيف الوطني يوثق عادات العيد وطقوسه في الماضي
قام الأرشيف الوطني بتوثيق طقوس العيد وعاداته في الإمارات قديماً، جاء ذلك في إطار مهام التاريخ الشفاهي الذي لا يتوقف الخبراء والمختصون فيه عن إجراء المقابلات مع الرواة المعمرين الذين تُعدّ ذاكرتهم مرجعاً تاريخياً وقاعدة معلومات ثرية تذخر بالأحداث التاريخية، وأساليب الحياة ، ويوثق الأرشيف الوطني في مقابلات التاريخ الشفاهي الروايات الشفوية التي جاءت تكملة للوثائق التاريخية المتنوعة التي تثري ذاكرة الوطن بمآثر الآباء والأجداد، وبعادات أبناء الإمارات وتقاليدهم لتبقى زاداً للأجيال الناشئة وإثراءً للتنمية الثقافية، وتعزيزاً للهوية الوطنية.
وتستحق طقوس العيد وعاداته هذا الاهتمام من الأرشيف الوطني؛ فقد كان يوم العيد، وما زال من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية التي تُدخلُ البهجة والسرور إلى قلوب الناس، وكانت له في الإمارات طقوس ثرية، فهو مناسبة مفرحة تقوي الروابط والتلاحم الاجتماعي.
تحري الهلال
يقول سيف عيسى المنصوري من أبوظبي: كان كبار السن هم من يحسبون لأيام رمضان والعيد، وإذا رأى الهلال أحد من الساكنين بعيداً فإنه يثور (يطلق الرصاص) من التفق (البندقية) وبذلك نعرف بأنهم قد رأوا الهلال فيبدأ الصوم، وكذلك هو الحال في العيد.
وتضيف صغيرة شنين الفلاحي: في الماضي كانت البيوت المقتدرة تطبخ الأرز واللحم في العيد، وكانت بعض البيوت تضع ضيافة العيد من الخبيص والبلاليط، والثريد والعرسية.
ملابس العيد وحليه
وعن اللباس تقول الراوية: لم يكن هناك خياطون؛ فقد كنا نخيط الملابس بأيدينا على ضوء الفنر(الفانوس) في الليل، ونبدأ بتفصيل الثوب قبلها بفترة تصل إلى شهر لكي يكون الثوب جاهزاً في يوم العيد، وتحتفظ صاحبة الثوب بثوبها لترتديه في الأعياد والأعراس، وكانت المرأة تجهز ثوباً واحداً فقط للعيد وكنا نغسل ملابسنا بأيدينا، وكانت النسوة يتخضبن بالحناء قبل العيد، والنساء اللواتي يمتلكن الذهب يتحلين به يوم العيد فيلبسن القلادة، والأساور، والكواشي.
العيدية وطعام العيد
وتقول شيخة عبيد الظاهري من العين: كنا نفرح كثيراً بالعيد، وكنا نسعى للحصول على العيدية، ونزور بيوت الحارة، ويعطوننا العيدية روبية أو نصف روبية، وكانت لها قيمتها، وكنا نذهب إلى السوق للشراء، فنشترى الكراش والفانتا (مشروبات غازية) واللبان الأحمر المكور.
في عهد الشيخ زايد
ويقول على راشد محمد النيادي من العين: في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه-كانت تقام حفلات “العيالة” في المربعة (وسط مدينة العين). وتؤكد ذلك الراوية محبة حمد راشد الظاهري من العين، فتقول: كنا نستمتع بمشاهدة العيالة وتؤدى العيالة بالشعر والنشيد المغنى مصحوباً بقرع الطبول والدفوف.
وتضيف كنا نجمع النقود من أمهات البنات، ونعطيها إلى والد إحدى الفتيات ليصنع درفانة (الأرجوحة)، وتقول رفيعة محمد الخميري من أبوظبي: كنا بعد صلاة العيد نتجول بين بيوت الجيران لنحصل على العيدية بالآنة والآنتين (أجزاء من الروبية) وربما كانت العيدية حلويات، ثم نعود إلى المنزل، وكانت الأسر تتزاور في العيد، وكنت أحب اللعب بالدرفانة، وكنا نلعب طوال اليوم من الصباح الباكر حتى المغرب، وهذه الدرفانة نلعب بها طوال أيام العيد الذي يستمر الاحتفال به ثلاثة أيام.
ويقول مبارك محمد بن جرش الخيلي من العين: في صباح العيد كل واحد يُلبِسُ أبناءه أفضل ما يتوفر لديهم، ويتجمع الرجال ثم يبحثون عن مكان مرتفع فيؤمهم أحد الجيران من حفظة القرآن فيصلي بهم في الصباح الباكر، وتصلي النسوة خلف الرجال، وبعد الصلاة يهنئ كل شخص رفيقه، ويعود كل إلى بيته وهو يحمل فوالة العيد (وجبة خفيفة تقدم للضيوف) ويتوفر في العيد اللحم عند البعض، ويكون البعض قد أعدّ الهريس أو العصيد وغيره، وكان التواصل مستمراً بين الجيران في العيد، ولا يشترط في الجيران أن يكونوا متقاربين في السكن، وربما كانوا بعيدين قليلاً.
