
لأرشيف الوطني يبدأ سلسلة ورش عمل حول مشروع زايد في 100حكاية
ضمن مبادرة "المئة" وإسهاماً في تعزيز بناء شخصية الطالب وتأصيل قيمه الأخلاقية
الأرشيف الوطني يبدأ سلسلة ورش عمل حول مشروع زايد في 100حكاية
في إطار الإعداد للمبادرة الوطنية التعليمية "زايد 100 حكاية" والتي تأتي ضمن مبادرة "المئة" الوطنية التي أطلقها الأرشيف الوطني احتفاء بعام زايد، وفي سياق الدورة الخامسة من مشروعه "نادي المؤرخين الطلابي" التي تهتم بالتعريف بالقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- بدأ الأرشيف الوطني بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم سلسلة ورش عمل لطلبة المدارس للتعريف بالمعايير الواجب توافرها في الحكايات التي يقدمها الطلبة ضمن هذه المبادرة الوطنية التعليمية.
وتهدف هذه المبادرة الوطنية التعليمية "زايد 100 حكاية" والتي تعد إحدى ثمار مبادرة الأرشيف الوطني "المئة" إلى تعزيز الانتماء للوطن والولاء للقيادة، وبناء شخصية الطالب، وتأصيل القيم الأخلاقية والمبادئ السامية لديه، ودعمه بأساليب ومنهجية البحث العلمي والكتابة الوطنية.
ويؤكد الأرشيف الوطني عبر هذه المبادرة الوطنية التعليمية أهمية إبراز جهود وإنجازات وقيم الباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإلى فتح صفحات جديدة من تاريخ دولة الإمارات، وهذا بمجمله كفيل بتعزيز القيم الوطنية والسلوكية، والقيم المعرفية والمجتمعية لدى طلبة المدارس الذين يتابعون مسيرة الغد في بناء الوطن ونهضته وحفظ مكتسباته.
ويقوم طلبة المدارس في إطار هذه المبادرة بإعداد مادة قصصية عن القائد المؤسس، يعرضون فيها معارفهم والحكايات التي تعرفوا عليها عن الشيخ زايد ين سلطان آل نهيان في قراءاتهم المتعمقة، ولقاءات التاريخ الشفاهي، والدورات والأنشطة والفعاليات التي يقدمها الأرشيف الوطني.
وتعمل ورش العمل - التي ينفذها خبراء ومختصون من الأرشيف الوطني بمقره وفي بعض المدارس في الدولة – على توعية الطلبة بضرورة الاهتمام بالشخصية المحورية للقصة (شخصية المغفور له –بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان) وتوافر عناصر بناء القصة، وتوازن الأحداث في المادة التي يقدمها الطالب، وتدعيمها بالقيم الأخلاقية والوطنية، وأن تكون مكتوبة بلغة سليمة وبأسلوب جذاب، وغير ذلك من متطلبات العمل القصصي الناجح.
وتقدم ورش العمل للطلبة المشاركين فيها أيضاً معايير المشاركة بقصص هذه المبادرة التي يتنافس فيها عدد كبير جداً من الطلاب والطالبات من الصف الثامن وحتى الصف الثاني عشر في مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقدم لهم أيضاً تدريب وتطبيق عملي في الكتابة القصصية الناجحة، وأساليبها، ومدى تداخل الواقع مع الخيال فيها، وتعرّف ورش العمل الطلبة أيضاً على التاريخ الشفاهي كمنهج بحث يعنى بدراسة الماضي من خلال الكلمة المحكية، والمحفوظة في الذاكرة والمنقولة شفهياً، وتعرفهم بدور التاريخ الشفاهي في حفظ تاريخ دولة الإمارات وتراثها، ومدى الاستفادة من التاريخ الشفاهي في كتابة القصص التي يشارك بها الطلبة في هذه المبادرة الوطنية التعليمية.
الجدير بالذكر أن عدداً كبيراً من الطلبة المشاركين قد قاموا بزيارة مقر الأرشيف الوطني لكي يثروا معارفهم بمعلومات مهمة عن تاريخ الإمارات، وعن سيرة الباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وقد بدأت زيارتهم بجولة تعريفية في قاعة الشيخ زايد التي تعدّ معرضاً دائماً يضم مجموعة من المخطوطات والوثائق، والصور والخرائط التي تعرّف بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد اطلعوا فيها على ماضي الإمارات قبل قيام الاتحاد ثم بناء الدولة، وقيام الاتحاد، وزار الطلبة مكتبة الإمارات وهي مكتبة بحثية متخصصة، وجزء من البرنامج العلمي والبحثي للأرشيف الوطني، وقد استفاد الطلبة من المصادر والمراجع التي تتناول بالتفصيل تاريخ دولة الإمارات، والدور الذي قام به الشيخ زايد بن سلطان من أجل إنشاء الدولة وقيام اتحادها الميمون، ومن أجل رفاه شعبها والمقيمين على أرضها الطيبة، كما زار الطلبة أيضاً قاعة إسعاد المتعاملين المخصصة لاستقبال الباحثين والطلبة، وهي تضم أحدث الأجهزة والبرمجيات التي تسهّل عليهم عملية البحث عن تراث دولة الإمارات ومنطقة الخليج وتاريخهما، والوصول إليها في السجلات والوثائق التاريخية التي يقتنيها الأرشيف الوطني، وتابع الطلبة لدى زيارتهم فيلماً وثائقياً ثلاثي الأبعاد عن الإمارات في الماضي والحاضر في قاعة الشيخ محمد بن زايد للواقع الافتراضي.

لأرشيف الوطني ينظم كرنفال “الإمارات تقرأ.. الإمارات ترتقي” بالتعاون مع “التربية والتعليم”
بالتزامن مع عام زايد وشهر القراءة
الأرشيف الوطني ينظم كرنفال "الإمارات تقرأ.. الإمارات ترتقي" بالتعاون مع "التربية والتعليم"
في إطار مبادرة الـ (المئة) التي أطلقها الأرشيف الوطني احتفاء بعام زايد قام الأرشيف الوطني بتنظيم كرنفال وطني تحت شعار "الإمارات تقرأ .. الإمارات ترتقي" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ويجوب الكرنفال عدداً من إمارات الدولة ومناطقها، انطلاقاً من أبوظبي والعين والظفرة، وصولاً إلى دبي والشارقة ورأس الخيمة، ويستهدف الأرشيف الوطني من هذه الفعالية تحقيق رؤيته الوطنية المنشودة من مبادرة "المئة" التي أطلقها احتفاء بعام زايد، والتي تؤكد على دوره في إطلاع الأجيال على إرث القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه- لكي يستخلص الجيل الجديد منه الدروس والعِبر ويواصلوا بناء الوطن في ظل قيادتنا الحكيمة.
ويركز الأرشيف الوطني اهتمامه في إنجاز مشاريع مبادرة "المئة" الخاصة بالطلبة حرصاً منه على ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة في نفوس أبناء الوطن، وليكون كل مشروع من مشاريع مبادرة الـ "المئة" حلقة في سلسلة الإنجازات الثقافية والفكرية والمعرفية التي أطلقها في عام زايد، وتعبيراً عن اهتمامه بإرث القائد المؤسس الذي اهتمّ ببناء الإنسان أساس النهضة والتطور والنجاح.
