
الأرشيف والمكتبة الوطنية يشارك في الدورة الأولى لملتقى المكتبات الإماراتية ويشيد بأهميته على صعيد بناء مجتمع معرفي مستدام
سلط الضوء في الجلسة الأولى على أهمية حماية التراث الثقافي
شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية في الدورة الأولى لملتقى المكتبات الإماراتية الذي نظمته جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات وذلك انطلاقاً من دوره في إثراء مجتمعات المعرفة، وهو يواصل جهوده على صعيد بناء المجموعات المكتبية الخاصة بالمكتبة الوطنية، وإسهاماته من أجل بناء مجتمع معرفي مستدام يدعم الابتكار ويعزز من دور المكتبات في نشر الثقافة والمعرفة.
وقد حظي الأرشيف والمكتبة الوطنية بتكريم الشيخة بدور القاسمي للأرشيف والمكتبة الوطنية لجهوده وإسهامه في دعم مسيرة نجاحات جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات.
وتمثلت مشاركة الأرشيف والمكتبة الوطنية في الدورة الأولى لملتقى المكتبات الإماراتية-التي عقدت بمقر هيئة الشارقة للكتاب- بورقة قدمها سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام حول حماية التراث الثقافي، وجاء ذلك في الجلسة الأولى من الملتقى والتي جاءت بعنوان: “حماية التراث الثقافي والمحتوى الإبداعي: قضايا وحلول”.
هذا وقد سلطت الورقة التي قدمها سعادة مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية الضوء على الهدف من حماية التراث الثقافي؛ فأكد أن التراث الثقافي هو جزء هام من ذاكرة الوطن، وهو يمثل هويته الثقافية التي تبرز نسيجه الحضاري وتاريخه وتطوره، ثم تطرق إلى دور الأرشيف والمكتبة الوطنية بحمايته بالتعاون مع الجهات الحكومية التي لم تدخر جهداً في تنفيذ المتطلبات القانونية لحماية التراث الثقافي والإبداعي، وقد أبدت تعاونها في تنفيذ متطلبات القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2008 بشأن الأرشيف والمكتبة الوطنية ولائحته التنفيذية في تحويل المواد الأرشيفية التاريخية وحفظها للمدى الطويل.
وأكد أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يهتم بجمع التراث غير المادي ويحفظه للأجيال، ويشجع الطلبة والباحثين على الاهتمام بالتراث الثقافي، و يتيحه من خلال المنصات الرقمية للأرشيف وفي مقدمتها بوابة الأرشيف الرقمي للخليج العربي، و يوثق هذا التراث الذي يدعو للفخر في إصداراته الأرشيف، ويجمع الكتب التي وثقته في المكتبة الوطنية.
ولفت إلى أن فعاليات ونشاطات الأرشيف والمكتبة الوطنية تتواصل لتقلص المسافة بين جمهور المستفيدين وذاكرة الوطن، وفي سبيل ذلك فالأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم المحاضرات والندوات، ويشارك في المعارض الثقافية الكبرى، لكي يوضح أهمية التراث، وواجب حمايته، وسبل الاستفادة منه.
واستعرض مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية دور الأرشفة الرقمية في دعم جهود حماية التراث؛ إذ إنها تحوّل الوثائق والمخطوطات الورقية إلى نسخ رقمية، مما يسهم في تقليل مخاطر التلف أو الفقدان الناتج عن العوامل البيئية، ويقلص المساحات اللازمة لتخزين الوثائق الورقية، وتتيح التاريخ الذي يدعو للفخر والتراث العريق عبر الفضائيات ومنصات التواصل بما يدعم هويتنا في عصر العولمة، مؤكداً أن الأرشفة الرقمية مهما تطورت وحازت على الدعم من التقنيات الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لا تعني بحال من الأحوال التخلص من الأرشيفات التقليدية نهائياً، ولكنها تعدّ مكملاً وداعماً لها، وهي تزيد في عمرها إذ تجعلها بعيداً عن التداول اليدوي من قبل الباحثين وغيرهم، وتسهّل إمكانية حفظها في الأمكنة المخصصة إذ لا يوجد هناك داع للرجوع إليها باستمرار.
وركز سعادته في أهمية حفظ التراث الثقافي على المدى الطويل باستخدام الميكروفيلم، تُستخدم تقنية بيكل وتقنية PIQL للحفظ طويل الأمد والذي يستمر لحوالي 2000 عام.
واشتملت الورقة التي قدمها مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية على أهمية حماية الملكية الفكرية ودورها في صون التراث الثقافي وحمايته.
وأبدى الأرشيف والمكتبة الوطنية اهتمامه بهذا الملتقى الذي يعمل على تعزيز دور المكتبات في دعم الثقافة والمعرفة واستكشاف آفاق جديدة للتحول الرقمي والإبداع في هذا قطاع المكتبات الذي يشهد نمواً متسارعاً، ويبرز جهود جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات وشركائها في تعزيز دور المكتبات في المجتمع الإماراتي وتطوير خدماتها بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث.

يواصل مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي فعالياته في مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية
تناول المؤتمر الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجال الأرشيف وعرض تجارب أرشيفية مميزة وبحوث متخصصة
يواصل الأرشيف والمكتبة الوطنية استضافة فعاليات النسخة الـ16 من مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي بمقره، وقد دارت الجلسات حول الذكاء الاصطناعي وإمكانية استخدام تطبيقاته في قطاع الأرشيف، والأرشفة الرقمية والتخزين طويل المدى، والثورة التي شهدها الحفظ الرقمي، وخلق الوعي بإدارة السجلات، وبالإضافة إلى ذلك جرى استعراض بعض التجارب الناجحة والمميزة في مجال حفظ الأرشيفات وإتاحتها.