وهذا ما تؤكده فاطمة عبيد على مسلم، التي تقول: كانت علاقة الناس جميلة جداً، يأكلون مع بعضهم في العيد. ويتحدث سالم سعيد خلفان بن حضيرم الكتبي من العين عن ذكريات العيد، فيقول: في الأعياد كانت تقام سباقات الهجن، والجوائز عبارة عن وزار أو غترة، ويجري السباق بعد صلاة العيد والجمل الفائز يطلى بالزعفران، ولم تكن هناك طريقاً مخصصاً للسباق، فقط كانت الطريق من الرمال وفيها الارتفاعات والانخفاضات.
وفي كتاب (ذاكرتهم تاريخنا) الصادر عن الأرشيف الوطني، يتذكر سعيد أحمد ناصر بن لوتاه، من دبي، العيد فيقول: في المناسبات الاجتماعية التي كانت تمر علينا أذكر أن النساء كن يتحدين بعضهن عند طبخ الهريس، وهو من الأكلات الشعبية الشائعة، ومن الأكلات الرئيسية في رمضان، وفي الأعياد كنا نصنع المريحانة “الأرجوحة” إذ نقوم بربط حبال قوية بين نخلتين قويتين كي تتحمل وزن البنات. ولتأدية صلاة العيد كانت النساء تقف خلف الرجال، ثم يتجمعن للحديث على حين تلعب البنات على المريحانة، ويتضاحكن تعبيراً عن سعادتهن وفرحتهن بالعيد.
ويتابع الراوي: وأذكر كان هناك سوق قديم يطلق عليه الأهالي اسم “خلّص خلّص” وكنا نذهب إليه لنلعب ونشترى الحلوى والقبيط “نوع من أنواع الحلوى” وزق السبال “الفول السوداني” وأذكر أنه كانت هناك حلاوة تصنع من السكر المذاب على النار الذي يخلط بالطحين، وكانت تباع ببيزة أو بيزتين، ويقام هذا السوق في فترات الأعياد فقط، وما إن ينتهي العيد حتى يذهب كل واحد إلى بلده…

الأرشيف الوطني يزود المجالس بإصداراته الوطنية والتاريخية الموثقة
بالتنسيق مع مكتب شؤون المجالس في ديوان ولي عهد أبوظبي
الأرشيف الوطني يزود المجالس بإصداراته الوطنية والتاريخية الموثقة
أهدى الأرشيف الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعة كبيرة من إصداراته ذات المضمون الوطني إلى المجالس الجديدة في أبوظبي والتي يديرها مكتب شؤون المجالس في ديوان ولي العهد، وتلتقي أهداف مكتب شؤون المجالس مع أهداف الأرشيف الوطني في هذه المبادرة؛ إذ يتطلع الطرفان إلى وضع التاريخ الموثق لدولة الإمارات العربية المتحدة، وصفحات من تراث الدولة، وأسس نهضتها ووصولها إلى ذروة الرقي في زمن قياسي- بين أيادي رواد المجالس، وذلك لما لهذه الإصدارات من أهمية في تعزيز الوعي الثقافي، وغرس الموروث الإماراتي في الأجيال، وتعزيز الانتماء للوطن والولاء لقيادته الحكيمة، وتعزيز دعائم التسامح وأسس السلام وفق رؤى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقيادة الرشيدة.
ويأتي تزويد المجالس التابعة لديوان ولي العهد بإصدارات الأرشيف الوطني كون هذه الإصدارات تثري بمضامينها الوطنية معارف رواد هذه المجالس العامرة بفكر القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وفلسفته، وصفاته الشخصية والقيادية، وقيمه ومآثره، وبمواضيع وطنية تتناول تاريخ دولة الإمارات وجوانب من تراثها، وسير قادتها العظام الذين أسهموا في قيام نهضتها ونمائها وازدهارها، والكثير من إصدارات الأرشيف الوطني تتطرق إلى التسامح بوصفه ثقافة متجذرة تسكن وجدان الشعب الإماراتي.
ويتطلع الأرشيف الوطني ومكتب شؤون المجالس في ديوان ولي عهد أبوظبي إلى فتح نافذة واسعة على المعرفة الوطنية التي تزخر بها إصدارات الأرشيف الوطني التي توثق ماضي الإمارات من مختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية، والثقافية والعمرانية والبيئية، وتقديم صورة حقيقية وموثقة عن تاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج، وعن القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وعن قادة الإمارات العظام، ويأتي ذلك في إطار رسالة الأرشيف الوطني الذي يحرص على تقديم المعلومات الموثقة والأمينة.