ويتضمن الكرنفال الذي ينظمه الأرشيف الوطني، ويستفيد منه طلبة المدارس عدداً من الفقرات الاحتفالية التي تتمثل في الورش القرائية، ولعبة "الألواح الجماعية" المبتكرة، ويتم توزيع الهدايات أثناء الفعاليات، ويتخطى الأرشيف الوطني ذلك إلى التركيز في مواهب الطلبة، كموهبة القراءة الجهرية والإلقاء، وموهبة رواية القصة، وموهبة التمثيل حيث يقوم الطلبة بتمثيل شخوص القصص التي يقومون بقراءتها.
ويُولي الأرشيف الوطني القراءة أهمية كبيرة لاهتمامه بالتنشئة الوطنية للطلبة، ومن كون القراءة هي أساس الثقافة التي يحتاجها كل طالب، فهي أساس العلم، وتُبنى عليها الحضارات، وهي وسيلة غرس مفاهيم المواطنة الصالحة الإيجابية في نفوس الجيل.
ويضع الأرشيف الوطني كتاب (زايد من التحدي إلى الاتحاد) وغيره من الكتب التي أصدرها الأرشيف الوطني والتي توثق جوانب من السيرة العطرة للقائد المؤسس –رحمه الله- في مقدمة الكتب التي يجعل منها المادة القرائية للطلبة، وذلك لتعريف النشء بقيم القائد المؤسس ومآثره، ولتعزيز الولاء للقيادة الحكيمة والانتماء للوطن في نفوسهم.
ويذكر أن فعاليات كرنفال "الإمارات تقرأ .. الإمارات ترتقي" تأتي ضمن مبادرة (المئة) التي أطلقها الأرشيف الوطني، والتي تستهدف ترسيخ قيم عام زايد؛ بحيث تأتي المبادرة انسجاماً مع أهداف الأرشيف الوطني ورسالته ومهامه الأساسية، وسيتم إلقاء الضوء على إنجازات الشيخ زايد، وسيتعرف الجيل الحالي على ما قدمه زايد –رحمه الله - دون كللٍ أو مللٍ على صعيد بناء الدولة والارتقاء بأبناء المجتمع، وتشييد صرح الاتحاد.
ويضع الأرشيف الوطني الطلبة في مقدمة شرائح المجتمع التي ستستفيد من مبادرة (المئة) إذ يوجّه الكثير من فعاليات هذه المبادرة لتثقيفهم وتوعيتهم بتاريخ الإمارات وتراثها، وليفتح أمامهم صفحات من أمجاد القائد المؤسس ما يعزز في نفوسهم حب الوطن والولاء لقيادته الحكيمة.
وتجدر الإشارة إلى أن الكرنفال يبدأ من أبوظبي في مطلع مارس 2018، ويكون في كورنيش القواسم برأس الخيمة في السادس من مارس، وفي مبزرة العين في 11مارس، وفي حديقة المرفأ بالظفرة 18مارس، وفي "دبي للتصميم" بدبي 25مارس، وفي كورنيش كلباء بالشارقة 29مارس.

الأرشيف الوطني يستقبل وفداً سعودياً رفيعاً
اطلع على أجندته ودوره الوطني في إطار حفظ ذاكرة الوطن وإتاحتها
الأرشيف الوطني يستقبل وفداً سعودياً رفيعاً
استقبل الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وفداً سعودياً رفيعاً برئاسة صاحب السمو الأمير سلطان بن فهد بن ناصر آل سعود مستشار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، واستهدفت الزيارة الاطلاع على الوثائق التاريخية التي يحتفظ بها الأرشيف الوطني، والتي توثق تاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة شبه الجزيرة العربية وإتاحتها للباحثين في تاريخ الإمارات والمنطقة.
رافق سموه أثناء جولته في مرافق الأرشيف الوطني سعادة ماجد المهيري المدير التنفيذي، وسعادة الدكتور عبد العزيز الريسي مستشار التطوير الإداري، وقد استمع سموه إلى شرح مفصل عن الوثائق والسجلات التاريخية واطلع على الدور الوطني الذي يؤديه الأرشيف الوطني في جمع ذاكرة الوطن وحفظها للأجيال.
وبعد أن اطلع صاحب السمو الأمير سلطان بن فهد بن ناصر آل سعود على الأرشيف الخاص بالصور والوثائق التاريخية التي تبرز دور المغفور له –بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ودوره القيادي في تشييد صرح الاتحاد وبناء دولة الإمارات، وعلى أجندة الفعاليات والأنشطة التي ينظمها الأرشيف الوطني- أشاد سموه بالدور الذي يؤديه الأرشيف الوطني على صعيد الحفظ والتوثيق والأرشفة، وبحث مع إدارة الأرشيف الوطني سبل التعاون وتبادل الخبرات في المجالات والاهتمامات المشتركة.
الجدير بالذكر أن الزيارة قد بدأت بجولة تعريفية في قاعة الشيخ زايد التي تعدّ معرضاً دائماً يضم مجموعة من المخطوطات والوثائق، والصور والخرائط التي تعرّف بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وزار الوفد الضيف مكتبة الإمارات وهي مكتبة بحثية متخصصة، وهي جزء من البرنامج العلمي والبحثي للأرشيف الوطني فهي تتيح للباحثين والدارسين وطلاّب المعرفة خدمات الاستفادة من مجموعاتها الغنية والمتخصصة التي تغطي مجالات اهتمامات الأرشيف بمختلف أوعيتها الورقية والإلكترونية، كما تجوّل الوفد أيضاً في قاعة إسعاد المتعاملين المخصصة لاستقبال الباحثين، وهي تضم أحدث الأجهزة والبرمجيات التي تسهّل على الزائر عملية البحث عن تراث دولة الإمارات ومنطقة الخليج وتاريخهما، والوصول إليها في الوثائق التاريخية التي يقتنيها الأرشيف الوطني، وتابع الوفد الضيف فيلماً وثائقياً ثلاثي الأبعاد عن الإمارات في الماضي والحاضر في قاعة الشيخ محمد بن زايد للواقع الافتراضي.

لأرشيف الوطني يختتم دورة تدريبية في “مهارات العرض والإلقاء”
الأرشيف الوطني يختتم دورة تدريبية في "مهارات العرض والإلقاء"
اختتم الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة دورة تدريبية لموظفيه في "مهارات العرض والإلقاء"، وقد تم تنظيمها بهدف نشر المعرفة وتطوير مهارات المشاركين ومهاراتهم في الإلقاء والتأثير، وتفعيل الإيماءات والتدريب على نبرات الصوت من أجل توصيل الرسالة المطلوبة.
ولاقت هذه الدورة مزيداً من الاهتمام لدى الموظفين لما لها من أهمية في تطوير مهارات المشاركين وتنميتها، وإمكانية إطلاعهم على أفضل الممارسات في مجالات ومواضيع متعددة تخدم الأهداف المنشودة، وتحسين أداء الكوادر البشرية بما ينعكس على نوعية الخدمات التي يقدمها الأرشيف الوطني.