واتسمت جلسات اليوم الثاني بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية بأنها تضافر فيها الجانب النظري الذي كان ثرياً بالمعلومات مع الجانب العملي الذي قدم تجارب مميزة عالمياً، وهذا ما أسهم في تبادل الخبرات والتجارب التي أثرت معارف المشاركين والمختصين والمهتمين في قطاع الأرشفة.
وقد أشاد السيد حمد المطيري مدير إدارة الأرشيفات في الأرشيف والمكتبة الوطنية بما حفلت به الجلسات من أفكار وآراء أوضحت فوائد تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة ذات العلاقة بقطاع الأرشيفات، وأكد أن هذه الأفكار والآراء لها صداها محلياً وعربياً وعالمياً، وأن النقاشات التي دارت في المؤتمر أثرت مجال الأرشفة عامة؛ فمن المحاضرات والجلسات التي حفل بها البرنامج العلمي للمؤتمر يمكن الخروج بسلسلة من التوصيات التي تتمحور حول الحلول التي يحتاجها العاملون في هذا المجال لما لها من أثر في تطوير الأعمال في مجال الأرشفة، ولا سيما دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة في معالجة البيانات وتوفيرها بأسهل الطرق لمتخذي القرار وللمستفيدين.
ولفت المطيري إلى أن ما تطرقت إليه الجلسات حول أحدث التقنيات وأهم المعايير والمقاييس والمواصفات التي تسهم في تحليل البيانات فيها الكثير من الحلول للتحديات المتمثلة بكمية البيانات الرقمية وتزايدها، وما تنتجه منصات التواصل الاجتماعي، وإدارة الكم الهائل من البيانات الرقمية وتحديات معالجتها وتحليل محتوياتها، وتحديات إتاحتها بما يتناسب مع متطلبات الباحثين.
هذا وقد اشتملت فعاليات المؤتمر في اليوم الثاني التي استضافها الأرشيف والمكتبة الوطنية ورشة عمل في الذكاء الاصطناعي في الأرشيف: من البحث إلى التعليم، كما ناقشت أيضاً تطور وإدارة المجموعات الأرشيفية والسياسات المتبعة، والتحديات والفرص التي يحققها الوصول المفتوح إلى التحف المؤرشفة في مؤسسات التعليم الإلكتروني المفتوحة: دراسة حالة في جامعة جنوب إفريقيا.
ومن المواضيع التي حفل بها البرنامج العلمي للمؤتمر: إدخال الأرشيفات الرقمية في نظام تخزين طويل الأمد من خلال برمجيات مفتوحة المصدر مجانية في جنوب إفريقيا، ومشاركة الموارد ونمو المعرفة في المكتبات الأكاديمية في دول الخليج العربي.
وحفل برنامج المؤتمر في يومه اليوم الثاني بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية أيضاً بالطرق المتطورة في إمكانية الوصول إلى الأرشيفات في المكتبات الكلاسيكية، وسلوكيات البحث والمعالجة المعرفية للباحثين في استرجاع المعلومات الأرشيفية، وإحداث ثورة في تعليم الحفظ الرقمي، وخلق الوعي بإدارة السجلات: تسليط الضوء على حوادث الطرق في جنوب إفريقيا نموذجاً، والتحديات والحلول في تقديم الخدمات من قبل مراكز حفظ الأرشيفات الإقليمية في الصين، والأدوار التي يضطلع بها أمناء الأرشيف في إعادة توطين اللاجئين، ومنهجية مشاركة أرشيفات التاريخ الشفوي في بناء الذاكرة.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي سوف يواصل فعالياته في اليوم القادمين من نسخته السادسة عشرة بمقر جامعة السوربون أبوظبي.
تعليقات الصور
1- الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتضن فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي
2- تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الأرشيف في صلب اهتمام المؤتمر
3- من فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي
4- من الورش التي حفل بها برنامج اليوم الثاني للمؤتمر

الأرشيف والمكتبة الوطنية يستضيف فعاليات مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي
في دولة الإمارات العربية المتحدة يعقد المؤتمر دورته الـ 16
انطلقت فعاليات النسخة الـ 16 من مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية والذي يُعنى بتطوير التعليم والبحث الأرشيفي، ويهدف إلى تطوير الدراسات الأرشيفية وإدارة السجلات بما ينسجم مع معطيات المستقبل وما يشهده من تقدم في مختلف المجالات.
افتتح سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام الفعاليات بكلمة أكد فيها أن الأرشيف والمكتبة الوطنية وجامعة السوربون أبوظبي يتطلعان إلى أن يسفر هذا المؤتمر عن مزيد من الارتقاء بالدراسات الأرشيفية وتعزيز البحث العلمي الأرشيفي، وإثراء المعرفة في المجتمع.
وأضاف إلى أنه انطلاقاً من حرص الأرشيف والمكتبة الوطنية على تطبيق الذكاء الاصطناعي والعلوم الحديثة في مجال الأرشفة، واستخدام أحدث المعايير والممارسات في التوثيق والأرشفة، وتأهيل الشباب للاهتمام بذاكرة الوطن- استحدث الأرشيف والمكتبة الوطنية برامج تأهيلية وأكاديمية بالتعاون مع جامعة السوربون أبوظبي؛ بدأت بالشهادة المهنية، ثم أطلقا برنامج البكالوريوس في إدارة الوثائق والأرشيف، ودرجة الماجستير في إدارة السجلات والدراسات الأرشيفية، والتنسيق مستمر من أجل إطلاق برنامج الدكتوراه في هذا المجال قريباً؛ مشيراً إلى أن هذه الدرجات الأكاديمية تنسجم وتتكامل مع ما يهدف إليه مؤتمر معهد التعليم والبحث الأرشيفي على صعيد تطوير مجال الدراسات الأرشيفية ومناهجها، وتشجيع الأبحاث العلمية الأرشيفية، وهذا بمجمله يأتي في صميم اهتمام البرامج الأكاديمية المستحدثة بالتعاون بين الأرشيف والمكتبة الوطنية وجامعة السوربون أبوظبي.