وزود الأرشيف الوطني المجالس بثلاثين عنواناً معظمها يتناول جوانب من السيرة التاريخية العطرة للمغفور له – بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويوثق إنجازاته ومبادئه الوطنية، وأسلوبه الأبوي في القيادة، وجهوده التي بذلها في قيام دولة الإمارات واتحادها الميمون، ودوره الكبير –رحمه الله- في إرساء قواعد العدل والتسامح والمساواة والتكافل وغيرها من القيم المتجذرة في ثقافة المجتمع الإماراتي.
وتتناول الإصدارات أيضاً جوانب من سيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة -حفظه الله- ويوميات كوكبة من أصحاب السمو شيوخ الإمارات وقادتها العظام.
وتتضمن المجموعة أيضاً أحدث إصدارات الأرشيف الوطني، وهي: كتاب (زايد .. أوسمة وجوائز)، وكتاب (التطور التاريخي للقضاء)، كما تتضمن أعداداً من مجلة (ليوا) وهي مجلة علمية محكمة تُعنى بالبحوث العلمية الأصلية، باللغتين العربية والإنجليزية، وتحفل بموضوعات تختص بالتاريخ والتراث والآثار للإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي.

لأرشيف الوطني يفتح بوابة رقمية متخصصة على تاريخ الإمارات ومنطقة الخليج العربي<
الأرشيف الرقمي للخليج العربي .. بكبسة زر تصل إلى آلاف الوثائق التي توثق قرنين من تاريخ المنطقة
الأرشيف الوطني يفتح بوابة رقمية متخصصة على تاريخ الإمارات ومنطقة الخليج العربي
أتاح الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة آلاف الوثائق والصور التاريخية، والتسجيلات المرئية والمسموعة “الوسائط المتعددة” ذات القيمة التاريخية والثقافية المتعلقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي على البوابة الإلكترونية (الأرشيف الرقمي للخليج العربي) والتي أطلقها حديثاً؛ ليقدم عبرها تاريخ دول الخليج العربية الثري والجدير بالاهتمام على مدار قرنين من الزمن، ويوثق هذا الموقع بالوثائق التاريخية الكثير من الأحداث، ويعرف بالكثير من الشخصيات، فيقدم محتوياته بواسطة العديد من المواد التي لم تعرض قبل على شبكة الإنترنت.
وبكبسة زر توفر بوابة (الأرشيف الرقمي للخليج العربي) لزوارها مذكرات ومخطوطات وصوراً ومراسلات رسمية من قادة وحكومات حول الأحداث التاريخية باللغتين العربية والإنجليزية، وغالباً ما توجد الوثائق الأصلية في أرشيفات خارج منطقة الخليج، وبذلك فإن هذا الأرشيف الإلكتروني يتيح فرصة الوصول إلى نسخ إلكترونية من تلك الوثائق والسجلات التاريخية إضافة إلى توفير أدوات البحث فيها، وإمكانية الحصول على نسخ منها، وبذلك فإن هذا الأرشيف الرقمي للخليج العربي يعدّ مصدراً معاصراً وفريداً يستفيد منه -محلياً ودولياً- الباحثون والأكاديميون والطلبة والمهتمون بماضي منطقة الخليج العربي دون أي تكاليف مالية.
ويذكر أن هذه الموقع الرقمي الذي يمكن الوصول إليه عبر هذا الرابط: https://www.agda.ae/ يمتاز بشموليته ففي الصفحة الرئيسية يضع الموقع الزائر أمام عدد من الخيارات لتحديد مجرى ومجال البحث تسهيلاً لوصوله إلى المعلومة المطلوبة والموثقة، والخيارات الموجودة في الصفحة الرئيسية هي: أماكن، وشخصيات، ووحدات، وموضوعات، ونطاق التاريخ.
ويراد بالأماكن الدول في مختلف أنحاء العالم، وهي الدول التي تربطها علاقات مع دول الخليج العربي، وبالإضافة إلى الدول يجد المتصفح الوثائق والصور لمدن الخليج العربي التي كانت قد شهدت أحداثاً تاريخية. وأما الشخصيات فهي تقدم معلومات عن الشخصيات التي كان لها أثرها في مجرى الأحداث والقضايا المهمة التي شهدتها منطقة الخليج. ويراد بالوحدات الهيئات والمنظمات والشركات الكبرى والمؤسسات المحلية والعربية والعالمية ذات الصلة بمنطقة الخليج العربي وقضاياه التاريخية. والموضوعات التي يتطرق إليها الموقع تتمحور حول التعليم والصحة، والمواضيع الاقتصادية والعسكرية، والحدود والتجارة، والقبائل والمناخ، والأديان وغيرها. ونطاق التاريخ يراد به تحديد زمن معين، أو فترة زمنية لمعرفة ما شهدته من الأحداث التاريخية.