تناولت الدورة التدريبية -التي حاضر فيها خبير البحوث والمحاضر في الأرشيف الوطني عبد اللطيف الصيادي - مفهوم العرض والإلقاء وأهدافه، وصفات القائم به وواجباته، ومدى إمكانية تنمية قدرات الإقناع والتأثير، وتقنيات لغة الجسد، والطلاقة اللفظية، وسلطت الضوء على: طرائق التغلب على رهاب التحدّث أمام الآخرين، وفنون إدارة الوقت، وبثّ الحماس في نفوس الحضور والسيطرة الإيجابية عليهم. وبينت إستراتيجيات اكتساب الفرد مهارات الاتصال الفعّال، وتعزيز الثقة بالنفس.
تميزت دورة "مهارات العرض والإلقاء" التي أقيمت بمقر الأرشيف الوطني على تضافر الجانبين: النظري والتطبيقي فيها، بهدف تعزيز وتثبيت المعلومات والمهارات التي حفلت بها، والتي من شأنها التغلب على جميع معوقات الاتصال لدى المشاركين.
وتأتي هذه الدورة في برنامج مشروع الأرشيف الوطني "شركاء في المعرفة" الذي يعمل على مدّ جسور المعرفة وتبادل الخبرات بين الموظفين، وهو مشروع استراتيجي يحرص على الاكتفاء الذاتي في مجال التدريب والتأهيل، وينفّذه الموظفون المتخصصون من ذوي الخبرات والمهارات، ويتضمن المشروع برنامجاً ثرياً بالورش والدورات التدريبية في مواضيع متعددة تتعلق بمهام الأرشيف الوطني ومسارات العمل فيه.

تاب خليج النفط .. قصة اكتشاف حقول النفط البحرية وتطور الإمارات
أحدث إصدارات الأرشيف الوطني
كتاب خليج النفط .. قصة اكتشاف حقول النفط البحرية وتطور الإمارات
يروي كتاب (خليج النفط) –الصادر عن الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة باللغتين العربية والإنجليزية - تفاصيل اكتشاف حقول النفط البحرية في الإمارات العربية المتحدة وتطورها، ويرصد ظهور صناعة النفط في المناطق البحرية منذ بداياتها الأولى وحتى عملياتها الحديثة، وما رافقها من قصص إنسانية، ويشير إلى أن النفط قد جاء في وقته تماماً للساحل المتصالح؛ إذ جلب ثروة جديدة حلت محل الثروة القديمة المتمثلة باللؤلؤ، تجاوزت كل التوقعات.
يروي الكتاب أيضاً قصة الناس والسياسة وراء أول اكتشاف نفطي قبالة الشواطئ، وتنميته، وكيفية تأثيره في علاقات البلاد بجيرانها، ويرصد ما شهده الخليج العربي أخيراً من الاكتشافات النفطية، التي تشكل فصلاً أساسياً في التاريخ الحديث للإمارات العربية المتحدة؛ إذ تحولت البلاد سريعاً إلى مدن حديثة ومراكز تجارية إقليمية بفضل الثروة التي جاء بها النفط. ويشير الكتاب إلى أن الكثير كُتب عن البحث عن النفط براً، ولكن البحث عنه (بحراً) لم يحظَ باهتمام كافٍ من الكتّاب؛ فصناعة النفط الحديثة قد امتدت إلى أعالي البحار في أقل من قرن من الزمان، ولها خواصها وتحدياتها، وهي تسهم إسهاماً كبيراً جداً في اقتصاد البلاد، وبذلك يقدم الكتاب في صفحاته التي بلغت ( 282) وصفاً لفصل هام في عملية تحوّل الإمارات العربية المتحدة من مجتمع تقليدي إلى دولة حديثة ومزدهرة.
يشير الكتاب إلى أن الخليج العربي يضم 55-68% من احتياطي النفط العالمي، وأكثر من 40% من احتياطي الغاز، ولكن للخليج العربي ألغازه؛ إذ كانت السلطات البريطانية ترى في نهاية الحرب العالمية الأولى أنه ليس واعداً من حيث وجود النفط، وكانت جملة الدلائل على وجوده ذلك الحديث عن "بقعة قار طافية في عرض البحر" ومع اعتقاد أن البحث عن النفط فيه لا يتعدى أن يكون مقامرة فإن بعض الشركات ازداد اهتمامها بجيولوجية الخليج العربي.
ويذكر الكتاب أن الجيولوجيين زاروا جزر الخليج واحدة تلو الأخرى، وجمعوا العينات منها، وفحصوا العينات الصخرية، ولكنهم توصلوا إلى أن لون الجروف الأسود في بعض الجزر سببه البحر وليس الترسبات النفطية.
امتدت المفاوضات بالساحل المتصالح من أجل الحصول على امتيازات التنقيب عن النفط مدة طويلة، وحين بدأ الحفر كان البحث عن الماء في أولويات حاكم أبوظبي الشيخ شخبوط حينذاك، ولم تبدأ المسوح النفطية إلا عام 1936 حين قام الجيولوجيون برحلة واحدة لزيارة جزيرة صير بني ياس.
وتأخر اكتشاف النفط، وفي منتصف ثلاثينات القرن الماضي كان في أماكن أخرى بالشرق الأوسط احتياطي نفطي هائل. وازداد المعروض منه في السوق كثيراً، وكان سبباً في تباطؤ صناعته في العالم. وهكذا كان هبوط أسعار النفط، وضعف الحافز المادي من الشركات سبباً في التقاعس عن فتح مناطق جديدة أمام التنقيب، وسعت الشركات الكبرى لتعزيز مواقفها، على حين فشلت الصغرى في ذلك.
في مايو عام 1940 ظهر دليل جديد وقوي على الثروة النفطية الضخمة في الخليج العربي، وكانت شركة "نفط العراق" ومجموعة الشركات التابعة لها هي التي تقود دفة الطموحات النفطية الغربية بالمنطقة. وبعد المفاوضات الطويلة أمكن التوصل إلى اتفاقيات لامتيازات التنقيب، وكان الشيخ سعيد حاكم دبي أول من وقّع على اتفاقية في 22مايو عام 1937م منحت الشركة امتيازاً مدته خمسة وسبعون عاماً، ووقعت أبوظبي في الثالث من يناير عام1939 على اتفاقية جديدة مدتها خمسة وسبعون عاماً أيضاً.
بعد الاكتشافات النفطية على اليابسة جاء التنقيب بحراً، وكان المنقبون يسترشدون بوجود علامات وظواهر مثل مواضع الرشح، والطيات المحدبة، والقباب الملحية، ولم تزد المعدات عن المطارق والأحذية الطويلة، وتبين أن تكلفة التنقيب عن النفط بحراً ستبلغ خمسة أضعاف تكلفة التنقيب عنه براً.
ويستعرض الكتاب تاريخ التنقيب عن النفط بحراً وطرائقه، ومعداته وتكاليفه، مؤكداً أن عام 1947هو نقطة بداية للحقبة الحديثة في مجال التنقيب عن النفط بحراً، ويسرد الكتاب حال الجزر في دول الخليج العربي، وما كانت تلاقيه من إهمال، ثم انقلب ذلك إلى اهتمام ومحاولات من أجل إثبات كل دولة حقها في جزرها، ويعدد النزاعات التي حصلت على ملكية الجزر، وعلى الحدود البحرية. ويذكر في هذا الصدد أن المملكة العربية السعودية حين أعلنت سيادتها على قاع البحر بات المجال مفتوحاً أمام "أرامكو" للبحث عن النفط بحراً وفقاً لما كان لديها من امتياز، واكتشف رجال النفط حقل "السفانية" وهو أكبر خزان للنفط البحري، وفي عام 1962 كان ينتج 350 ألف برميل يومياً. ويظل هذا الحقل ثاني حقل في الكبر في العالم.