وثمّن سعادته عالياً الدور الذي تؤديه جامعة السوربون أبوظبي على صعيد خدمة العلوم الأرشيفية وتعزيز دور الأرشيفات في حفظ تاريخ الشعوب والأمم وحاضرها واستشراف مستقبلها، وتمنى سعادته للمؤتمر التوفيق والنجاح في تحقيق أهدافه المنشودة.
وفي كلمته التي تم بثها عبر تقنية الاتصال المرئي أعرب المستشار الخاص بالأرشيف والمكتبة الوطنية ديفيد فريكرز المتحدث الرسمي في المؤتمر عن سعادته بانعقاد مثل هذا المؤتمر المتخصص في دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم ركز في أهمية الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة الوثائق والأرشيف، وحثّ على التكامل بين العاملين في التكنولوجيا والعاملين في قطاع الأرشفة لكي تكون المفاهيم موحدة، ويسهل تطبيقها مما يسفر عن نتائج طيبة ومُرضية.

الشيخ زايد بن سرور يشيد بالدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد تعزيز الولاء والانتماء
اطلع على أجندة الأرشيف والمكتبة الوطنية الحافلة بالفعاليات الوطنية
أشاد الشيخ زايد بن سرور بن محمد آل نهيان بأجندة الأرشيف والمكتبة الوطنية الحافلة بالفعاليات الوطنية التي تسهم في تعزيز الانتماء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة، وفي ترسيخ الهوية الوطنية لدى أبناء المجتمع، وتقدم للزوار صفحات مهمة من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة المجيد وتراثها العريق.
جاء ذلك أثناء زيارة قام بها إلى مقر الأرشيف والمكتبة الوطنية، حيث استقبله سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام، وقدم له تعريفاً بالأرشيف والمكتبة الوطنية وأهم ملامح الخطة الاستراتيجية التي تمتد لغاية عام 2032 والتطور الذي يشهده الأرشيف والمكتبة الوطنية في هذه المرحلة.
وأكد سعادة المدير العام أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعد لأكثر من 30 فعالية ينظم بعضها ويشارك في بعضها الآخر، واستعرض سعادته أبرز مبادرات الأرشيف والمكتبة الوطنية ومشاريعه الكبرى؛ فتطرق لموسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة التي تعدّ إنجازاً كبيراً يوثق الذاكرة الوطنية والرصيد الوثائقي والمنجز الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما تحدث عن المشاريع والمبادرات المستقبلية التي يسهم فيها داخل الدولة وخارجها.
وجال الشيخ زايد بن سرور آل نهيان في قاعة الشيخ سرور بن محمد بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية، واطلع على سير العمل في تجهيزها، وهي القاعة التي تؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ الدولة في البناء والتأسيس، واستمع لشرح مفصل عن قاعة الشيخ زايد بن سلطان التي تعد تجربة متحفيّة علمية ومبتكرة تحتضن الماضي وتوثق اليوم وتستشرف المستقبل، وهي تسخّر أحدث التقنيات المبتكرة وأساليب العرض في تقديم جوانب مما حققته دولة الإمارات من تقدم وتطور وازدهار.
واختتمت الزيارة في قاعة الشيخ محمد بن زايد حيث تابع الضيف ومرافقوه فيلماً وثائقياً يرصد محطات مهمة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.

الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم دورة تدريبية في إجراءات تحويل الوثائق داخلياً وخارجياً
ضمن سلسلة الفعاليات المتخصصة التي يقدمها للجهات الحكومية
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم دورة تدريبية في إجراءات تحويل الوثائق داخلياً وخارجياً
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية دورة تدريبية افتراضية حول إجراءات وآليات تحويل الوثائق غير النشطة داخليًا في الجهة الحكومية والوثائق التاريخية من الجهات الحكومية إلى الأرشيف والمكتبة الوطنية، وتأتي هذه الدورة استكمالاً لسلسلة الدورات التدريبية التي يقدمها الأرشيف والمكتبة الوطنية للجهات الحكومية الاتحادية.
استعرضت الدورة التدريبية التي قدمها أحمد موجب خبير الأرشفة في الأرشيف والمكتبة الوطنية – الأدوات القانونية التي تتمثل بمواد القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2008 بشأن الأرشيف والمكتبة الوطنية وتعديلاته ولائحته التنفيذية، والمقاييس الدولية ISO والتي يتم الاعتماد عليها في تنفيذ الإجراء بشكل صحيح.
وحددت الدورة أبرز الأهداف المنشودة من عملية تحويل الوثائق، وهي: نقل الوثائق غير النشطة من أماكن نشأتها، وحفظها في ظروف مناسبة في مخازن مخصصة لهذا الغرض.
وحددت أيضاً مسؤولية كل طرف في عملية تحويل الوثائق.
وتضافر الجانب النظري مع الجانب العملي في الدورة؛ حيث قدم خبير الأرشفة شرحاً مفصلاً عن إجراءات التحويل داخلياً في الجهة الحكومية من الإدارة المنشئة للوثائق إلى وحدة الوثائق في الجهة نفسها، وخارجياً من الجهة الحكومية إلى الأرشيف والمكتبة الوطنية للحفظ الدائم.
وأثناء الدورة التدريبية أكد المحاضر أن مرحلة تحويل الوثائق من الجهات الحكومية تكون في المرحلة الثالثة من عمر الوثيقة؛ حيث يتم تحويلها إلى مركز الحفظ والترميم التابع للأرشيف والمكتبة الوطنية، ويتم التدقيق عليها ثم يقوم المختصون بترميم الوثائق المتضررة أو المشرفة على التلف؛ لافتاً إلى أهمية التوعية بالأساليب الصحيحة في حفظ ذاكرة الوطن حفاظاً عليها من الهدر والضياع.