ويستطيع زائر الموقع أن يستفيد من رابطي: “التحميل” الذي يتيح له تحميل الوثيقة مباشرة وبجودة عالية مع التعريف الخاص بها في صفحة واحدة، و”المشاركة” بالوثيقة مع من يشاء بواسطة: البريد الإلكتروني، والفيسبوك، وتويتر.
وبذلك يصبح الموقع الإلكتروني (الأرشيف الرقمي للخليج العربي) رافداً من روافد المعلومات الموثقة الفريدة من نوعها في إطار دعم وتطوير الوعي الكافي بالتاريخ.

الأرشيف الوطني يناقش إصدارات عام التسامح واللجنة العلمية تعمل على تقييمها
الأرشيف الوطني يناقش إصدارات عام التسامح واللجنة العلمية تعمل على تقييمها
ناقشت اللجنة العلمية في الأرشيف الوطني أهم الكتب والبحوث وأوراق العمل المرشحة للإصدار سواء من قبل الأرشيف الوطني أو بعض الجهات الخارجية في عام التسامح، وركزت اللجنة في أهمية الكتب وأوراق العمل التي تستعرض مضامينها قيمة التسامح التي أرساها القائد المؤسس المغفور له –بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حتى غدا نموذج دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً مثالياً للبيئة التي تنعم بالتسامح والانسجام واحتواء الآخر.
وناقشت اللجنة الإصدارات التي تتناول تاريخ دولة الإمارات وتراثها التي ستصدر عن الأرشيف الوطني، أو التي يتلقاها الأرشيف الوطني من جهات حكومية مختلفة لتحليلها وإبداء الرأي فيها، وآلية تقييم البحوث التي أُعدت للمشاركة في المؤتمرات، وجاء ذلك ضمن جدول أعمال اللجنة العلمية في أول اجتماعاتها لعام 2019 عام التسامح.
وأكد رئيس اللجنة العلمية حمد سليم الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف الوطني أن اللجنة العلمية التي تتألف من نخبة من المستشارين والخبراء في مجال التحقيق بالوثائق التاريخية والمرويات الشفاهية تحرص على دورها في الحفاظ على الحقائق التاريخية في تحليل المواد التي يتم عرضها عليها، ويحصل المؤلف على توصيات تُسند بحثه، وذلك انطلاقاً من اهتمام الأرشيف الوطني بالمنهجية التاريخية ومصداقية كل ما يرد من حقائق تاريخية، ومدى قابليتها للنشر والإتاحة للباحثين والأكاديميين وأوساط القراء.
وأشار رئيس اللجنة العلمية إلى أن دور اللجنة في التدقيق على الكتب والبحوث وتوثيقها للمعلومات التاريخية الخاصة بدولة الإمارات بشكل خاص ومنطقة الخليج بشكل عام يكون بالاعتماد على الحقائق المثبتة في الوثائق التاريخية التي يقتنيها الأرشيف الوطني، أو تلك التي وردت في مقابلات التاريخ الشفاهي الموثقة والتي أجريت مع الرواة كبار السن الذين عاصروا الأحداث التاريخية قبل قيام الاتحاد وفي مرحلة البناء والنماء والنهضة، وفي المصادر والمراجع التاريخية التي تحفل بها مكتبة الإمارات المتخصصة- مؤكداً أن ذلك يرسخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة التاريخية، ويوثق تطورها ومسيرتها المظفرة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم على يد قادة عظام في مقدمتهم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- والقيادة التي سارت على نهجه.
الجدير بالذكر أن اللجنة العلمية في الأرشيف الوطني قد قامت بتقييم عدد كبير من الكتب والبحوث التاريخية، وهي معنية بالتدقيق على الإصدارات، ولا يقتصر دور هذه اللجنة على ذلك وإنما يتخطاه إلى تقييم الكتب التي يعتزم الأرشيف الوطني اقتناءها، وإجازة أوراق العمل والأبحاث التي يشارك بها في المؤتمرات والندوات العلمية داخل الدولة وخارجها.

الأرشيف الوطني يحتفي بتتويج “المان سيتي” ويرفع التهاني إلى منصور بن زايد
وسط أجواء رمضانية يسودها التسامح
الأرشيف الوطني يحتفي بتتويج “المان سيتي” ويرفع التهاني إلى منصور بن زايد
رفع الأرشيف الوطني إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، مالك نادي مانشستر سيتي لكرة القدم، أحر التهاني وأطيب التبريكات بمناسبة تتويج الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للموسم الثاني على التوالي.
ووسط احتفال شارك فيه موظفو الأرشيف الوطني وعدد كبير من الضيوف أشاد سعادة الدكتور عبد الله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني بالدور القيادي لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي كان وراء هذا الإبداع الكروي الذي حققه الفريق.