في خمسينيات القرن الماضي زار جيولوجيو إحدى الشركات أبوظبي، فوجدوها أكثر كآبة وأقلّ سكاناً بسبب الكساد الأعظم الذي ألمّ بصيد اللؤلؤ وصناعته. وقد كانت رحلات الغوص على اللؤلؤ تنطلق من أبوظبي في مواسم الغوص.
وجرت عملية المسح تحت مياه الخليج، وتم تصوير ذلك في فيلم وثائقي بعنوان "المحطة 307" أعدته شركة "بي بي" يصور مختلف عمليات المسح، ويبين الفيلم ما كان يعانيه المساحون من جراء الخوف من سمك القرش في مياه الخليج، ومن الأفاعي المائية، ومن سمك المنشار، وكيف كانوا يحصلون على عينات من الصخور بواسطة المطرقة والمسمار. وقد وصف طاقم الغواصين والمساحين رحلتهم في مياه الخليج بأنها ذات جاذبية خاصة تجعل الإنسان يفقد إحساسه بالزمن. وقد أسفر المسح عن اختيار موقع لحفر بئر تجريبية.
يحوي الكتاب صوراً فوتوغرافية توضيحية للسفينة التي أقلت المساحين ولبعض أفراد طاقمها، وللقفص المعدني الذي يحمي المساحين من سمك القرش، وللعينات الصخرية المستخرجة من قاع الخليج، وبعض الخرائط الجغرافية، وبعض المخططات التوضيحية لبعض حقول النفط المكتشفة، وفيه صفحة للمختصرات تحوي الأسماء المختصرة للشركات العاملة في مجال النفط، المحلية والعالمية، واسمها الحقيقي، وتاريخ تأسيسها أحياناً.
كانت لشركة "أدما" في جزيرة داس مكتشفات عديدة، وكان ممثلها يقيم في أبوظبي، وبعد اكتشاف النفط فيها زارها الشيخ شخبوط. وفي عام 1960 أقامت الشركة مركزاً جديداً للتدريب والانخراط في صناعة النفط في أبوظبي، وهنا كانت أبوظبي بصدد تغير هائل. وفي عام 1977 أنشأت أبوظبي شركتي: (أدما- أوبكو) للعمليات البحرية، و(زادكو) لتطوير حقل زاكوم، ثم أسست شركة أبوظبي الوطنية للنفط (أدنوك).
أمّا دبي فقد اعتمدت - مع تأخر ظهور النفط قبالة ساحلها -على مينائها وعلى تجارة الاستيراد والتصدير، وثابرت الشركات في بحثها حتى بشّرت الشيخ راشد بحقل "الفاتح" على بُعد 110 كيلومترات من الشاطئ.
ازدادت التحديات مع نقل التنقيب عن النفط واستخراجه من أعماق البحار، وأسفر هذا التحول عن عدد من التحديات؛ كتوفير المعلومات عن طبوغرافية قاع البحر، وعمق المياه، وحالة البحر، والأحوال الجوية، والظروف السياسية، والمسائل القانونية مثل: الحدود واللوائح، والعادات والتقاليد والاتجاهات. وقبل الحصول على امتيازات التنقيب عن النفط بحراً واستخراجه يظل رأس المال الذي يتطلبه الاستثمار في هذا المجال ضرورياً؛ لأن تكلفة هذه الصناعة عالية. ومع ازدياد الطلب على النفط بعد الحرب العالمية الثانية ازداد البحث عن مصادر جديدة للنفط الخام حول العالم، وازداد الضغط على شركات النفط.
ويعود الكتاب في خاتمته ليؤكد أن الشيخ شخبوط كانت له شكوكه في رجال النفط الغربيين، وكانت عينه على الماء مثلما كانت على النفط، وكان يتمتع بالذكاء، وقد أكسبه مذياعه قدراً من المعلومات العامة، وكان ملتزماً بالعرف البدوي الذي يجعل كلمته عهداً مُلزماً؛ لذا كانت الثقة بكل بساطة جوهر الأمر.
ومن الجدير ذكره أن انطلاق صناعة النفط البحري مع تطورات أخرى أدت إلى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فحكام الساحل المتصالح بدأوا يلتقون في مجلس الإمارات المتصالحة، الذي كان منبراً للنقاش.
وأدى انسحاب القوات البريطانية إلى وجود فراغ في المنطقة، وبات على دول الخليج أن تضم صفوفها تحت لواء مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث يتسنى لها تنسيق سياستها الاقتصادية والدفاعية، وتعيّن عليها إعداد موازنة اقتصادها بحيث تقلل اعتمادها على النفط. وإذا كان النفط حالياً هو جوهر القوة الاقتصادية الإماراتية، وزيادة الإنتاج أحد أهدافها فإن هناك "الرؤية الاقتصادية 2030" وهي بمثابة خريطة طريق لعملية التنمية الاقتصادية في أبوظبي على مدى الأعوام القادمة.
ويظل اكتشاف النفط البحري في الخليج العربي وتطويره – ولا سيما في دولة الإمارات - قصة رائعة؛ فأكبر حقول النفط البحرية موجود فيه، وأكبرها حقل "السفانة"، ثم حقل "زاكوم العلوي"، ثم حقل "منيفة".
يتألف الكتاب من ثمانية فصول، يدعمها عدد كبير من الصور والرسوم، والخرائط والملاحق، والمصطلحات والمراجع، والمقدمة، والخاتمة.

لأرشيف الوطني يواصل مقابلات التاريخ الشفاهي في مشروع “دراسة حالة الرعي في إمارة أبو ظبي”
بالتعاون مع هيئة البيئة – أبو ظبي
الأرشيف الوطني يواصل مقابلات التاريخ الشفاهي في مشروع "دراسة حالة الرعي في إمارة أبو ظبي"
يواصل الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة مقابلات التاريخ الشفاهي بشأن دراسة حالة الرعي بإمارة أبو ظبي قديماً وحديثاً، وذلك بالتعاون مع هيئة البيئة – أبو ظبي. ويهدف هذا المشروع إلى قياس المتغيرات التي طرأت على المراعي الطبيعية في إمارة أبو ظبي، وسبل الحفاظ عليها بما يضمن استدامة موارد التنوع الحيوي.
ويقوم فريق التاريخ الشفاهي في الأرشيف الوطني بالتعاون مع فريق عمل هذا المشروع في هيئة البيئة-أبو ظبي بعمل المقابلات مع المواطنين في إمارة أبو ظبي للحصول على المعلومات منهم بشأن الجوانب البيئية، والحيوية، والاجتماعية، والتراثية المرتبطة برعي الإبل، وأهمية ذلك بالنسبة للاقتصاد المحلي في الماضي والحاضر. إضافة إلى معرفة الحالة البيئية للمراعي الطبيعية في إمارة أبو ظبي، ومنظومة الآداب، والقيم الاجتماعية، والإنسانية المرتبطة برعي الإبل، والماشية.