هذا واستعرضت الدورة التدريبية بالتفصيل وبالصور التوضيحية جدول تحويل الوثائق وكيفية تعبئته، والمراحل التي تمر بها عملية التحويل، ومتطلباتها، والبيانات التفصيلية المطلوبة لاسترجاعها في حال الحاجة من طرف متخذي القرار أو الموظفين أو الباحثين.

الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة في تعزيز الهوية الوطنية بالمواهب الإبداعية
في برنامج موسمه الثقافي2024
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة في تعزيز الهوية الوطنية بالمواهب الإبداعية
ضمن برنامج موسمه الثقافي 2024، نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوة متخصصة في تعزيز الهوية الوطنية بالمواهب الإبداعية، وذلك بوصفها هدفاً سامياً، وهي القوة التي تربط أفراد المجتمع، وينبغي تعزيزها بالمواهب الإبداعية وبالرموز الوطنية الإماراتية، وذلك مسؤولية الجميع، وأكدت الندوة أنه في مقدمة المبدعين يأتي قادة دولة الإمارات العربية المتحدة العظام الذين يسطرون الإنجازات الكبرى، وهم يسيرون بالوطن نحو مستقبل يكون فيه بين أكثر دول العالم تقدماً، وعلينا جميعاً أن نعمل من أجل أن يكون أولئك الرموز الذين نفخر بهم في مقدمة المبدعين الذين نعزز بسيرهم الرائدة هويتنا الوطنية لدى الأجيال.
افتتحت الندوة الأستاذة إيمان البريكي من الأرشيف والمكتبة الوطنية فأشارت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تفخر برموزها وبالمبدعين والمبتكرين من أبنائها، وأن تعزيز الهوية الوطنية بالمواهب الإبداعية إنجاز وطني بنّاء يزيد الطلبة اعتزازاً بماضيهم وفخراً بحاضرهم، ويهيئ للنشء القدوة الحسنة، ويشجعهم ويحفزهم على طريق الإبداع بما يصب في مصلحة الوطن.
شاركت في الندوة كل من السيدة أسماء إبراهيم البلوشي أخصائي تحسين تعليم في قطاع تطوير التعليم بدائرة التعليم والمعرفة، والسيدة ليندا إبراهيم ونوس مديرة مشاريع إثراء الفنون، بقطاع تمكين المواهب في دائرة التعليم والمعرفة.
استهلت السيدة أسماء إبراهيم البلوشي الندوة بحديثها عن دور القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة المحوري على صعيد تعزيز الهوية الوطنية عبر مبادراتها ومشاريعها التي تهدف إلى ترسيخ القيم الوطنية والثقافية.
ثم تطرقت إلى أسباب قلة وعي النشء بالهوية الوطنية، وأعادتها إلى التأثيرات الخارجية، وقلة التوعية، وقلة الأنشطة الموجهة، وأكدت أهمية توعية الأبناء بالهوية الوطنية بالتركيز على التاريخ المجيد، والثقافة والتقاليد العريقة، والحفاظ على اللغة العربية، والقيم والمبادئ والرموز الوطنية، ثم تناولت العناصر الأساسية لتوعية الجيل بالهوية الوطنية؛ فركزت في القصة المصورة “أنا من الإمارات” التي تعرّف الأطفال بالإمارات ومعالمها التاريخية، ثم سلسلة “هويتي سر حضارتي” التي تتضمن قصصاً تراثية عن الهوية الوطنية الإماراتية، وقصة “أنا إماراتي” التي تهدف إلى تعليم الأطفال أسماء الإمارات السبع، وما تشتهر به كل إمارة.
وتحدثت البلوشي عن تقييم الهوية الوطنية في المدارس الخاصة، وعن قصة مبادرة مجالس الأحياء المبتكرة ودورها الكبير في تعزيز الهوية لدى الطلبة، وعن منهج السنع وغيره.
بعد ذلك سلطت السيدة ليندا ونوس الضوء على برنامج الهوية الوطنية في الفنون “وطني إبداعي” والذي تكمن أهميته في الفنون بوصفها مرآة ثقافية تعكس التقاليد والتراث والقيم الإماراتية، كما يعزز الشعور بالانتماء للوطن.
وأشارت إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى تعزيز مفهوم الهوية الوطنية لدى الطلبة، ويرسخ فهم الطالب بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وقيمها وثقافتها، ويعرض مهارات الطلبة الفنية، وأشارت أنه للبرنامج محاور عديدة منها: الفنون الجميلة، والفنون الأدائية، والفنون الأدبية، والحرف والفنون التراثية، والفنون الرقمية.
وتحدثت ونوس عن مبادرات البرنامج وما يقدمه للطلبة، وأشارت إلى أن العديد من المبدعين الإماراتيين شاركوا فيه، وفي مقدمتهم: نجاة مكي، وعبيد سرور، وعزة القبيسي، ومحمد الاستاد، وغيرهم… وغيرهم.
والجدير بالذكر أن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد نظم العديد من البرامج والمبادرات التي تعزز المواهب الإبداعية للطلبة في الكتابة والمسرح وغيرهما، والتي من شأنها تعزيز الهوية الوطنية.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يرسم خريطة واضحة لإنشاء مكتبة متخصصة بالتراث الشعبي الإماراتي
الأرشيف والمكتبة الوطنية يرسم خريطة واضحة لإنشاء مكتبة متخصصة بالتراث الشعبي الإماراتي
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة افتراضية حول بناء المجموعات المكتبية الخاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها الشعبي، وذلك تكاملاً مع الجهود التي يبذلها في بناء مجموعات المكتبة الوطنية، وانطلاقاً من اهتمامه بإثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها.
وقد أكدت المحاضرة التي قدمها سعادة فهد المعمري رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات- أن المكتبات وما تحويه من أرفف تضم عشرات الآلاف من العناوين المتنوعة في كافة العلوم والمعارف بتصنيفات مختلفة، وبناء المجموعات في كل مكتبة يعتمد على السياسة الموضوعة لتنمية المجموعات، ومنها بناء مجموعات خاصة لدولة الإمارات والتراث الشعبي.