وبارك سعادته للاعبي الفريق ولأعضاء الجهاز الفني والإداري على ما بذلوه من جهود في هذا الموسم حتى حافظ الفريق على مكانته المتميزة، وتمنى للفريق تحقيق مزيد من الانتصارات والإنجازات الرياضية المتميزة التي تواكب تطلعات جماهيره.
جاء ذلك الاحتفال وسط أجواء الإفطار الجماعي الذي أقامه الأرشيف الوطني الإماراتي احتفاء بشهر رمضان المبارك في الثامن من رمضان الموافق 13 مايو الجاري، في فندق قصر الإمارات جرياً على عادته كل عام، وذلك في سياق إستراتيجيته الهادفة إلى نشر أجواء التسامح، وتمتين أواصر المحبة والإخاء والعلاقات الطيبة بين الموظفين.
ويذكر أن الأرشيف الوطني يحرص على إقامة الإفطار الجماعي سنوياً في هذا الشهر الكريم ليعزز العلاقات الودية والتواصل الاجتماعي بين الموظفين بعيداً عن روتين العمل اليومي، وضمن أجواء تكرّس فضيلة التسامح، ومفهوم التآلف والترابط الاجتماعي، وتعزز روح الفريق وتشجع على بذل مزيد من الجهود من أجل نتائج متميزة تضاف إلى سجل إنجازات الأرشيف الوطني وهو يعمل على جمع ذاكرة الوطن وحفظها.
ويسهم حفل الإفطار بمدّ الجسور وتمتين العلاقات بين الأرشيف الوطني والعديد من الجهات الخارجية التي شارك ممثلوها موظفي الأرشيف الوطني هذا اللقاء الرمضاني الطيب؛ مما ينعكس إيجاباً على تطوير بيئة العمل.
وقد استجاب لدعوة الأرشيف الوطني إلى حفل الإفطار لهذا العام عدد كبير من المسؤولين، في مقدمتهم وزير التربية والتعليم معالي حسين الحمادي، وسعادة اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي مفتش عام وزارة الداخلية، وعدد من السفراء الأجانب لدى الدولة.
هذا وقد عرض الأرشيف الوطني على الشاشات الموزعة في قاعة الإفطار فيلماً وثائقياً استعرض فعاليات مؤتمر مجلس الأرشيف الدولي 2019، ومنتدى الأرشيفيين الوطنيين في العالم اللذين عقدا اجتماعاتهما بضيافة الأرشيف الوطني في أبوظبي، واستعرض الفيلم الوثائقي أيضاً مراسم إطلاق شعار كونجرس المجلس الدولي للأرشيف 2020 الذي ستستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة العام المقبل، وفعاليات إطلاق البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي.

(ذاكرتهم تاريخنا) .. روايات شفهية توثق تاريخ المجتمع الإماراتي الذي ساده التسامح
(ذاكرتهم تاريخنا) .. روايات شفهية توثق تاريخ المجتمع الإماراتي الذي ساده التسامح
يحفل الكتاب بمعلومات موثقة تخصّ الماضي بأبعاده الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وتؤكد مضامينه بما فيها من قصص وشواهد أن المجتمع الإماراتي عُرِفَ بانتشار التسامح بين أفراده، وقد غرس بذور هذه الفضيلة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وهو القائد الاستثنائي الذي عرف كيف يدير أحداث التاريخ وفق ما يخدم الإنسانية؛ محققاً تحولًا فارقًا ونقلة حضارية نوعية كبيرة في مجتمع دولة الإمارات في زمن قياسي، وبالنظر إلى منزلة الشيخ زايد ومكانته على مختلف الصعد فإن جميع الرواة والمعمرين الذين اشتمل الكتاب على مقابلات معهم قد تحدثوا عن لقاءاتهم بالشيخ زايد، أو عما عرفوه عنه – رحمه الله- وعن الأثر الطيب الذي تركه في النفوس والعقول، وفي تطور الإنسان والمكان.
ويتميز كتاب (ذاكرتهم تاريخنا) برواياته الشفهية الموثقة المستمدة من ذاكرة شهود العصر والمخضرمين؛ لتعكس واقع الإنسان الإماراتي وتجربته، وتأثير التغيرات السياسية والاقتصادية عليه.
يوثق الكتاب ذكريات الناس وتفاصيل حياتهم اليومية، وإحساسهم وشعورهم، وعلاقاتهم الإنسانية، وأشعارهم ومعاناتهم، وهذه أمور غائبة تماماً عن السجلات التاريخية الرسمية، وتجهلها الأجيال الحالية.