ويـأتي الاهتمام بالرعي انطلاقاً من الاهتمام بالإبل التي كانت جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث كانت الإبل، وما زالت بمنزلة الثروة المتعددة الفوائد إذ يستفاد من لبنها، ولحمها، ووبرها، وكانت وسيلة للنقل في الصحراء في الزمن الماضي، وتجدر الإشارة إلى أن الأرشيف الوطني في بحثه عن رواة التاريخ الشفاهي يعمد إلى المهرجانات التراثية مثل مهرجان سلطان بن زايد للتراث في سويحان، وغيره من المهرجان التراثية في الإمارات، ويحتفظ الأرشيف الوطني بنسخ مصورة من جميع المقابلات التي يجريها في هذا المجال؛ ليضمها إلى قاعدة بيانات التاريخ الشفاهي التي يوليها اهتماماً كبيراً لدورها في التوثيق بمنهجية علمية حياة الماضي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

لأرشيف الوطني يواصل استقبال الجمهور في جناحه بمعرض القاهرة للكتاب
أكثر من 500 زائر يومياً يطلعون على معروضات الجناح
الأرشيف الوطني يواصل استقبال الجمهور في جناحه بمعرض القاهرة للكتاب
يواصل الأرشيف الوطني مشاركته الفعالة في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ حيث يستقبل الزوار من الباحثين والمفكرين والمثقفين ومختلف فئات المجتمع، ويلاقي جناح الأرشيف الوطن في المعرض إقبالاً كبيراً ومميزاً من الجمهور المصري والمشاركين في المعرض وزواره من مختلف دول العالم، ويقدر عدد مرتاديه أكثر من 500 زائر يومياً.
وتأتي مشاركة الأرشيف الوطني بمعرض القاهرة للكتاب في إطار تنفيذ مبادراته في عام زايد، وتركز على إبراز قيم عام زايد المتمثلة في الاحترام والحكمة وبناء الانسان والاستدامة، وتتضمن المشاركة العديد من الفعاليات والمشاريع التي تؤرخ وتوثق مآثر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومناقبه، ولما جاءت الدورة الـ49 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب متزامنة مع احتفاء دولة الإمارات بعام زايد، فإن الأرشيف الوطني يقوم بإهداء إصداراته ولا سيما تلك التي تتناول مسيرة المغفور له – بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتعمل على نشر قيم القائد المؤسس بين أفراد الشعب المصري وجمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وتعدّ مشاركة الأرشيف الوطني هذه تجسيداً للعلاقات المتينة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، تلك العلاقات الطيبة والمتينة التي أرساها المغفور له - بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهي علاقة متميزة تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم في ظل القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين.
وتشهد منصة الأرشيف الوطني بمعرض القاهرة الدولي للكتاب إقبالاً كبيراً على معرفة تاريخ الإمارات واحتفاء الدولة بعام زايد، وهذا ما عزز لدى جمهور المعرض حب الاطلاع على الوثائق الخاصة بتاريخ الإمارات والعلاقات الإماراتية المصرية، وبهذا الخصوص حفلت منصة الأرشيف الوطني بصور فوتوغرافية تاريخية توثق الزيارات التي قام بها القائد المؤسس إلى جمهورية مصر العربية ولقاءاته بالرؤساء والمسؤولين المصريين، وعرضت المنصة أيضاً صوراً لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- ولرجالات الإمارات وقادتها العظام ولقاءاتهم برؤساء مصر وقادتها للتنسيق في إطار العلاقات المتينة والدعم المستمر والمتبادل بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر.
وتحظى مشاركة الأرشيف الوطني في معرض القاهرة الدولي للكتاب باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام بمختلف أنواعها؛ إذ سلطت الضوء على جوانب من سيرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان – رحمه الله- ودوره في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى إنجازاته المحلية والعربية والعالمية، ومحبته لمصر وشعبها، ودوره في تمتين العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.
الجدير بالذكر أن جناح الأرشيف الوطني المشارك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2018 يستقبل يومياً أكثر من 500 زائر، وقد شرع أبوابه أمام الزوار منذ بداية المعرض؛ حيث جرى الافتتاح بحضور كل من معالي محمد أحمد المر نائب رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني، وسعادة الدكتور عبد الله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني، وفرحان المرزوقي مدير إدارة التواصل المؤسسي والمجتمعي في الأرشيف الوطني، وعدد من موظفي الأرشيف الوطني.
هذا وتعرض منصة الأرشيف الوطني بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عدداً من الكتب والوثائق النادرة التي تتناول إنجازات ومواقف وأعمال القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- من بينها الكتب التالية: " زايد والتميز" و" زايد رجل بني أمة " و" زايد من التحدي الي الاتحاد " و" زايد والتراث " و"زايد حاكم العين".
ويعرض الأرشيف الوطني أيضاً كتاب " خليفة رحلة الي المستقبل " الذي يتضمن إنجازات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آلِ نهيان رئيس الدولة حفظة الله.
ويعرض الجناح أيضاً " يوميات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي" من عام 1969 وحتي عام 2010" و" يوميات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من عام 1969 وحتى 2010 ".

اكرة الوطن” يستقبل أكثر من 4000 طالب وطالبة في رحلات علمية وترفيهية
عرض الأرشيف الوطني في مهرجان الشيخ زايد التراثي "ذاكرة الوطن" يستقبل أكثر من 4000 طالب وطالبة في رحلات علمية وترفيهية
قام أكثر من 4000 طالب وطالبة من مختلف المراحل الدراسية برحلات علمية وترفيهية إلى معرض "ذاكرة الوطن" جناح الأرشيف الوطني في مهرجان الشيخ زايد التراثي في غضون الأيام القليلة الماضية، واطلع الطلبة في المعرض على صفحات من تاريخ الإمارات وأمجاد شعبها وقادتها العظام، وتكمّل هذه الصفحات التاريخية ما جاء في المناهج الوطنية الدراسية وتثريها. ويعتمد الأرشيف الوطني في تقديم المعلومات التاريخية الموثقة الموجودة في معرض "ذاكرة الوطن" للطلبة على تقنيات حديثة ومشوقة، وهذا ما يزيد فاعليتها وتأثيرها، ويتطلع الأرشيف الوطني عبر برامجه إلى تعزيز الولاء وروح الانتماء والهوية الوطنية لدى الطلبة وتوجيههم بما ينسجم مع توجيهات القيادة الحكيمة. ويقوم الطلبةُ لدى زيارتهم لمعرض "ذاكرة الوطن" بجولة في مختلف أقسامه ومنصاته، حيث يطلعون على الوثيقة التاريخية، وأهميتها، وعلى الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ودوره في جمع ذاكرة الوطن وحفظها للأجيال، ويتعرفون أيضًا اهتمامَ الباني المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- بالتعليم الذي حظي بمكانة كبرى في فكره ومنهجه؛ فوفر له كل السبل لدعم تطويره داخل الدولة وخارجها، وشجّع الأجيال على الدراسة والتخصصات والتحصيل العلمي، ووضع الخطط التنموية التي أسهمت في تطوير التعليم والقضاء على الأمية.