وركزت المحاضرة على أهمية التراث الشعبي الإماراتي، وتوفير المحتوى الإماراتي في هذا المجال تحت سقف واحد؛ ليكون مرجعاً محفوظاً للباحثين، وبمتناول أيادي الجميع.
هذا وتضمنت المحاضرة المحاور التالية: أهمية مكتبة التراث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبناء المجموعات الخاصة بكتب دولة الإمارات، وموروث الثقافة الشعبية، وبيبلوغرافيا التراث في مكتبة التراث الشعبي، ودور الصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية والإذاعية في بناء المجموعات.
وعن أهمية مكتبة التراث الشعبي قال المعمري: إنها الوعاء المعرفي الكبير للتراث، الذي يضم آلاف الصفحات التي تُعنى بكل أطياف وأشكال التراث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن وجود مكتبة مختصة بالتراث يثري حجم المادة المطبوعة المتواجدة في مكان واحد، وتسهل على الباحثين الوصول إلى المراجع والمصادر المطلوبة، ومن جهة أخرى فمكتبة التراث تشكل النواة الأولى لكتاب التراث الشعبي، وبداية نمو المعارف والعلوم الخاصة به لدى المهتمين والمختصين، وتطرّق إلى تصنيفات التراث الشعبي في المكتبة المتكاملة التي ترفد روادها بجميع المعارف في مجال التراث الشعبي الإماراتي، وذكر أكثر من أربعين تصنيفاً في ببلوغرافيا مكتبة التراث الشعبي الإماراتي، ذلك إلى جانب الموسوعات التراثية، وذكر المحاضر أساليب وسبل جمع التراث الشعبي الإماراتي المتوفر في المكتبات بأنواعها، وفي وسائل الإعلام وغيرها.
وقال السيد حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف والمكتبة الوطنية: إن ما قدمه الأستاذ فهد المعمري يوضح معالم الطريق أمامنا في سبيل بناء مجموعات خاصة في جميع التصنيفات، وكل تصنيف على حدة، ولكن على أن نربط بشكل علمي بين مقتنيات المكتبات داخل الدولة، حتى لا تتكرر المراجع والمصادر في جميع المكتبات فتأخذ حيزاً كبيراً على حساب غيرها في التخصص نفسه أو في غيره من التخصصات، وسيكون ذلك تحت إشراف المكتبة الوطنية.
وأضاف: إنني أثمن عالياً جهود الأستاذ المعمري في رسم الخريطة الملائمة تماماً لمكتبة التراث الشعبي الإماراتي، وهذا ينمّ عن حسه الوطني العالي تجاه تراثنا الشعبي الذي يعد جزءاً من هويتنا، وهو موروثنا الثقافي الذي نفتخر به، وعلينا حفظه للأجيال القادمة، وتيسير الوصول إليه وإتاحته للباحثين والمختصين لأنه الجزء المهم في إثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء على جزيرة دلما.. ماضيها العريق وحاضرها الزاهر
الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء على جزيرة دلما.. ماضيها العريق وحاضرها الزاهر
استعرض الأرشيف والمكتبة الوطنية جوانب في تاريخ جزيرة دلما أكد فيها أنها من أقدم المواقع التي استوطنها البشر في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويرجح أنها كانت آهلة منذ ما يقارب 7000 عام، وهذا ما أكدته الاكتشافات الأثرية التي عثر عليها في الجزيرة.
وبعد أن تحدثت المحاضرة الافتراضية التي قدمتها الأستاذة شرينه سعيد القبيسي عن موقع الجزيرة في جهة الغرب من إمارة أبوظبي في الخليج العربي، وأن الجزيرة قد اشتهرت في الماضي بإنتاجها الغزير من اللؤلؤ نظراً لقربها من مغاصات اللؤلؤ؛ حتى أن عدد سكانها كان يتزايد في موسم الغوص؛ حيث ينضم إليها القائمون على سفن الغوص وتجارة اللؤلؤ، واشتهرت كمركز تجاري هام.
وعرضت المحاضرة مجموعة من الصور لبعض المناطق في الجزيرة، وسبب تسمية الجزيرة، وأول ذكر لها في الكتب والوثائق، ثم قدمت شرحاً مفصلاً لأهمية جزيرة دلما التي كانت مركزاً تجارياً للؤلؤ، وتتوفر فيها المياه العذبة، ويستخرج منها المغر (أكسيد الحديد)، ثم ذكرت الأحداث التاريخية التي حدثت على أرض الجزيرة، ووثقتها المرويات الشفاهية، ومنها الأوبئة والأمراض وكيفية تعامل أهل الجزيرة مع هذه الحالات كالإصابة بالجدري، وتعرض الجزيرة لأسراب الجراد.
وسلطت المحاضرة الضوء على أهم المباني الأثرية في الجزيرة كالمساجد والبيوت، واختتمت المحاضرة بما لاقته جزيرة دلما من اهتمام القيادة الرشيدة؛ حيث أضحت مدينة كاملة الخدمات من جميع النواحي ومن ضمنها الاهتمام بالآثار، وترميم المباني التراثية، وتزويدها بالمرافق الصحية والتعليمية، وقد أعيد افتتاح متحف دلما التاريخي عام 2023، وتشهد الجزيرة مهرجاناً تراثياً سنوياً.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يواصل التحضيرات اللازمة للنسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للتاريخ الشفاهي.
مشاركون من دولة الإمارات العربية المتحدة وأمريكا وأستراليا والبرازيل
الأرشيف والمكتبة الوطنية يواصل التحضيرات اللازمة للنسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للتاريخ الشفاهي.