بدأ الكتاب – وبترتيب أبجدي لتسلسل أسماء الرواة- فتناول ما ذكره الراوي أحمد حاضر محمد بن جاسم المريخي الذي يعرّف بنفسه وبعائلته وبعشيرته “المريخات”؛ وهي أولى العشائر العريقة التي سكنت جزيرة دلما، ويسرد الراوي من ذاكرته تفاصيل الزمان والمكان ليُطلِع القارئ على تضاريس جزيرة دلما وبيوتها، وسكانها وأعمالهم اليومية، ويخصص جزءاً من روايته للحديث عن مهنة الطواشة “تجارة بيع اللؤلؤ وشرائه” التي مارستها أسرته قروناً من الزمن، ويطوف المريخي في رحلة تشمل جزر الإمارات التي يذكرها التاريخ لدورها في سجلاته وذاكرة أبناء الوطن. ويركز المريخي بحديثه في فترة حكم الشيخ زايد – طيب الله ثراه- قبل قيام الدولة، ثم يقارن بين الحياة في الماضي والحياة في الحاضر؛ مشيراً إلى مساهمات الشيخ زايد في النهضة التي شهدتها البلاد وصولاً إلى وقتنا الحالي.
ولا يقتصر الكتاب على الرواة الرجال؛ إذ يلتقي ببعض السيدات اللواتي عاصرن مرحلة قبل قيام الاتحاد؛ مثل الراوية بخيته بنت قنون سعيد الفلاسي المرأة التي صقلتها أجواء البادية وتقاليدها السامية، وقد تحلّت الراوية بالاحترام الجم لوالدها الشاعر الشجاع، وبرعت في فنون الصيد في البراري بمختلف الأدوات التقليدية، والوسائل المعروفة، وقد تشربت مفاهيم البداوة وقيمها النبيلة. وتسرد الراوية من ذاكرتها جوانب من حياة المرأة وعملها إلى جانب الرجل في الفترة الحاسمة من تاريخ الوطن والأعوام التي سبقت قيام الدولة.
كما يحتوي الكتاب على مقابلة مع الراوي” خميس راشد بن زعل الرميثي” الذي ولد في أبوظبي قبل أكثر من ثمانين عاماً، وعاش فيها، وقد تلقى نصائح والده وتوجيهاته بيقظة وحرص؛ فهو لم يدخل مدرسة قط لكنه ثابر على التعلم بنفسه حتى أجاد القراءة والكتابة، وتجويد القرآن الكريم. تحمّل الراوي المسؤولية مبكراً، واختزنت أعماقه الكثير من التفاصيل والروايات المحفوظة في سجل ذاكرته. كان –رحمه الله- يقرض الشعر، ويتحلى بإلقاء رخيم.
ويتحدث الراوي راشد سيف ربيع بالحايمة الظاهري عن قيم الصحراء وعن معارفه وعلاقته العميقة بالإبل، وقد عاش الراوي بين البادية والواحة، وتختزن ذاكرته الكثير من الأحداث والمواقف، والمشاهدات والتجارب، ويحتفظ في وجدانه بألعاب الطفولة والصبا، وهو ينحاز إلى أعراف الصحراء وتقاليد الضيافة في البادية، وفي حديثه يكشف عن خبرته الواسعة في تربية الأبل وترويضها ومعالجتها، ومعالجة الناس بموارد البيئة. امتلك مقويات الشجاعة، وعاش مسالماً، يحمل من الأمس ذكريات كثيرة، أجملها لقاؤه بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وما حفل به ذلك اللقاء من أحاديث و أشعار.
ويورد كتاب” ذاكرتهم تاريخنا” مقابلة مع الراوي ” سالم سعيد سالم الحساني” الذي تنوعت أعماله؛ فتنقل من الزراعة إلى البناء، ثم العسكرية التي صقلت مهارات الدقة والالتزام لديه. تحلى بالشجاعة وتخلى عن التردد فكان من رواد مظليي الإمارات وبذلك حجز له مكاناً في مرافقة الحكام والشيوخ، وفي مقابلته يسرد بعض ذكريات العمر السابقة، وتحدياته وفرصه، ومشقات الحياة والسفر، وبعضاً من تقاليد الحياة قديماً.
ويروي سالم بن عبدالله آل حميد الوحشي ذكرياته عن التعليم وهواية اقتناء الكتب التي وصلت بصاحبها إلى تكوين مكتبة عامرة، جعلها وقفاً لخدمة كل باحث وقارئ، وذلك في مبادرة منه لرد الجميل للدولة.
ويسرد الراوي سالم محمد بن كبينة الراشدي للقارئ ذكرياته مع البادية ورحلته التي استمرت سبع سنوات في مجاهل الصحراء المترامية الأطراف، والأخطار التي اعترضت طريقه. وقد برع في اقتفاء الأثر، والتزم ابن كبينة بالمهمة التي عهد إليه الشيخ زايد بها وهي مرافقة ” ولفريد ثيسجر” أثناء عبوره صحراء الربع الخالي، والحفاظ على حياته، ولهذه الرحلة مردود إيجابي؛ إذ كتب عنها ثيسجر في كتابه “الرمال العربية”.