وفي ركن التعليم بمعرض "ذاكرة الوطن" اطّلعت الوفود الطلابية على ما يقدمه الأرشيف الوطني من أساليب حديثة للتعليم عن طريق اللعب والمرح، وأبدوا إعجابهم بلوحة شجرة القيم التي شدت انتباه الطلبة إلى ما فيها من قيم وطنية مثل: الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة، والباني المؤسس والمعرفة التاريخية، والولاء للقيادة والولاء للوطن، والإيجابية والتسامح وروح الابتكار، والقيم الأخلاقية والبحث العلمي.
وتجدر الإشارة إلى أن مقتنيات معرض "ذاكرة الوطن" تركز في جوانب مهمة من تاريخ الإمارات وتراثها، وبواسطة هذه المقتنيات يعمل الأرشيف الوطني لإطلاع الطلبة على ماضي آبائهم وأجدادهم بأساليب تتفق مع اهتماماتهم، وتجذب انتباههم، وتزيدهم ارتباطاً بتاريخهم وتراثهم وفخراً بحاضرهم المشرق، وبهذا الدور الذي يؤديه يثبت الأرشيف الوطني أنه شريك أساسي في عملية التنشئة الوطنية، وفي إعداد جيل ينسجم بأفكاره وقيمه مع قيم الآباء المؤسسين، ومع توجيهات القيادة الحكيمة.

الأرشيف الوطني يطلق مبادرة “المئة” الوطنية التي تخلّد إنجازات زايد وقيمه
احتفاء بعام زايد، واستجابة لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة
الأرشيف الوطني يطلق مبادرة "المئة" الوطنية التي تخلّد إنجازات زايد وقيمه انطلاقا من توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" بتخصيص عام 2018 ليكون "عام زايد"، أطلق "الأرشيف الوطني" مبادرة وطنية باسم "المائة" التي تستلهم نهج الشيخ زايد ورؤاه التي ستظلّ على مرّ العصور مصدراً مرجعياً في بناء الوطن ونهضته.
وأعلن معالي حمد عبد الرحمن المدفع، الأمين العام لشؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة، رئيس مجلس "إدارة الأرشيف الوطني" أن المبادرة تأتي تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد ال نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس اللجنة العليا لعام زايد، إيمانا من سموه بأهمية دور الأرشيف الوطني في الحفاظ على أرث مؤسس وباني نهضة الإمارات المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وقال معاليه إن المبادرة تفتح صفحات مهمة من تاريخ زايد وقيمه أمام الأجيال، وتقدّم مآثر القائد الاستثنائي الذي لم يدّخر جهدا في سبيل بناء دولة مزدهرة ينعم شعبها بالرقيّ والرفاه. وأضاف معاليه "إن الأرشيف الوطني الذي تأسّس بتوجيهات المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 1968 لكي يحفظ تاريخ الإمارات فيه من الوثائق والسجلات التاريخية ما يبرز التجربة الريادية للشيخ زايد في قيام الاتحاد وبناء دولة الإمارات، وما قدّمه لأبناء الإمارات والقاطنين على أرضها مصدر فخر وإلهام، فمسيرة عطاء المؤسّس والباني مليئة بالحكمة والعطاء الذي دوّنه التاريخ بأحرف من نور للأجيال".
ومن جانبه أكّد سعادة الدكتور عبد الله محمد الريسي، مدير عام الأرشيف الوطني، أن الأرشيف الوطني ارتأى من خلال إطلاقه مبادرة "المئة" ترسيخ قيم عام زايد بالمقتنيات المتوفرة لديه؛ وسيتم إلقاء الضوء على إنجازات زايد وأهم الأحداث والوثائق الخالدة، وسيتعرّف الجيل الحالي على ما قدّمه زايد لأجلنا، وسيوظّف الأرشيف الوطني أدوات عدة لعرض تاريخ زايد، وسيشاهد الجمهور صورًا ووثائق تُعرض لأول مرة، وسيتمّ تنظيم محاضرات وورش لتوصيل رسالة زايد الخالدة إلى الجمهور وفق أساليب البحث العلمي المعتمدة. وستُنفّذ مبادرة "المئة" وفق أربعة محاور؛ لترسيخ القيم التي يحملها شعار عام زايد وهي: (الاحترام، والحكمة، وبناء الانسان، والاستدامة).
وسيقوم الأرشيف الوطني ضمن مبادرة "المئة" بتنظيم 100 محاضرة، وورشة قرائية وطنية تعليمية تُثري ذاكرة الأجيال بقيم ومبادئ القائد المؤسّس وعطاءاته وإنجازاته الخالدة، كما سينفّذ الأرشيف الوطني 100 لعبة تعليمية ترتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الباني والمؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه-، كما سيتيح الأرشيف الوطني المجال مدة 100 يوم لتحميل تطبيقاته الذكية مجاناً، وستتضمن أيضا إقامة 100 معرض للصور التي تُعيد إلى الأذهان الجهود التي بذلها القائد المؤسّس، وإعداد 100 بطاقة "بوست كارد" بمئة صورة مختلفة توثّق جوانب من جهود الشيخ زايد، كما سيجهز الأرشيف الوطني بهذه المناسبة الوطنية 100 ألبوم صور فخم وعالي الجودة لتوثيق أعمال الشيخ زايد الإنسانية ومواقفه الوطنية الخالدة. كما تتضمن أيضا 100 رسالة شكر، من مائة شخصية، وتنفيذ 100 فيلم عن حياة الشيخ زايد، وستكون مدة الفيلم دقيقة واحدة، وسيتم تحميله على قنوات التواصل وفي "اليوتيوب"، وسيهدي الأرشيف الوطني مجموعة من إصداراته الوطنية إلى 100 مكتبة مدرسية على مستوى الدولة؛ بهدف نشر المعرفة الوطنية وتقديم صورة حقيقية وموثقة عن تاريخ الإمارات وتراثها، وعن القائد المؤسّس وإخوانه الآباء المؤسّسين.
كما سيطلق الأرشيف الوطني فعالية "زايد في 100 حكاية"، وستكون هذه الفعالية ضمن مشروع نادي المؤرخين الطلابي بهدف غرس القيم الوطنية والأخلاقية في نفوس الأجيال، وتشتمل المبادرة أيضا على جائزة "المؤرّخ الشاب" بعام زايد، وستقوم المبادرة بجمع 100 قول للقائد المؤسّس ونشرها في الموقع الإلكتروني، وإعداد لوحات جدارية للمدارس تحمل تلك الأقوال، وتحتوي المبادرة أيضا على 100 وثيقة خالدة عن الشيخ زايد يتمّ نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

لأرشيف الوطني يعزز معروضاته في “ذاكرة الوطن” بالوثائق التاريخية
عزز الأرشيف الوطني معروضات جناحه في مهرجان الشيخ زايد التراثي "ذاكرة الوطن" بعدد من الوثائق التاريخية المهمة التي تنتشر في أرجاء المعرض كشاهد تاريخي على بعض أحداث الماضي، وتعدّ هذه الوثائق نماذج من ملايين الوثائق التاريخية التي يحتفظ بها الأرشيف الوطني .