يواصل الأرشيف والمكتبة الوطنية التحضيرات التي يتطلبها مؤتمر الإمارات الدولي الثالث للتاريخ الشفاهي “مرويات” والذي ينعقد في 11 نوفمبر 2024 تحت شعار: “ذاكرتهم تاريخنا.. مناهج الاستدامة وحفظ المعرفة في التاريخ الشفاهي”، بحضور مشاركين من إحدى عشرة دولة، ويأتي هذا المؤتمر ليتكامل مع النسختين السابقتين فيسلط الضوء على أهمية التاريخ الشفاهي كوسيلة ذات منهجية فعّالة لتسجيل وتدوين وحفظ الذاكرة الشخصية وما شهده الراوي أو عاصره من أحداث تاريخية طواها الزمن، وبذلك فإن التاريخ الشفاهي يعدّ مصدراً مهماً في رصده للأحداث التي غابت عن التاريخ المكتوب والروايات الشفاهية من أهم مصادر تاريخ الأمم والشعوب.
يشارك في النسخة الثالثة من مؤتمر الإمارات الدولي الثالث للتاريخ الشفاهي باحثون وخبراء أعدوا بحوثاً متخصصة، وأوراق عمل في المحاور التالية: “اللؤلؤ.. مصدر الغموض والصفوة والجاذبية”، و”التعلم والإرث المتبادل بين الأجيال”، و”ارتباط الهوية الوطنية والتراث بالموسيقى الشعبية”، و”مناهج استدامة التاريخ الشفاهي.. نماذج من ثلاث دول”.
وعن النسخة الثالثة من مؤتمر الإمارات الدولي الثالث للتاريخ الشفاهي، قال سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية: “لقد أثبت مؤتمر الإمارات الدولي للتاريخ الشفاهي أهميته العلمية والثقافية، لذلك فإننا حريصون على أن يواصل انعقاده سنوياً، وقد اعتمد الأرشيف والمكتبة الوطنية على مرويات كبار المواطنين والمقيمين في استكمال الصفحات والفجوات التي غابت عن تاريخ الإمارات المكتوب، وغنيٌ عن البيان أن مقابلات التاريخ الشفاهي الثرية بالمعلومات التاريخية الدقيقة قد وثقت مراحل تطور الدولة، ولذا فإن النسخة الثالثة من المؤتمر تعد إضافة مهمة لأنها تؤكد أهمية الدور الوطني الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية في تدوينه لوقائع الحياة في الماضي وإتاحتها للباحثين والطلبة وحفظها للأجيال حتى يعرفوا ماضيهم ويسيروا بثقةٍ وثباتٍ نحو المستقبل”.
وأضاف: إننا ونحن نحتفي سنوياً بتنظيم مؤتمر الإمارات الدولي للتاريخ الشفاهي نؤكد أن هذا الاحتفال تتويج لما حققناه على مدار عام كامل في هذا الميدان، ولعلّ ما يؤكد ذلك في النسخة الحالية أنها تشهد إطلاق المجلد الرابع من سلسلة “ذاكرتهم تاريخنا”، وجميعنا يعلم أن هذه السلسلة هي حصيلة توثيق المرويات الشفاهية وتحويلها من صيغة اللامادية إلى الكتابة الرصينة التي تجعلها مرجعاً يعتمد عليه الباحثون في التاريخ والتراث الثقافي، وقد استطاع المؤتمر أن يبرز أهمية التاريخ الشفاهي ودوره في إثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها.
وأكد سعادته أن الأرشيف والمكتبة الوطنية حريص على استدامة عناصر الهوية الوطنية، ومرويات التاريخ الشفاهي تعمّق فهم النشء لتاريخ الإمارات وتراثها العريق مصدر فخرنا واعتزازنا.
ومن جانبها لفتت الدكتورة عائشة بالخير، رئيسة فريق التاريخ الشفاهي واللجنة المنظمة للمؤتمر إلى أهمية هذا الحدث، قائلة: لقد أصبح مؤتمر الإمارات الدولي للتاريخ الشفاهي من المؤتمرات السنوية التي يحرص الأكاديميون والباحثون على المشاركة فيه، وحضوره للاستفادة من معارف الخبراء والمختصين، ولاكتساب المهارات التقنية، والاطلاع على أفضل الممارسات والتجارب والمعايير المعمول بها دولياً، ومعرفة الحقوق والواجبات والمنهجيات الفعالة.
ومما يزيد في أهمية هذا المؤتمر الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية دوره على صعيد الخدمة المجتمعية؛ إذ يُسهم في نشر ثقافة التدوين والمحافظة على الوثائق، كما يدعم رفع مستوى الوعي الخاص بمعالجة المعلومات وكيفية فرزها وتحليلها وكتابتها حتى تتحقق استدامة الاستفادة منها في المستقبل.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض دور الترجمة في تعزيز القيم الإنسانية ودعم الحوار الحضاري
الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض دور الترجمة في تعزيز القيم الإنسانية ودعم الحوار الحضاري
ضمن مشروعه “ترجمات”، وبرؤية معاصرة استعرض الأرشيف والمكتبة الوطنية دور الترجمة في تعزيز القيم الإنسانية ودعم الحوار الحضاري، منذ بدايات اهتمام العرب بحركة الترجمة في العصر العباسي، وإسهاماتها في تأصيل منظومة القيم الإنسانية وتعزيز ثقافة حوار الحضارات بين الغرب والشرق، وكشف عن تغلغل القيم الإنسانية الغربية التي تمخضت عنها عمليات الترجمة والنقل داخل نسيج الأدب العربي.
وأكد البروفيسور صديق جوهر خبير الترجمة في الأرشيف والمكتبة الوطنية الذي أمعن في تاريخ الترجمة وواقعها الحالي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبذل جهوداً جبارة على صعيد مدّ جسور التواصل الثقافي والحضاري والإنساني بين الشعوب والحضارات معتمدة على أقوى هذه الجسور وهي الترجمة لما لها من دور في إثراء الحوار الحضاري بين الشرق والغرب.