ويسرد الراوي سعيد أحمد ناصر بن لوتاه ذكرياته في ميادين الثقافة والتجارة، وقد عرف بمبادراته العلمية والاقتصادية، وكانت له الريادة في تأسيس وإنشاء أول مصرف إسلامي في العالم، وأول مدرسة إسلامية، آمن بدور المرأة فأعدّ من أجلها البحوث لتبيان حقوقها وواجباتها.
ويورد الشيخ سلطان بن علي بن سيف الخاطري ذكرياته عن الحرب العالمية الثانية التي عاصرها طفلاُ، وعايش شظف العيش والشح، وهو ينصح بإدراج عادات السلوك في مناهج التعليم، وينظر إلى نِعمِ اليوم بعين الحمد والشكر لله، ثم لمؤسس الدولة الشيخ زايد الخير -طيب الله ثراه- وهو يفخر بقيم التواضع والتسامح التي يتحلى بها أبناء الشيخ زايد، وتأتي ذكرياته لتنقل المفهوم الحقيقي لحياة البادية وتفاصيلها الدقيقة.
ويحفل كتاب “ذاكرتهم تاريخنا” بمقابلة مع الشيخ مبارك بن قران راشد المنصوري الذي نشأ في البادية، وعايش مرحلة التنقل والترحال بين ربوع الصحراء، وعايش فترة الاكتفاء بالتمر واللبن في الغذاء، وشهد تحول البادية إلى الازدهار، وعاصر تعمير الصحراء، تَزعّم أفراد قبيلته، وكان صاحب الرأي والمشورة في شؤونهم الاجتماعية والاقتصادية، ويتحدث الشيخ مبارك بن قران عن الأثر الطيب الذي ظل في نفسه من أثر رفقة الشيخ زايد، فقد عاش قريباً منه نحو أربعين عاماً.
ويتحدث الشيخ مسلم سالم بن حم العامري عن الحوارات والعلاقات التي اتسمت بالإنسانية والحكمة والعدل بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ووالده سالم بن حم، الذي كان برفقة الشيخ زايد دوماً، فوصف الراوي هذه الرفقة بـ “الحظ الكبير” بالنسبة له؛ إذ اكتسب أصول العادات والتقاليد، وقيم البِر والاحترام ومبادئ الكرم، ومفاهيم الحكمة من مجالس الشيخ زايد، ويروي في المقابلة قصصاَ لم يُتح لكثيرين معرفتها.
ويقدم الكتاب لقرائه مقابلة مع الدكتورة عائشة علي أحمد بن سيار التي ولدت وعاشت في مدينة الشارقة، تتحدث في مقابلتها عن واقع التعليم وحملات محو الأمية، وعن التعليم الرسمي الذي بدأ في إمارة الشارقة عام 1952 وعن دراستها في جامعة عين شمس، وعن العمل النسائي، وعملها في ظل رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
ويروي عبيد راشد أحمد بن صندل آل علي ذكرياته حيث عاصر عقوداً من شظف العيش والتقشف، ثم عايش عصر الرخاء والنعيم الذي أضفاه الاتحاد بقيادة الباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
كان عبيد راشد أحمد بن صندل شغوفاً بحب الرياضة والفن والتراث، ونقله إلى الأجيال وتعريف باقي الشعوب به.
ويستعيد الراوي علي حسن سعيد بن الشيخ الرميثي ذكريات طفولته حين كرّس وقته للتعلّم، وعمل في مهن متعددة كالنجارة والجلافة، والحدادة وبناء البيوت التقليدية، وبرع في ابتكار أدوات دقيقة ومدهشة، وعمل في صناعة السفن، وعمل رباناً لسفن السفر، وجاب موانئ الخليج والهند وإفريقية، وأكسبته الحياة خبرة واسعة في عدة ميادين جعلت منه مستشاراً تراثياً في نادي تراث الإمارات، ويعدّ موسوعة مكتنزة بالحكايات والخبرات والمهارات حصيلة سنوات عمره المديد.
وفي ذكريات الراوي المرحوم مهنا بطي محمد هزيم بن صخير القبيسي يطلع القارئ على مراحل تاريخية واجتماعية مهمة لم تدوّنها السجلات.
وبالنظر إلى المعلومات الموثقة التي يتضمنها الكتاب فإنه يعدّ مصدراً تاريخياً يعتمد عليه الباحثون، وتكمن قوته وأهميته في الأوساط العلمية والأكاديمية لما فيه من معلومات تاريخية موثقة يستفيد منها الباحثون والجيل الجديد.
الكتاب: ذاكرتهم تاريخنا
تأليف: مجموعة من الرواة والمعمرين
الناشر: الأرشيف الوطني، أبوظبي، 2018م، الطبعة الأولى، 438صفحة.