ومن أبرز الوثائق التاريخية المعروضة في "ذاكرة الوطن": الاتفاقية المانعة، ومعاهدة الصداقة، ووثائق عن جسر المقطع وقلعة المقطع، ووثيقة إعلان انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الأمم المتحدة في الـ 9 من ديسمبر 1971م، وبعض وثائق الاتحاد التي يحفظها الأرشيف الوطني في أرشيف قصر الحصن، وعدد كبير من الصور الفوتوغرافية التاريخية التي ترصد بعض اللقاءات الثنائية التي أسست لقيام الاتحاد، إلى جانب صور الآباء المؤسسين وغيرها، ويذكر أن الاتفاقية المانعة هي التي ألزمت شيوخ الساحل المتصالح بعدم الدخول في اتفاقيات أو إجراء اتصالات مع أية قوة أو دولة أخرى عدا الحكومة البريطانية، ومقابل ذلك تعهّد البريطانيون بتحمّل مسؤولية الدفاع عن الإمارات من أيّ عدوان خارجي. إن تعزيز مقتنيات معرض "ذاكرة الوطن" الذي يعد ركناً أساسيًّا في مهرجان الشيخ زايد التراثي بالوثائق التاريخية يعكس البعد التاريخي والحضاري لدولة الإمارات، وما تحويه من إرث تاريخي عريق، وما طرأ عليها من تحول ونماء وتطور في عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الآباء المؤسسين، وتؤكد هذه الوثائق التاريخية جوانب من الماضي الذي أوصل البلاد إلى حاضرها المشرق.
وتعدّ هذه الوثائق التاريخية التي يعرضها الأرشيف الوطني في مهرجان الشيخ زايد التراثي نماذج من الوثائق التي يحفظها في أرشيفاته الموجودة في مقره، وهي المرتكز الذي يعتمد عليه الباحثون في كتابة تاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج وتراثهما؛ إذ إن المؤرخ والباحث لا يمكنهما الاستغناء عن الوثيقة بين مصادر بحثهما بوصفها شاهداً على الأحداث، ولها دورها الكبير في تسطير تاريخ الوطن وتدوين أمجاده.
ويحرص الأرشيف الوطني الذي يفتح أبواب مقره في أبوظبي أمام الباحثين والأكاديميين والمهتمين بذاكرة الوطن في الفترتين الصباحية والمسائية على إطلاع زوار مهرجان الشيخ زايد التراثي القادمين من داخل البلاد ومن خارجها على نماذج من مقتنياته، مؤكداً أن المعلومات التاريخية التي يقدمها عبر مصادره هي معلومات موثقة تؤكدها الوثائق والسجلات التاريخية التي بذل جهوداً كبيرة من أجل الحصول عليها من كبريات الأرشيفات العالمية.

الأرشيف الوطني يعرض رحلة آل بوفلاح إلى أبوظبي
ي معرض "ذاكرة الوطن" في مهرجان الشيخ زايد التراثي
الأرشيف الوطني يعرض رحلة آل بوفلاح إلى أبوظبي والتحوّل الكبير الذي حدث في عهد زايد وخليفة.. بأسلوب شائق ومبتكر
حفل معرض "ذاكرة الوطن" الذي يشارك به الأرشيف الوطني في مهرجان الشيخ زايد التراثي بركن خاص يعرض بتقنيات مبتكرة وبأسلوب شائق رحلة آل بوفلاح من واحة "ليوا" معقل بني ياس إلى أبوظبي بقيادة الشيخ ذياب بن عيسى، وذلك بعد اكتشاف الماء فيها، وكيف عمّ النماء أبوظبي التي بلغت أوج ازدهارها في ظل القيادة الحكيمة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- والقيادة الرشيدة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله.
ويحكي الأرشيف الوطني عن نشوء أبوظبي التي استوطنها آل بوفلاح القادمون من الظفرة للعمل في الصيد وتنويع مصادر الرزق، وصارت أبوظبي بعدئذٍ منطقة آهلة بالسكان بعدما كانت جزيرة معزولة، ويحكي هذا الركن في معرض "ذاكرة الوطن" كيف نمت أبوظبي وازدهرت. ويتوقف السيناريو الذي يقدمه الأرشيف الوطني في جناح "ذاكرة الوطن" بأسلوب مبتكر عند ولادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1918م، ويعتبر هذا التاريخ علامة فارقة في تاريخ الإمارات، وما سطره القائد الخالد – طيب الله ثراه- من معجزة على الرمال بقيام دولة الإمارات العربية المتحدة التي تقف اليوم في صف الدول المتقدمة في العالم، وبالصور التوثيقية يوضح الركن الإعمار والبناء والنهضة التي شهدتها دولة الإمارات على يدي الشيخ زايد الكريمتين، وقد توّج ذلك كله بقيام الاتحاد الذي منح البلاد مزيداً من الحضور والقوة.
ويشير السيناريو إلى أن بناء الإنسان احتل المكانة الأولى في فكر القائد المؤسس، وقد تمكّن برؤيته المستقبلية من أن يؤسس أجيالاً تحفظ مكتسبات الوطن وتصون نهضته؛ فقد نذر المغفور له –بإذن الله - الشيخ زايد المال والجهد في سبيل إسعاد شعب الإمارات والقاطنين على أرضها، وأخذ يجوب البلاد من أقصاها إلى أقصاها وهو يتابع عمليات البناء ومشاريع الإنماء والإعمار، وقد شهدت أبوظبي في زمن قياسي إنجازات عظيمة في جميع مجالات الحياة، وغدت مسيرة التحديث متكاملة، ولعله من المؤكد أن ما تعيشه الإمارات اليوم من تقدم واستقرار ونهضة وتوافق وسلام اجتماعي وتعايش إنساني هو نتاج لعبقرية الشيخ زايد الذي لم يدخر جهداً من أجل وضع الإمارات في مكانها اللائق بين الأمم المتحضرة.
ويركز السيناريو الذي حرص الأرشيف الوطني على أن يكون متناسباً مع جميع الأعمار في النهج الوحدوي للشيخ زايد الذي حرص منذ أن تولى مقاليد الحكم في أبوظبي على جمع شمل ''الإمارات المتصالحة''، وبادر إلى الدعوة إلى الاتحاد ولقاء إخوانه الحكام، وقد أكد الشيخ زايد في تلك اللقاءات أهمية قيام الاتحاد الذي جاء إعلانه في الثاني من ديسمبر عام 1971م حين زُفّت بشرى ذلك الحدث التاريخي الكبير إلى شعب الإمارات وكافة الدول العربية الشقيقة والصديقة وللعالم.
ولا يتوقف السيناريو الذي يقدمه معرض "ذاكرة الوطن" عند هذا الحد وإنما يتابع ليقدم للزوار بعض الإنجازات التي تحققتْ في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -حفظه الله- والتي أسهمت في تمكين المواطن الإماراتي، وازدهار دولة الإمارات وتألقها محليًّا وعالميًّا.

قاعة الشيخ زايد في الأرشيف الوطني.. النافذة التي أطل منها آلاف الزوار على تاريخ الإمارات
استقبلت قاعة الشيخ زايد بن سلطان بمقر الأرشيف الوطني في أبوظبي منذ افتتاحها في ديسمبر 2010 آلاف الزوار من مختلف أنحاء دولة الإمارات ومن خارجها، وتشهد القاعة إقبالاً مميزاً لما تحتويه من وثائق تاريخية نادرة ومقتنيات مهمة عن تاريخ الإمارات وتراثها، وهي تحكي قصة وطن مزدهر شيده المغفور له – بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الآباء المؤسسون وشعب الإمارات الذي التفّ حولهم.
وتعدّ قاعة الشيخ زايد بن سلطان في الأرشيف الوطني بمثابة نافذة يطلّ منها الزائر على جوانب من تاريخ الإمارات، ويطلع على صفحات تاريخية موغلة في القدم؛ إذ تقدم القاعة بانوراما شاملة عن ذاكرة الوطن التي يعمل الأرشيف الوطني على جمعها وحفظها، وهذا ما جعلها محطّ اهتمام الباحثين والأكاديميين والوفود الرسمية الزائرة من داخل البلاد وخارجها. وتتميز قاعة الشيخ زايد بن سلطان بما تحتويه من وثائق تاريخية مكتوبة، وخرائط جغرافية قديمة، وصور فوتوغرافية نادرة، وأفلام وثائقية ترصد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة ونمائها وازدهارها في ظل قيادتها الحكيمة. تأسست قاعة الشيخ زايد بن سلطان لتكون متحفاً تاريخياً يحكي بالمعلومة التاريخية الموثقة ماضي منطقة الإمارات منذ أكثر من خمسمئة عام؛ ويتجلى ذلك في خريطة كونتينو البرتغالي، التي تعود إلى عام 1502ميلادي، وهي أول خريطة عن منطقة الخليج. وتتسم قاعة الشيخ زايد بأنها تعرض مقتنياتها من الوثائق التاريخية وفق تسلسل تاريخي، ووفق الحقب التي مرّ بها تاريخ الإمارات، لتقدم صورة شاملة عن تاريخ الإمارات في مختلف مراحله، ولتظل شاهداً على ما قدمه الآباء المؤسسون وفي مقدمتهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والآباء المؤسسون من أجل وحدة البلاد وتقدمها وازدهارها، وبهذا الصدد فإن القاعة تضم الوثائق الخاصة بالاتحاد التساعي، والاتحاد الثنائي بين أبوظبي ودبي، والاتحاد السباعي والأحداث الكبرى التي تزامنت مع هذه المرحلة التي توجت بالتوقيع على قيام الاتحاد في 2ديسمبر 1971م.
وفي قاعة الشيخ زايد بن سلطان تنقسم الوثائق الخاصة بالقائد المؤسس إلى الوثائق المحلية، والوثائق الخليجية، والوثائق العربية، والوثائق الدولية، وهي تقدم للزائر تعريفاً بجوانب من أنشطة الشيخ زايد منذ توليه الحكم كممثل لحاكم أبوظبي في العين عام 1946م، وحتى تاريخ رحيله عام 2004م. وتضم قاعة الشيخ زايد بن سلطان عدداً من الوثائق التاريخية ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى مثل: مجموعة الوثائق التاريخية الخاصة بالجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، والوثائق التاريخية التي ترصد مراسلات الشيوخ والحكام لهذه الجزر وما يتعلق بأنشطة سكانها من أبناء الإمارات، ومن الوثائق التاريخية المهمة التي تضمها القاعة أيضاً تلك الوثيقة البريطانية التي تؤرخ للاتفاقية البحرية بين قبائل عربية في الإمارات المتصالحة وبريطانيا، وتعود إلى سنة 1820م، وتنصّ على ألا يتعرض أحد للآخر في الخليج، ومن الوثائق التاريخية المهمة أيضاً وثيقة وقعها الشيخ شخبوط بن سلطان عندما كان حاكماً لأبوظبي مع حكام الإمارات المتصالحة عام 1965 بشأن عملة خليجية موحدة، ولهذه الوثيقة دلالاتها التي تشير إلى التطلعات الوحدوية المبكرة لدى سكان المنطقة.
وما تضمه قاعة الشيخ زايد بن سلطان من الوثائق التاريخية القيمة تلك المراسلات التي جرت بين حكام الإمارات المتصالحة والمعتمدين البريطانيين حينذاك، وقد بذل الأرشيف الوطني جهوداً كبيرة للحصول على نسخ من هذه الوثائق التي تقدم تاريخ الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج للباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ الإمارات وتراثها. وفي قاعة الشيخ زايد بن سلطان يجد الزائر وثائق تقدم تفاصيل عن عَلَم دولة الإمارات العربية المتحدة، وعن أول تشكيل وزاري فيها، وعن انضمامها لمنظمة الأمم المتحدة، وهذه الوثائق بمجملها قد أسفرت عن إصدار الأرشيف الوطني عدداً من الكتب التاريخية التي توثّق تاريخ الإمارات للأجيال، مثل كتاب (قصر الحصن)، وكتاب (زايد من التحدي إلى الاتحاد)، وكتاب (زايد رجل بنى أمة)... وغيرها.
وتحتوي قاعة الشيخ زايد بن سلطان على عدد كبير من المقتنيات التراثية تتمثل بنماذج من السفن التي تعود إلى الحقب البرتغالية والهولندية والبريطانية، والتي لعبت دوراً كبيراً في التجارة العالمية والخليجية، وفي القاعة نماذج من الأسلحة الخفيفة القديمة، والتي يعود تاريخ بعضها إلى مطلع القرن التاسع عشر، وفيها عدد من الجوائز والأوسمة التي حصل عليها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أثناء قيادته مسيرة البناء والنماء والازدهار. وتحفل قاعة الشيخ زايد بن سلطان بعدد من الكتب التاريخية النادرة نظراً لنفادها، أو بسبب قِدمِ إصدارها، وفيها أيضاً ركن لإصدارات الأرشيف الوطني، وقد أضيفت إلى مقتنياتها حديثاً عربة المعرفة التي تقدم أفلاماً وثائقية تاريخية. وتنتهي قاعة الشيخ زايد بن سلطان بمعرض يضم بعض المقتنيات والصور التي تخصّ الممرضة الكندية جيرترود دايك المعروفة بالدكتورة لطيفة، والتي عملت في مستشفى الواحة "كندي" بالعين منذ عام 1962م، وهذه المقتنيات قدمتها أسرة الدكتورة لطيفة إلى الأرشيف الوطني إثر رحيلها في أكتوبر2009م، وتقدم محتويات معرض الدكتورة لطيفة مرحلة مهمة من تاريخ أبوظبي واهتمام قادتها بالقطاع الصحي.
ونظراً للإقبال الكبير على قاعة الشيخ زايد بن سلطان عمد الأرشيف الوطني إلى فتح القاعة أمام الجمهور من زوار وباحثين وأكاديميين وطلبة في الفترتين الصباحية والمسائية من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء، من يوم الأحد إلى الأربعاء. وقام الأرشيف الوطني بتدريب عدد من موظفيه وتأهيلهم كمرشدين فيها يقدمون للزائر بشكل مختصر بانوراما تاريخية شاملة لأكثر من خمسة قرون من تاريخ الإمارات، وتركز هذه البانوراما في تاريخ الإمارات من مرحلة ما قبل اللؤلؤ وحتى اليوم.