وأشار في المحاضرة -التي نظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية بعنوان: ” دور الترجمة في تعزيز القيم الإنسانية والحضارية: رؤية معاصرة”- إلى دور الأرشيف والمكتبة الوطنية على هذا الصعيد وعبر ما يقدمه في مؤتمر الترجمة الذي ينظمه سنوياً، وفي الإصدارات والبحوث المتخصصة التي يترجمها ويثري به مجتمعات المعرفة وهذا يأتي في إطار رسالة الأرشيف والمكتبة الوطنية في هذه المرحلة.
وأكدت المحاضرة أن حركة الترجمة قد شكلت رافداً من روافد الفكر الإنساني العابر للثقافات والحدود، وهي تشكل رسالة مثاقفة وحوار وبناء جسور بين الحضارات والثقافات؛ فالترجمة لم تعد مجرد مسألة أسلوبية ولغوية وإنما صارت مسألة حضارية وثقافية لا يمكن بدونها الانفتاح على الآخر.
واستعرضت المحاضرة -التي أقيمت في قاعة الشيخ محمد بن زايد بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية- أهمية الترجمة في التاريخ العربي الإسلامي؛ مشيرة إلى أن الترجمة في العالم العربي ليست ظاهرة حديثة ولكنها متجذرة بعمق في الثقافة والتاريخ، فقد سبق للجاحظ أن تحدث عن أساسيات الترجمة، وسمات المترجم البارع مؤكداً أهمية إلمام المترجم باللغتين المنقول منها والمنقول إليها.
وسلط البروفيسور جوهر الضوء على أهمية الترجمة في حوار الحضارات، وعندما جاء المستعمر الغربي إلى بلاد الشرق كانت النظرة مزدوجة إلى الغرب المستعمر بين كراهية جبروته العسكري والإعجاب بمنجزاته الحضارية، ولذلك كان هناك حواراً حضارياً؛ إذ تأثر أدب الحداثة العربي بترجمة الآداب الأوربية إلى العربية، ولذلك فقد تلاشى العداء للغرب، وتم استبدالها بالميل للمشاركة في المشروع الثقافي الغربي وذلك بفضل الترجمة، وبفضلها أيضاً تمكن شعراء الحداثة العرب من الاطلاع على التراث الأدبي الأوروبي الذي انعكس على أشعار بدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي، وصلاح عبد الصبور، ومحمد الماغوط، وأدونيس، ومحمد مصطفى بدوي وغيرهم، وعلى سبيل المثال فقد شكلت ملحمة “الأرض الخراب” للشاعر تي إس إليوت رافداً إبداعياً للإلهام.
واختتمت المحاضرة بتأكيد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقود في هذه المرحلة أكبر حركة ترجمة معرفية تبتغي منها النهوض بالعمل الثقافي وتعزيز الانفتاح على ثقافات الشعوب، وهذا ما يسفر عن تأصيل منظومة القيم الإنسانية وتعزيز ثقافة حوار الحضارات.

الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء على تطور التعليم في الدولة وسبل استدامته
أكد أن مسيرة التعليم في الإمارات أنموذج يحتذى في المنطقة والعالم
الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء على تطور التعليم في الدولة وسبل استدامته
تزامناً مع بدايات العام الدراسي استعرض الأرشيف والمكتبة الوطنية أبرز وأهم الإنجازات في مسيرة التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لأنها من الدول الرائدة في تطوير النظام التعليمي عربياً، وقد حققت مسيرة التعليم قفزات نوعية كان أولى ثمارها جودة التعليم بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية الوطنية التي تسهم في بناء اقتصاد معرفي مستدام، وتعزيز قدرات الأجيال لمواكبة متطلبات المستقبل.
وجاءت المحاضرة التي قدمها الأستاذ الدكتور لبيب أحمد بصول أستاذ العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة خليفة- انطلاقاً من اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالعملية التعليمية، وبوصفه شريكاً استراتيجياً في التنشئة الوطنية السليمة للأجيال، وهو يسهم بباقته التعليمية الوطنية في تعزيز الانتماء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة وترسيخ الهوية الوطنية لدى النشء.
انطلقت المحاضرة من الاهتمام المبكر الذي حظي به التعليم، ثم تحول إلى التطور التاريخي للتعليم في الدولة، وتطوير البنية التحتية التعليمية.
وسلطت المحاضرة الضوء على التعليم الذكي، وتطوير المناهج والابتكار التعليمي، ومواكبة الثورة الرابعة، وبرامج التعاون الدولي، والتعليم الفني والمهني، والاستدامة في التعليم والاستعداد للمستقبل، ورؤية الإمارات للتعليم 2030.
هذا وقد أكدت المحاضرة على اهتمام الدولة بالتعليم المبكر بتوفير المناهج المبتكرة والبرامج التعليمية التي تسهم في تنمية مهارات الأطفال، ونوهت أيضاً إلى ما شهدته المرحلة الحالية من استثمار في المدارس والجامعات؛ حيث أنشئت المدارس وتم تطوير الحكومية والخاصة منها، وتمت توسعة الجامعات وفق أعلى المعايير العالمية، وقد تم تزويدها بأحدث التقنيات التعليمية.
وأشار المحاضر إلى أن دولة الإمارات من أوائل الدول التي تبنت مفهوم التعليم الذكي، وهي تعمل باستمرار على تحديث المناهج الدراسية وفق أحدث المعايير الدولية، وفي الوقت نفسه تشجع البحث العلمي في الجامعات، وتطلق مختبرات الابتكار في المدارس والمؤسسات الأكاديمية، وقد تبنت الدولة تعليم الطلبة على سبل التعامل والاستفادة من مفرزات الثورة الصناعية الرابعة من ذكاء اصطناعي وروبوتات في المناهج الدراسية.
ودعمت المحاضرة ما قدمته من معلومات بالأدلة والبراهين الواقعية كتأسيس الجامعات عالية المستوى، وتعزيز التعليم المهني والتقني، وبرامج التدريب العملي.