الأرشيف الوطني يتوّج مكتبة الإمارات بإصدارات جديدة تتناول سيرة القائد المؤسس
الأرشيف الوطني يتوّج مكتبة الإمارات بإصدارات جديدة تتناول سيرة القائد المؤسس
أثرى الأرشيف الوطني مكتبة الإمارات بعدد كبير من الكتب التي تضيئها جوانب من سيرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومآثره وقيمه الحميدة، من معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة، وينطلق الأرشيف الوطني في ذلك من أهمية سيرة الشيخ زايد التي اقترن بها التاريخ الحديث لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن كون مكتبة الإمارات مكتبة نموذجية متخصصة، تعمل على تشجيع البحث العلمي التاريخي، وهي تقتني المصادر والمراجع الثقافية النفيسة، وتركز في الموضوعات الخاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج.
وبالنظر إلى سيرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإنجازاته التي لا تعرف الحدود؛ فإن مكتبة الإمارات تولي الإصدارات التي تتناول سيرة القائد المؤسس اهتماماً كبيراً لأنها تجسد بصورة جليّة ما اتصفت به شخصية الشيخ زايد من الخصال الحميدة، إلى جانب دوره القيادي الذي تميز به وهو يكرّس جهوده من أجل تشييد الوطن ونموه.
ومن أبرز الكتب التي تم تزويد مكتبة الإمارات بها، وهي توثق جوانب من سيرة الشيخ زايد ومبادئه الوطنية ومآثره الحميدة، كتاب (زايد صقر الصحراء)، وكتاب (حلمك يا زايد)، وكتاب (زايد .. هوية شعب ووطن)، وكتاب (زايد .. مائة عام من المجد)، وكتاب (الشيخ زايد وابن حم .. رفقة لها تاريخ) وكتاب (علمني زايد)، وكتاب (الوالدان المؤسسان: زايد وراشد) وغيرها.
وهذه العناوين جزء يسير من الكتب التي يقتنيها الأرشيف الوطني، والتي ترصد إنجازات الشيخ زايد وأفعاله التي ستظل مصدر فخر على مرّ الزمن، فهو المؤسس والباني الذي وضع اللبنات الأولى والأعمدة الأساسية لدولة رائدة في المنطقة في زمن قياسي إذ ما قورن بأعمار الشعوب، وهذا ما خوّله دخول سجل تاريخ قادة الأمم وبُناتها.
وتضاف تلك الكتب التي أثرى بها الأرشيف الوطني مقتنيات مكتبة الإمارات مؤخراً إلى الكتاب الذي أصدره حديثاً بعنوان: (زايد .. أوسمة وجوائز) وهذا الكتاب يوثق جوانب من شخصية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- التي اتسمت بالتسامح عبر عرض مختصر، ويوثق لبعض الأوسمة والجوائز التي حصل عليها القائد المؤسس من قادة العالم والهيئات العلمية والمدنية والدولية، ولما كانت هذه الأوسمة والجوائز تعكس أهمية الأشخاص ودورهم في بناء مجتمعهم ومساهمتهم في التقدم البشري؛ فقد كان الشيخ زايد بأياديه البيضاء التي امتدت إلى جميع الأمم والمجتمعات دون استثناء بغضِّ النظر عن ألوانهم وأعراقهم ومعتقداتهم أهلاً لها؛ نظراً لدوره العظيم المتمثل في بناء نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة، ولمساهمته – رحمه الله- في بناء التنمية والسلام العالميين.
ويُضاف إلى ذلك كتاب الأرشيف الوطني الجديد (ذاكرتهم تاريخنا) وهو صفحات من مقابلات الرعيل الأول في مجال التاريخ الشفاهي، هذا التاريخ الذي أولاه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه-اهتمامه ورعايته.
ويروي الكتاب عدداً من القصص والحكايات التي تبيّن تسامح المجتمع الإماراتي في الماضي وتكاتفه، والتكامل بين الرجل والمرأة فيه، كما يبين اهتمام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- بأبناء المجتمع، وحرصه على رقيهم وراحتهم، وما بذله من جهد في سبيل الارتقاء بالإنسان وبناء المكان.
إن حياة الشيخ زايد هي الوعاء للتاريخ الحديث لدولة الإمارات العربية المتحدة، والاهتمام بهذا التاريخ ضرورة أساسية لا بد منها لكل من يريد أن يبحث في تاريخ دولة الإمارات أو في تراثها، ولذلك فإن هذه الكتب التي تثريها السيرة العطرة للقائد الخالد من أساسيات مكتبة الإمارات التي تنحو إلى التخصص بتاريخ وتراث دولة الإمارات وحضاراتها الموغلة في القدم.
الجدير بالذكر أن الأرشيف الوطني يحرص على إثراء مكتبة الإمارات بالإصدارات الجديدة ذات الصلة بأهدافه، والتي يقتنيها من المعارض الكبرى للكتاب في داخل الدولة وخارجها.