وحول مبادرات الاستدامة في التعليم، أشارت المحاضرة إلى مساعي الإمارات من أجل إدماج مفاهيم الاستدامة في النظام التعليمي مما يعزز من وعي الطلبة بأهمية الحفاظ على البيئة وتطوير الحلول المستدامة، وتطبيق مبادرات التعليم الأخضر بإنشاء مدارس وجامعات صديقة للبيئة، كما تم دمج الاستدامة في المناهج، وإعداد الطلبة لكي يستطيعوا مواكبة المستقبل.
ولفتت المحاضرة التي أقيمت في قاعة الشيخ محمد بن زايد بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية- إلى أن التعليم في دولة الإمارات ليس مقتصراً على فئة معينة وإنما هو شامل للجميع؛ فالمرأة لها حقها بالتعليم بالمساواة مع الرجل، وكذلك حصل أصحاب الهمم على حصتهم من الاهتمام فتم تخصيص برامج تعليمية متكاملة لهم.
واختتمت المحاضرة بمبادرات الحكومة الاتحادية على صعيد التعليم؛ كمبادرة الإمارات للتعليم المستمر، ومبادرات القراءة للجميع، وتعزيز جودة التعليم ودعم البحث العلمي، وتحفيز الابتكار.
وأكدت المحاضرة أن الإنجازات التعليمية لدولة الإمارات جعلت من مسيرة التعليم إنموذجاً يحتذى به في المنطقة والعالم، حيث نجحت الدولة في تحقيق تقدم ملموس في مختلف الجوانب العملية التعليمية واستدامتها، وذلك إيماناً من الدولة وقيادتها بأن التعليم ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة، وهو محور رئيسي لرؤية الإمارات 2071 التي تسعى على جعل الإمارات من أفضل دول العالم في التعليم والبحث العلمي.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية قد أصدر كتاب “تطور التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة” الذي يوثق التعليم المبكر في الدولة في الفترة من1904-1971، ويسهم الأرشيف والمكتبة الوطنية بجهوده في هذا المجال وغيره مستهدفاً إثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها.

الأرشيف والمكتبة الوطنية قدم لرواد المعرض محتوى تاريخي نادر في ميادين الصيد والفروسية
شارك بمحاضرتين متخصصتين في المعرض
الأرشيف والمكتبة الوطنية قدم لرواد المعرض محتوى تاريخي نادر في ميادين الصيد والفروسية
لاقت مشاركة الأرشيف والمكتبة الوطنية في الدورة2024 التي تعد الأكبر في تاريخ المعرض الدولي للصيد والفروسية إقبالاً مميزاً، حيث شدت منصته رواد المعرض إلى مقتنياتها من الصور التاريخية التي عكست اهتمام سمو الشيوخ الكرام بالرياضات التراثية، وحرصهم على المشاركة فيها، ومشاركاتهم في رحلات القنص وسباقات الخيول.
هذا وتعد جميع الصور والأفلام الوثائقية التي تعرضها المنصة من الكنوز التاريخية التي يحتفظ بها أرشيف الصور وأرشيف الرئاسة في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وقد قدم هذا المحتوى الثري البعد التاريخي لرياضات الصيد والفروسية في هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، وأَبرَزَ اهتمام القيادة الرشيدة باستدامة التراث الإماراتي العريق في نفوس الأجيال.
وعرضت المنصة للزوار أبرز إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية التي تطرقت إلى اهتمام المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- بالصيد والفروسية، واهتمام أبناء الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج بهذه الرياضات التراثية العريقة.
وعلى صعيد آخر فقد شارك محاضرون من الأرشيف والمكتبة الوطنية في تقديم محاضرات متخصصة -على منصة المعرفة في المعرض- ذات صلة باهتمامات المعرض واختصاصاته، وبهذا الصدد قدمت الأستاذة فاطمة المزروعي رئيس قسم الأرشيفات محاضرة بعنوان “الشيخ زايد والصقور في كتابات الرحالة الأجانب” تضمنت عرضاً تفصيلياً لما ورد في العديد من الكتابات الاجنبية للرحالة الاجانب الذين وصلوا إلى الإمارات في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ومن أمثال الرحالة الذين وصفوا رحلات الصيد بالصقور لدى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- أمثال: روجر ابتون، وويلفرد ثيسجر(مبارك بن لندن) وكلود موريس، ورونالد كودراي.. وغيرهم.
واعتمدت المحاضرة على الصور والوثائق والصحف التي وثقت زيارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى باكستان، واهتمامه -طيب الله ثراه- بالصيد المستدام وبتعزيز مفهوم الاستدامة في الصيد بالصقور، واستعرضت بعض ما كتبه الرحالة الأجانب في يومياتهم الخاصة عن الشيخ زايد واهتمامه بالصيد بالصقور، ومهاراته في التعامل مع القنص ومعرفته بأمور الطير.
وقدم الأستاذ سعيد السويدي خبير الأنساب في الأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرة بعنوان: “العاديات في الموروث الشعبي” تطرق فيها إلى أسماء بعض خيول آل نهيان الكرام، ومنها “المرادي” حصان الشيخ خليفة بن شخبوط حاكم أبوظبي (1833 – 1845)، وربدان، وبنت المرادي، والكحيلة، والعبيّة للشيخ زايد بن خليفة آل نهيان حاكم أبوظبي في الفترة من 1855-1905م.
وسلط الضوء على ذكر الخيل في الشعر الشعبي، وذكر أسماء بعض خيول آل مكتوم الكرام ومنها “الصهّال” حصان الشيخ راشد بن مكتوم حاكم دبي، وذكر أيضاً بعض أسماء بعض ملّاك الخيول في إمارتي: أبوظبي ودبي، وسرد المحاضر قصصاً عن علاقة المرأة الإماراتية بالخيول قديماً.
ويذكر أن المحاضرتين كانتا بالتنسيق مع جمعية الإمارات للخيول العربية، ونادي صقاري الإمارات، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض.